الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

قسنطينة الجزائرية.. حضارات متعاقبة ترسم مشهدًا عمرانيًا فريدًا

قسنطينة الجزائرية.. حضارات متعاقبة ترسم مشهدًا عمرانيًا فريدًا

Changed

تعاقبت ثقافات على قسنطينة، وقد حاولت كل منها إضافة بصمتها على المدينة، وبسبب ضيق المكان تكتشف الحفارات مرة بعد أخرى آثارًا يعود تاريخها لمئات السنين.

تمتاز مدينة قسنطينة التي تقع شرقي الجزائر بنسيجها العمراني التاريخي الفريد، فهي مدينة عاشت فيها كل الديانات وتعاقب عليها عدد من الحضارات، آخرها العثمانيون، ثم الاحتلال الفرنسي الذي بقي في البلاد أكثر من قرن.

ويلاحظ زوار المدينة تنوّعًا عمرانيًا يضفي جمالًا خاصًا عليها، ورغم الجهود المبذولة لترميم أبنيتها فإن كثيرًا منها أصبح آثارًا قديمة وصخريّة.

ويتداخل نسيج الحضارات المتراكمة ليشكّل مشهدًا عمرانيًا مميزًا.

حضارات متعاقبة على قسنطينة

يجمع المؤرخون أن ثقافات وحضارات تعاقبت على المدينة. وحاولت كل منها إضافة بصمتها على المدينة عن سابقاتها، وبسبب ضيق المكان، تكتشف الحفارات مرة بعد أخرى آثارًا يعود تاريخها إلى مئات السنين.

ويشرح الكاتب والمؤرخ عبد الله حمادي أن موقع المدينة ضيّق ويقع فوق صخرة ويحيط بها النهر من كل الجوانب. ويقول في حديث إلى "العربي": "إن العمران كان يتم فوق الصخرة، وهو ما جعل من كل حضارة تأتي مجبرة على هدم معالم الحضارة التي سبقتها لكي تبني حضارتها".

ويضيف: "نجد اليوم في المدينة آثار الاستعمار الفرنسي وبقايا ما خلّفه الأتراك".

بصمة تركية فرنسية

ترك العثمانيون أثرًا واضحًا، حيث مكثوا حوالي خمسة قرون، ومنها المدرسة الكتانية التي بناها صالح بيه والتي كانت مدرسة قرآنية، وحوّلتها السلطات الفرنسية بعد استعمارها البلاد إلى مدرسة لتخريج المترجمين باللغتين العربية والفرنسية.

قبل هذا وفي القرن الثاني عشر للميلاد بنى الحمّاديون مسجدهم الكبير في المدينة أيضًا.

من جهته، يؤكد الأكاديمي والمؤرخ عبد العزيز فيلالي، غلبة الطابع الأوروبي على المشهد العمراني الحالي لمدينة قسنطينة.

ولكن لا تزال الشواهد العثمانية المتبقية كلها كمتحف أحمد بيه تظهر هوية العثمانيين وطابعهم المعماري باعتبارها دليلًا على سيطرتهم خلال حقبة تاريخية. فقد شيد ذلك القصر في عصر أحمد بيه وتحول بعد ذلك إلى مقر للاحتلال الفرنسي سنة 1837، ورمم مباشرة بعد الاستقلال، وهو اليوم متحف شاهد على حقب تاريخية يجسد أنماطها المعمارية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close