الخميس 28 مارس / مارس 2024

كوكوش.. "صوت إيران" يصدح مجددًا لإحياء الثقافة الفارسية في المهجر

كوكوش.. "صوت إيران" يصدح مجددًا لإحياء الثقافة الفارسية في المهجر

Changed

المغنية الإيرانية كوكوش
المغنية الإيرانية كوكوش (غيتي)
عُرفت كوكوش بـ "صوت إيران". وبدأت الغناء في الثالثة من عمرها، قبل أن تأتي الثورة الإسلامية لتُسكت صوتها منذ 1979 وحتى عام 2000.

بعد 21 عامًا على إسكاتها، تحتفل المطربة الإيرانية كوكوش بألبوم غنائي جديد، وجولة غنائية في دول أميركا الشمالية، تتوقّف بعدها في العاصمة واشنطن في 2 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

عُرفت كوكوش بـ "صوت إيران". وبدأت الغناء في الثالثة من عمرها، قبل أن تأتي الثورة الإسلامية لتُسكت صوتها منذ 1979 وحتى عام 2000.

وقالت كوكوش، في مقابلة مع موقع الإذاعة الوطنية الأميركية العامة "إن بي أر" قبل أيام من بدء جولتها، إن هناك سببًا واحدًا وراء رغبتها في مواصلة الغناء باللغة الفارسية: "لأنني أحب بلدي".

وبالنسبة للإيرانيين الذين أُجبروا على مغادرة بلادهم، تُعتبر كوكوش رمزًا للوطن.

وتضيف: "الأطفال يكبرون على أنهم غير إيرانيين، لكنني أحاول تذكيرهم"، مشيرة إلى أن الجيل الأصغر من الإيرانيين، الذين أُجبر آباؤهم على العيش خارج إيران، "ينسون لغتهم. والأغاني التي أُقدّمها يمكن أن تساعدهم على استعادتها".

"أردت أن أكون مختلفة"

وُلدت كوكوش، واسمها الحقيقي فائقة أتشين في طهران عام 1950. بدأت بالغناء عندما كانت في الثالثة من عمرها مع والدها، الذي كان يعمل بهلوانًا في ملهى ليلي. وانطلقت بالغناء من خلال تقليد أغاني مشاهير الفنانين.

وتقول: "عندما لاحظ والدي أن لدي هذه الموهبة، جعلني أغني أمام الناس".

في التاسعة من عمرها، ظهرت لأول مرة في فيلم الخوف والأمل الذي عُرض عام 1959 في أحد المشاهد، حيث كانت تعزف على آلة موسيقية، وتغني أغنية "جوني غيتار" لبيغي لي.

في سن المراهقة التي عاشتها في طهران، تشرّبت كوكوش موسيقى البوب ​​الغربية. في أواخر الستينيات، جدّدت أغنية "الاحترام" للمغنية الأميركية الرحلة أريثا فرانكلين.

وأشارت كوكوش إلى أن الموسيقى الغربية كان لها تأثير كبير على مسار حياتها المهنية. وقالت: "لهذا اخترت الطريقة التي أريد أن أغني بها. لم تكن تقليدية، أو أغانيَ قديمة، أردت أن أكون مختلفة".

وانطلقت مسيرتها المهنية في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بأغانٍ مثل "غريب أشينا" أو "فاميليار سترينجر"، التي تقول كلماتها:

غريب مألوف، أنا أحبك

تعال خذني معك إلى مدينة الحكايات

امسك يدي بيديك

وفي منتصف السبعينيات، سجّلت الأغنية الرئيسية لمسلسل تلفزيوني إيراني شهير باسم "الطلاق". وتقول الكلمات بالفارسي:

اسمعني يا رفيقي الدرب

سافرنا معًا في طريق العذاب،

معًا بكينا خلال هذه الرحلة.

عانينا بصمت بُكائنا.

لقد صنعنا قصة من مرور الوقت المرير.

توقّف مسيرتها

لكن مسيرتها المهنية توقّفت عام 1979، عندما أطاحت الثورة بشاه إيران محمد رضا بهلوي، وأعلنت الحكومة الجديدة في البلاد عن تأسيس جمهورية إسلامية.

في تلك المرحلة، كانت كوكوش في لوس أنجلوس. وتتذكّر قائلة: "بعد بضعة أشهر، اضطررت للعودة إلى بلدي، لأنني لم أستطع البقاء في لوس أنجلوس. لم يكن لدي أي شيء، ولم أستطع العمل".

وعادت كوكوش إلى إيران، حيث أجبرتها الحكومة على التوقّف عن الغناء. ومُنعت من المُشاركة في أي نوع من التجمّعات العامّة.

وتقول: "لقد حاولوا جاهدين محو اسمي، وأغنياتي، ووجهي، وذاكرتي. لكنهم لم يستطيعوا".

في ذروة حياتها المهنية، أُجبرت كوكوش على العيش بصمت لمدة 21 عامًا. ثم، في يوليو/ تموز عام 2000، منحتها الحكومة الإذن بزيارة عائلتها في لوس أنجلوس. غادرت كوكوش، ولم تعد إلى إيران.

العودة مجددًا إلى المسرح

استكملت مشوارها الفني، وكانت عودتها الأولى على مسرح في تورونتو، حيث انتظر 18 ألف معجب عودتها.

وقالت: "كنت عاجزة عن الكلام، ثم شعرت بالخوف. لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني الاعتناء بهؤلاء الأشخاص. لكن هذا حدث".

ويتعاون المؤسس والمدير الفني لفرقة "بينك مارتيني"، عازف البيانو توماس لودرديل في ألبومها المقبل.

وقال: "حول العالم، يوجد فنانون مثل فيروز، وإديث بياف، وشافيلا فارغاس، وفي هذا البلد، هناك بيلي هوليداي، أو نينا سيمون، يُمثّلون الناس وهم صوتهم. إنهم يتجاوزون السياسة، والدين".

وفي أول حفل موسيقي لها في جولتها بسان خوسيه، كاليفورنيا، في 11 سبتمبر/ أيلول، شارك أكثر من ألفي معجب، وغنّوا العشرات من أغانيها.

وتؤكد أنها ستستمرّ بالغناء، ومد الإيرانيين في جميع أنحاء العالم بالأمل.

 

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close