يجتمع سحر الطبيعة الخلابة بالأساطير والروايات في وادٍ بلبنان، يجمع في آنٍ واحد بين الجمال والغرابة، غرابة تبدأ من اسمه أصلًا، وهو وادي "جهنّم".
يقع "وادي جهنّم" في محافظة عكار شمالي لبنان، وهو أحد أعمق الوديان في الشرق الأوسط، حيث يصل عمقه إلى نحو 2000 متر، ويمتد على طول نحو 27 كلم. كما يعد من أهم مناطق التنوع الطبيعي في الشرق الأوسط حيث يحتوي على نباتات فريدة غير مكتشفة ومعالم أثرية قديمة.
ويقول المهندس الفلاحي، عبد العادي صعب: "هناك قصص مرعبة تجري في الوادي خصوصًا بسبب طبيعته الجغرافية". وبسبب تضاريسه الصعبة تنتشر قصص أن به وحوشًا وأشياء أخرى، لذلك ينفر الناس إجمالًا منه، بحسب صعب.
كما يعتبر وادي جهنّم من أعمق الوديان في الشرق الأوسط. ومن أهم النقاط للتنوع البيولوجي الموجودة حيث يضمّ أنواعًا نادرة ضمن منطقة جغرافية صغيرة، بحسب صعب. ويقول: "لا زلنا حتى اليوم نكتشف أنواع نباتات وحيوانات وحشرات جديدة".
أساطير وحكايات شعبية
لكن شهرة هذا الوادي لم تكن بسبب سحر الطبيعة بين أطرافه، بل تعود إلى الأساطير والحكايات الشعبية التي نُسجت حوله، وارتبط بعضها بالجن الذي سكن الوادي وأثار الذعر في نفوس السكان.
ويقول صعب: "هناك روايات كانت تُحكى قديمًا وانتقلت من جيل إلى جيل ووصلت إلينا". ويضيف: "إنّه وادي الجنيات وهذا الاسم جدير ببث الخوف". وبحسب إحدى القصص المتداولة، فإنّ أحد رعاة الأغنام سمع أصواتا فأخذ يردّد عبارة جنيات، ومنذ ذلك الحين أطلق هذا الاسم على الوادي.
وادي جهنّم في #لبنان.. هنا يجتمع الجمال والغرابة والأساطير المرعبة! pic.twitter.com/QQTPN55zv2
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) October 3, 2021
ويقول أحد أهالي وادي جهنّم، عبد الهادي مصطفى: "تنادي الجنيات على زائري الوادي بالاسم، وهناك تصفيق ورقص ودبكة، وتدعو الجنيات الزائرين لرقص الدبكة معها، لكنها تختفي عند النطق بالبسملة".
وتحدثت روايات أخرى عن ارتباط الوادي بحيوانات مفترسة سكنته وبثّت الرعب في المنطقة. وتتعدد النظريات التي ترجح سبب التسمية، بحسب أحد سكان المنطقة. ويقول: "النظرية الأولى تفترض أن التسمية جاءت بسبب وجود الكثير من الحيوانات المفترسة في الوادي منذ زمن مثل الدب البني السوري الذي بقي في الوادي حتى أواخر التسعينيات".
لكن الرواية المتداولة لاسم الوادي تقول: "إنها تعود إلى أيام الاستعمار الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الجنود الأجنبية تدفع السكان للعمل على قطع الأشجار من أسفل الوادي ونقلها عبر الطرق الوعرة، فأطلقوا عليه اسم وادي جهنم لصعوبة العمل".