انقلبت "الطاولة السداسية" في تركيا رأسًا على عقب، وأضحت خماسية الآن، حيث ظهر الخلاف بين الأحزاب المعارضة بسبب عدم التوافق على مرشح مشترك ينافس الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات.
وقالت زعيمة حزب الجيد ميرال أكشينار مؤخرًا: إن تحالف المعارضة المؤلف من ستة والمعروف باسم "الطاولة السداسية"، لم يعد يعكس الإرادة الوطنية، ما قد يشير إلى انسحاب حزبها من التحالف قبل الانتخابات المقررة في مايو/ أيار القادم.
وأوضحت أكشينار في مؤتمر صحافي أن الأحزاب الخمسة الأخرى، لم توافق على المرشحين اللذين طرحهما حزبها لخوض الانتخابات الرئاسية وهما رئيسا بلدتي اسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش.
ودعمت خمسة أحزاب ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، لكن الرفض جاء من قبل الحزب الجيد.
وسيصب الزلزال السياسي في معسكر المعارضة في صالح أردوغان، حيث ضمن تشتت أصوات مناوئيه، ولم يعد يخشى مواجهة منافس واحد تصطف خلفه أصوات معارضيه، فيما ستكون حلبة السباق الانتخابي بعد الآن مسرحًا لأكثر من متنافسين اثنين.
فرصة إضافية
وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة اسطنبول، سمير صالحة، أن موقف المعارضة منح أردوغان وحزبه فرصة إضافية ليكون الأقوى واللاعب الأساسي في الانتخابات المقبلة.
وقال صالحة في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، إن الأحزاب الخمسة تمثل 35% من مجموع أصوات الناخبين وهو رقم لا يكفي إطلاقًا، معتبرًا أن على الطاولة الخماسية البحث عن شراكة جديدة تصب في هذا الفراغ مع رحيل أكشينار.
وتابع أن تصريحات أكشينار التصعيدية قد تكون قطعت الطريق أمام سيناريو طرح اسم مرشح بديل.
وأشار صالحة إلى أنه إذا حاولت الأحزاب المعارضة سد الفراغ من خلال التنسيق مع حزب الشعوب الديمقراطية المحسوب على الأصوات الكردية، فذلك لن يكون كافيًا لتسجيل اختراق، حيث يمثّل هذا الحزب نسبة 10% من الأصوات.