اتهمت شبكة أطباء السودان، قوات الدعم السريع بمنع الأهالي من دفن جثث القتلى المكدسة داخل منازل في مدينة بارا، بولاية شمال كردفان جنوبي البلاد.
ونبّهت الشبكة في بيان، إلى أن "جرائم مروّعة ترتكبها الدعم السريع بحق المدنيين العزّل في بارا"، في مشهد يلخّص "أبشع صور الانتهاك الإنساني والقتل الممنهج".
وأضافت: "تفيد التقارير الميدانية الواردة إلى الشبكة، بأن عشرات الجثث مكدّسة داخل المنازل، بعد أن منعت الدعم السريع ذوي الضحايا من دفنهم، ليبقى الموتى محاصرين في بيوتهم، والأحياء محاطين بالرعب والجوع والعطش".
وأكدت الشبكة أن "أعداد المفقودين تتزايد يوميًا، مع انقطاع كامل للاتصالات وانعدام أي وجود طبي أو إنساني فاعل في المدينة".
"جريمة ضد الإنسانية في بارا"
ولفتت شبكة "أطباء السودان" إلى "تواصل موجات النزوح الجماعي من بارا في ظروف بالغة القسوة، حيث يفرّ المدنيون سيرًا على الأقدام نحو المجهول، دون غذاء أو دواء أو مأوى، بينما تنهار الخدمات الصحية تمامًا وتنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن".
كما أكدت أن "ما يحدث في بارا جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، مطالبةً الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والطبية كافة، والمجتمع الدولي، بالتحرك الفوري والجاد لوقف هذه الانتهاكات، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة".
والسبت، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 1565 شخصًا بولايتَي شمال وجنوب كردفان، جنوبي السودان، جراء تفاقم انعدام الأمن.
والخميس، أعلنت السلطات السودانية، سقوط قتلى وجرحى في هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة على منطقة زريبة الشيخ البرعي بولاية شمال كردفان.
كما قالت "شبكة أطباء السودان" في اليوم ذاته، إن قوات الدعم السريع قتلت 38 مواطنًا في بلدة "أم دم حاج أحمد" بولاية شمال كردفان.
وسيطرت قوات "الدعم السريع" مؤخرًا على مدينة بارا، في إطار حربها مع الجيش السوداني.
كما استولت في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقًا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وفي 29 من الشهر ذاته، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث تجاوزات في الفاشر، مدعيًا فتح تحقيق في هذا الشأن.
وفي أبريل/ نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وبمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.