أعربت دولة قطر، اليوم الجمعة، عن دعمها لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة السودان، ورفضها أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وذلك وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية في الدوحة.
وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية إن "قطر تعرب عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي جمهورية السودان الشقيقة، ورفضها لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية".
ودعت الأطراف كافة إلى "إعلاء المصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد خطر التقسيم"، كما جددت دعوتها إلى "حوار شامل يقود إلى سلام مستدام ويحفظ وحدة السودان ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية".
الميثاق "الكيني"
وفي 22 فبراير/ شباط الجاري، وقعت "قوات الدعم السريع" وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، بالعاصمة الكينية نيروبي، ميثاقًا سياسيًا لتشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان، وسط احتجاج الحكومة على استضافة كينيا "مؤامرة تأسيس حكومة" للدعم السريع.
ويوم الإثنين، كشف وكيل وزارة الخارجية السودانية حسين الأمين الفاضل، عن إجراءات تصعيدية ضد حكومة كينيا ورئيسها وليم روتو، على خلفية "التدخل في الشأن السوداني، واستضافة أنشطة لقوات الدعم السريع، تستهدف أمن واستقرار ووحدة البلاد".
واستدعت السودان، يوم أمس، سفيرها لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجًا على استضافة كينيا اجتماعًا ضم قوى سياسية، وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف إقامة "حكومة موازية"، وفق ما أعلنته آنذاك الخارجية السودانية.
وطالبت الخارجية السودانية، في بيان، كينيا بالتراجع عمّا سمته "التوجه الخطير" الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم ويشجع على الإرهاب والإبادة الجماعية.
في المقابل، تقول كينيا إن استضافتها لتلك الاجتماعات "تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
"خطر التقسيم"
من جهته، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن قلقه من الإعلان المقرر الجمعة عن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، معتبرًا أن الخطوة من شأنها أن تزيد من "انقسام" السودان و"مفاقمة الأزمة".
وقال ستيفان دوجاريك: "نحن قلقون جدًا لأي تصعيد جديد للنزاع في السودان، ولأي عمل كهذا من شأنه زيادة تقسيم البلاد مع التهديد بمفاقمة الأزمة".
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90% من "مدينة بحري" شمالًا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربًا، و60% من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال قوات "الدعم السريع" بأحياء شرق المدينة وجنوبها.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.