الأربعاء 18 Sep / September 2024

جدل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. كيف تُفسَّر "استدارة" المرشد خامنئي؟

جدل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. كيف تُفسَّر "استدارة" المرشد خامنئي؟

شارك القصة

سبق للمرشد علي خامنئي أن أيّد إجراءات مجلس صيانة الدستور حول استبعاد مرشحين من الانتخابات الرئاسية في إيران (غيتي)
سبق للمرشد علي خامنئي أن أيّد إجراءات مجلس صيانة الدستور حول استبعاد مرشحين من الانتخابات الرئاسية في إيران (غيتي)
فُسّرت الاستدارة من المرشد علي خامنئي على أنّها "انحناء أمام العاصفة" أملاها توجّه شعبي لمقاطعة الانتخابات المقرّرة في 18 يونيو الجاري، بحسب مراسل "العربي".

يتواصل جدل الانتخابات الرئاسية الإيرانية، منذ إعلان مجلس صيانة الدستور أسماء المرشحين المؤهّلين لخوض السباق الذي سيجري في 18 يونيو/حزيران الجاري، واستبعاد أسماء بارزة ومنافسة منه.

وفي جديد المواقف، أكد مجلس صيانة الدستور في إيران أنّ بعض التقارير غير الصحيحة عن بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية لم تكن مؤثّرة في دراسة صلاحيتهم، وشدّد على ضرورة الحفاظ على كرامة الجميع.

جاء ذلك في بيان عقب دعوة أطلقها المرشد الإيراني علي خامنئي الذي طالب برفع ما سمّاه بظلم وقع على بعض المرشحين.

وسبق للمرشد قبل أيام معدودة أن أيّد إجراءات مجلس صيانة الدستور، رافضًا اعتراض الرئيس حسن روحاني على استبعاد المنافسة.

استدارة المرشد خامنئي.. "انحناء أمام العاصفة"

وفُسّرت هذه الاستدارة من المرشد للوهلة الأولى على أنّها "انحناء أمام العاصفة" أملاها توجّه شعبي لمقاطعة الانتخابات بعد أن أظهرت استطلاعات للرأي أنّ 34% فقط من الناخبين سيشاركون في الاقتراع، وفقًا لمراسل "العربي".

بذلك، ستكون انتخابات بلا روح كما حذّر روحاني، وبلا لون ولا طعم ولا رائحة بعد أن أقصي عنها مرشحون أبرزهم مستشار المرشد علي لاريجاني والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ونائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري.

انتخابات رئاسية أم استفتاء على هوية المرشد؟

وأما الهاجس الأكبر، فيبقى في تداعيات ضعف المشاركة الشعبية، بما يهدّد شرعية النظام، كما يحذر الرئيس روحاني، وحسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية.

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ هذه الاستدارة من المرشد هي محاولة لإعادة البريق لانتخابات اتسمت سابقاتها بالتنافس، وخطوة لا يمكن التكهّن بمدى تأثيرها في تغيير المزاج العام.

ويظلّ السؤال قائمًا عمّا إذا كانت هذه انتخابات رئاسية حقًا، أم استفتاء على هوية المرشد المقبل كما يقول متابعون.

خامنئي "لم يوجّه كلامه" لمجلس صيانة الدستور

لكنّ الباحث المتخصص بالشأن الإيراني حكم أمهز يلفت إلى أنّ خامنئي لم يوجه كلامه إلى مجلس صيانة الدستور بدليل أنه قبل أيام أثنى على دور المجلس وأكد على قانونية الإجراءات التي اتخذها فيما يتعلق بموضوع المرشحين للانتخابات الرئاسية.

ويوضح أمهز، في حديث إلى "العربي" من طهران، أنّ المقصود من كلام خامنئي كان الإشارة إلى ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى لسان بعض الشخصيات التي كانت تحاول أن تنال من بعض المرشحين الذين لم ينالوا الأهلية.

ويشدّد أمهز على أنّ مجلس صيانة الدستور يؤكد أنّ عدم الأهلية لخوض الانتخابات لا يعني أنّ هؤلاء المرشحين سيئون أو غير كفوئين أو غير مؤهّلين ليقودوا البلاد، لكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوافر لم تكن متوافرة لديهم.

هل من دعوات لمقاطعة الانتخابات الإيرانية؟

وانطلاقًا من ذلك، يخلص أمهز إلى أنّ "قائد الثورة يقول إنه يجب أن يُحفَظ ماء وجه هؤلاء بعدما استُهدِفوا عبر وسائل التواصل ولا بد من تعويضهم".

وينفى الباحث المتخصّص بالشؤون الإيرانية وجود دعوات لمقاطعة الانتخابات، مشيرًا إلى أنّ المرشحين الذين نالوا الأهلية يشكلون نموذجًا عن التيارات القائمة، ولو أنّ الأسماء الإصلاحية والمعتدلة والمستقلة بينهم قد لا تكون ذات مستوى كبير على مستوى الجمهورية الإسلامية.

ويلفت إلى أنّ المرشد علي خامنئي كان يشدد قبل ثلاثة أيام على أنّ على المواطن أن يختار الشخص الذي يرى فيه الكفاءة بمعزل عن التيار الذي ينتمي إليه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close