تكاد السينما والدراما العربية والأجنبية لا يخلوان على حد سواء من قصص أطباء مزيفين ومنتحلي صفة، حيث يهرب البطل من حياته السابقة ليتخفى كطبيب في حياة جديدة قد بدأها.
لكن تلك القصص لم تعد ضربًا من الخيال بل أصبحت واقعًا. ففي مستشفى بغداد التعليمي وثقت كاميرات المراقبة حديثًا جانبيًا يدور بين مدير المستشفى وأحد الأطباء.
قد يبدو للوهلة الأولى أن المشهد عادي لكنه ليس كذلك. فالمدير أثناء الحديث مع ذلك الشخص طلب من الطبيب إبراز هوية نقابة أطباء العراق الخاصة بالموافقة على مزاولة المهنة لكنه لم يظهرها ليتبين أن الرجل انتحل صفة طبيب باطني ويعمل بشكل طبيعي داخل المجمع في حين أن مهنته الأساسية هي ميكانيكي سيارات.
وهو ما دفع الأجهزة الأمنية التابعة لمدينة التبلي للحضور فورًا إلى المكان وإلقاء القبض عليه.
توضيح وزارة الصحة
من جهتها، أصدرت وزارة الصحة العراقية توضيحًا حول الشخص المنتحل لصفة طبيب مبينة إلقاء القبض عليه في اللحظة التي ادعى فيها أنه طبيب. ولفتت إلى أن الأنباء التي تحدّثت عن القبض عليه بعد انتحاله صفة طبيب لعدة أشهر غير صحيحة ولا تمت للواقع بصلة.
ولم تتضح بعد أسباب انتحال هذا الرجل صفة الطبيب. وأثارت القصة ضجة واسعة واستياء كبيرا بين المواطنين الذين استنكروا عدم وجود نظام في المستشفيات يضمن دخول وخروج الأطباء قبل التأكد من هويتهم واتهموا المسؤولين بالتقصير في هذا الشأن.
خطر يهدد أرواح الأبرياء
وقال المغرد عساف العساف: "لقد قبضوا على هذا الرجل ولكن كم من شخص غيره لا يزال مختبئا؟ يجب على العراق أن يطبق نظام التحقق من المؤهلات التعليمية لجميع الموظفين خاصة الأطباء".
أمّا حسين العكراوي فكتب في منشور على منصة فيسبوك: "هذه كارثة، هل يعقل ما يحدث في العراق؟ الناس ضحية نماذج خارجة عن القانون تعرض أرواح الناس الأبرياء للخطر".
ورأت أثيل حديد أن هذا التصرف وراءه فساد إداري وتدهور للوضع في مدينة الطب. كما علّق كمال بدران على الحادثة بالقول: "في العراق لا تقل لشيء مستحيل أن يحصل، أنت تعيش في العراق".