طالبت نقابة أمنية بتونس، وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، الخميس، بتوضيح حقيقة تصريحات للرئيس قيس سعيد بشأن مؤامرات تحاك ضد البلاد تصل حد "الاغتيال".
وكان سعيّد قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء إنّ هناك مَن يخطط لاغتيال عدد من المسؤولين. وكشف أنّ وزارة الداخلية رصدت "مكالمة هاتفية تتحدث عن موعد الاغتيال"، على حدّ قوله.
وأضاف سعيّد: "ما يدبَّر في تونس من مؤامرات تصل عند اقتراحات بعضهم إلى حدّ الاغتيال، ولينتبه التونسيون والتونسيات إلى ما يدبَّر اليوم من قبل بعض الخونة"، على حدّ قوله.
ودعت النقابة العامة للحرس الوطني التونسي (الدرك)، في تدوينة على فيسبوك، "وزير الداخلية إلى توضيح ما يتم تداوله عن الاغتيال وساعته".
وأضافت: "أبناء المؤسسة الأمنية لن يكونوا كبش فداء، الحقيقة وحدها تفند الإشاعات والأمن القومي خط أحمر".
وأثارت التدوينة جدلًا وتفاعلًا واسعين بتونس، إذ أشارت إلى عدم علم الأجهزة الأمنية بالمخطط الذي تحدث عنه الرئيس سعيّد.
الحكم على المرزوقي يتفاعل
في غضون ذلك، لا يزال الحكم القضائي الغيابي الصادر بحق الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي يتفاعل في الأوساط التونسية، حيث أدانه حزب العمال التونسي، واصفًا إياه بـ"الحكم السياسي الجائر".
وأصدرت محكمة تونسية، الخميس، حكمًا ابتدائيًا ضد المرزوقي (76 عامًا) بالسجن لمدة 4 سنوات، بتهمة "الاعتداء على أمن الدولة الخارجي"، في حكم وصفه المرزوقي بأنه "صادر عن رئيس غير شرعي".
وقال المرزوقي في حديث إلى "العربي" إنّه غير مهتمّ بحكم يشبه الأحكام الصادرة بحقه في عهدي بورقيبة وبن علي. وانتقد "سيطرة الرئيس قيس سعيّد على السلطة القضائية واستخدامه لها كأداة ولمعاقبة معارضيه".
وجاء في بيان صادر عن حزب العمال: "نُدين هذا الحكم ونعتبره دليلًا على حالة القضاء المدجّن والتّابع، ونعتبر الحكم الصادر حكمًا سياسيًا مُملًى من قصر قرطاج".
وأضاف: "حكمٌ يضاف إلى بقية الأحكام الأخرى الجائرة التي طالت نشطاء ومدونين آخرهم مريم بريبري"، التي حكم عليها بالسجن 4 أشهر بتهمة الإساءة عبر منصات التواصل.
وتابع: "نهيب بكل القوى التقدمية أن تضاعف يقظتها تجاه توظيف أجهزة الدولة لتصفية الخصوم السّياسيين وتلفيق القضايا وتتبّع النشطاء عوض فتح الملفات العالقة التي ينتظر الشعب التّونسي تحريرها"، حسب البيان ذاته.
وكان القضاء التونسي أصدر مذكرة اعتقال دولية بحق المرزوقي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على خلفية تصريح قال فيه إنه سعى إلى إفشال عقد القمة الفرنكوفونية في بلاده، أواخر العام الجاري.