بعد زيارة مفاجئة لوزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو إلى قصر ثقافة الطفل في الأقصر، أثارت واقعة إحالة عدد من المسؤولين للتحقيق بشبهة التنقيب عن الآثار، موجة من الجدل والتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت وزارة الثقافة المصرية في بيان إنه خلال زيارة وزير الثقافة إلى محافظات الصعيد لافتتاح قصر ثقافة أخميم بمحافظة سوهاج، فوجئ بأعمال حفر ومعدات للتنقيب عن الآثار.
"وزارة الثقافة لن تتهاون في المحاسبة"
وأضافت الوزارة أن الوزير رصد مخالفة جسيمة تمثلت في قيام الشركة المنفذة لأعمال ترميم ورفع كفاءة قصر ثقافة الطفل بالحفر خلسة لمسافة عدة أمتار داخل إحدى الغرف بشقة تابعة للقصر، فيما يشتبه بأنه بغرض التنقيب عن الآثار، وذلك في ظل غياب تام للقائمين على الموقع من فرع الثقافة والإقليم التابع للهيئة، بحسب البيان.
ووفقًا للبيان، اعتبر وزير الثقافة المصري هذه الممارسات تسيء إلى الجهود المبذولة لتطوير البنية الثقافية، وتمثل إهدارًا للمال العام.
وأكد أن الوزارة لن تتهاون في محاسبة أي صور للتقصير أو الإهمال، وستواصل متابعتها الميدانية الدقيقة لكافة المشروعات الثقافية، حفاظًا على المال العام، وضمانًا لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والانضباط في التنفيذ، بحسب البيان.
سخرية واسعة
ومنذ أن خرجت الواقعة إلى الإعلام المصري قبل يومين، والتفاعلات عبر منصات التواصل الاجتماعي قائمة، حيث عبر ناشطون عن السخرية من الحدث لكشف الواقعة بمحض الصدفة واستمرار عمليات التلاعب في التنقيب عن الآثار حتى في الأماكن الرسمية، في بلد غني بالحضارات القديمة.
وعلق الصحفي معتز نادي عبر إكس ساخرًا: "وأنت نشاط ثقافي.. لا نشاط آثار"، بينما كتبت الصحفية والكاتبة شيرين هلال بالقول: "الحمد لله شغال أهو في الثقافة يا جماعة".
وقال الناشط تامر بدوي عبر إكس: "وزير الثقافة رايح في زيارة تفقدية لقصر ثقافة الطفل في الأقصر لقى الموظفين ينقبوا عن الآثار تحت المبنى مفيش خبر مثير للسخرية ممكن تسمعه اليومين دول، أكتر من كده الصراحة".
بينما علّقت كريستينا ساخرة أيضًا: "بس دايما الموظف المصري كرييتيف شابو بجد، أكيد نيتهم دمج للثقافة والآثار مع بعض مش تربح أبدًا، ممكن كانوا هيعملوا عرض ثقافي ومحتاجين ديكورات"، حسب قولها.
وتفاعل الروائي المصري أشرف الشماوي مع الحدث: "خبر وزير الثقافة راح يتفقد قصر ثقافة الأقصر لقاهم بيحفروا وينقبوا عن آثار كأنه مشهد ناقص من روايتي الجمعية السرية للمواطنين".
ومنذ سنوات تعمل وزارة السياحة والآثار في مصر على استرداد الآثار المصرية في الخارج بالطرق القانونية.
ويطالب الباحثون والمختصون في مجال الآثار السلطات المصرية باسترجاع آلاف القطع الأثرية المصرية المعروضة في مختلف المتاحف العالمية، والتي تم إخراجها من مصر بطرق غير شرعية.
