الثلاثاء 25 آذار / مارس 2025
Close

جدل يتصاعد في أوساط السوريين.. دول أوروبية تسارع في تعليق طلبات اللجوء

جدل يتصاعد في أوساط السوريين.. دول أوروبية تسارع في تعليق طلبات اللجوء

شارك القصة

لاجئون سوريون في لبنان وتركيا وبعض الدول الأوروبية يبدأون بالعودة إلى بلادهم-غيتي
لاجئون سوريون في لبنان وتركيا وبعض الدول الأوروبية يبدأون بالعودة إلى بلادهم-غيتي
الخط
بينما دافعت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عن قرارها استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين حين كانت في السلطة، ألمح مستشار النمسا إلى إمكانية ترحيلهم من بلاده.

فور سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الأحد الماضي، سارع عدد من الدول الأوروبية إلى تعليق النظر في إجراءات طلبات اللجوء للسوريين.

وبينما دافعت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عن قرارها استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين حين كانت في السلطة، قائلة إن الأمر كان يتعلق بـ"الكرامة" الإنسانية"، ألمح المستشار الاتحادي لجمهورية النمسا كارل نيهامر إلى إمكانية ترحيل اللاجئين.

لم يعرف الشعب السوري اللجوء بشكل جماعي قبل 2011، وتعتبر ألمانيا صاحبة الحصة الأكبر من اللاجئين السوريين في أوروبا بعدد يقترب من مليون لاجئ، ومع فرار الرئيس السوري المخلوع تصاعد الحديث عن مصير هؤلاء اللاجئين، فما الذي ينتظرهم؟ وما مصيرهم؟

تعليق النظر بطلبات اللجوء

العنوان الأبرز في موقف هؤلاء الآن كلمة "التعليق"، فكثير من الدول الأوروبية التي استقبلت لاجئين سوريين أعلنت تعليق استقبال طلبات لجوء جديدة، وتجميد النظر في الطلبات المطروحة أمامها وفي طلبات لم شمل الأسر التي حصلت على حق اللجوء.

ولم يقتصر الأمر على التعليق فقط بل امتد ليشمل تلميح المستشار الاتحادي لجمهورية النمسا كارل نيهامر إلى إمكانية الترحيل، قائلًا: "إنه ينبغي إعادة تقييم الوضع الأمني في سوريا للسماح باستئناف عمليات الترحيل مستقبلًا".

أما المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا فقد أعلن تعليق جميع القرارات المتعلقة بطلبات اللجوء حتى تتضح الأمور بشأن التطورات السياسية، وقال المتحدث باسم المكتب إن عدد طلبات اللجوء المعلّقة والمقدمة من سوريين تبلغ حاليًا أكثر من 47 ألف طلب، منها 46 ألفًا و81 طلبًا أوليًا.

كما أعلنت كل من فرنسا والنمسا العمل على تعليق طلبات السوريين ومراجعة ما تم من منح اللجوء، بينما قال مصدر كبير بالحكومة اليونانية إن أثينا كذلك علّقت طلبات اللجوء المقدمة من نحو 9 آلاف سوري عقب الإطاحة بالأسد.

جدل بين اللاجئين السوريين

وأثار التسارع في إعلان تعليق طلبات اللجوء بين الدول الأوروبية جدلًا واسعًا بين اللاجئين السوريين في تلك الدول، وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان محمود البازي: "بشكل مبدئي، قرار بعض دول الاتحاد الأوربي تعليق النظر في طلبات لجوء السوريين غير قانوني، كيف يمكن ذلك والاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على سوريا؟ لذلك ارفع العقوبات أولًا وبعدها نتحدث بتعليق طلبات اللجوء وإعادة اللاجئين إلى سوريا".

أما ميار شحادة فقد قال: "حتى لا يكون هناك لبس في موضع اللاجئين السوريين فإن الدول الأوروبية يصعب عليها تجاوز القوانين فيما يتعلق بأولئك الذين حصلوا على الجنسيات، أو الإقامات الدائمة، فهؤلاء أصبحوا مواطنين ما لم يغادروا طواعية أو يتخلوا عن الجنسية أو يمارسوا أي جرم من شأنه تجاوز بنود الدساتير المتعلقة بواجبات حمل الجنسية".

عودة تحفظ كرامة اللاجئين

من جهته، قال محمد القريوي أبو منصور: إن "العودة يجب أن تتم بطريقة تحفظ كرامة اللاجئين وتضمن لهم سبل العيش الكريم، لتكون عودتهم بداية جديدة نحو حياة مستقرة وآمنة".

وبدا رشاد حامد متشائمًا إذ قال: "تعجبت عند قراءة هذا الإعلان، فكيف يمكن أن يتصور أن اللاجئين سيعودون إلى سوريا في هذا الوقت؟ الواقع يشير إلى عكس ذلك تمامًا، إذ يتوقع أن نشهد موجة جديدة من الهجرة".

يُشار إلى أن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، دعا إلى "الصبر واليقظة" في وقت يدرس فيه لاجئون خيارات العودة، وقال إن المفوضية الأممية مستعدة لمساعدة الدول في تنظيم العودة الطوعية للاجئين السوريين الذين فروا إلى خارج البلاد جراء الحرب التي اندلعت في البلاد منذ 13 عامًا.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة