أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأربعاء، نزوح أكثر من 4 آلاف سوداني داخليًا، ولجوء نحو 1000 آخرين إلى ليبيا، جراء اشتباكات دارت مؤخرًا بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منطقة المثلث الحدودي مع مصر وليبيا.
وأفادت المنظمة الدولية في بيان بأن "فرقها الميدانية قدرت عدد النازحين من منطقة المثلث إلى الولاية الشمالية بـ4.278 شخصًا، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 17 يونيو/ حزيران الجاري، عقب اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
وأضافت أن "نحو 950 شخصًا عبروا الحدود إلى ليبيا هربًا من الاشتباكات، وسط توتر متواصل وحركة نزوح مستمرة في المنطقة".
"ترتيبات دفاعية"
وأعلن الجيش السوداني في 11 يونيو/ حزيران سحب قواته من منطقة المثلث الحدودي ضمن "ترتيبات دفاعية"، واتهم قوات "الدعم السريع" بالهجوم على المنطقة بدعم من مقاتلين يتبعون لقائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر، في اتهامات نفتها الأخيرة.
وتعد منطقة "المثلث" نقطة تقاطع إستراتيجية تربط بين السودان ومصر وليبيا، وتمثل أهمية أمنية واقتصادية عالية.
والأربعاء الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بعدما أكد الجيش انسحابه من المنطقة.
وأفادت قوات الدعم في بيان بأنها تمكنت من "تحرير منطقة (المثلث) الإستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة نوعية".
وادعت قوات الدعم أن سيطرتها على المثلث ستكون لها تأثيرات على "عدة محاور قتالية لا سيما في الصحراء الشمالية"، وتساهم "في مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية".
وقالت إنها استولت على "عشرات المركبات القتالية" بعد "تقهقر العدو وفراره جنوبًا بعد تكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
وكان الجيش السوداني اتهم الثلاثاء القوات التابعة لخليفة حفتر في شرق ليبيا، بتقديم إسناد مباشر للدعم السريع في هجوم على المثلث الحدودي.
واعتبر الجيش في بيان ذلك "تعدّيًا سافرًا على السودان وأرضه وشعبه" و"انتهاكًا صارخا للقانون الدولي".
ومنذ أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
