الأحد 26 كانون الثاني / يناير 2025
Close

جرائم وثقها جنوده بأنفسهم في غزة.. كيف تؤثر في مسار مساءلة الاحتلال؟

جرائم وثقها جنوده بأنفسهم في غزة.. كيف تؤثر في مسار مساءلة الاحتلال؟

شارك القصة

جنود إسرائيليون وثقوا انتهاكاتهم للقوانين الدولية في غزة - غيتي
جنود إسرائيليون وثقوا انتهاكاتهم للقوانين الدولية في غزة - غيتي
الخط
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كشفت عن وثائق من غزة نشرها ضباط وجنود إسرائيليون في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جرائم الحرب التي ارتكبوها.

عندما شنّت المقاومة الفلسطينية هجومها على المواقع العسكرية في مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت وسائل الإعلام الغربية تتبنى الرواية الإسرائيلية عن ارتكاب المقاومة الفلسطينية فظائع كبيرة، دون الاستناد إلى دليل واحد أو تحقيق جدي يثبت هذه الادعاءات.

لكن السحر انقلب على الساحر بعد نحو سنة وشهرين من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، فقد خرجت وسائل الإعلام الغربية نفسها لتقول إن إسرائيل ترتكب فظائع كبيرة في قطاع غزة، من خلال تحقيق صحفي يتضمن شهادات جنود في جيش الاحتلال.

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كشفت عن وثائق من غزة نشرها ضباط وجنود إسرائيليون في وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر تفجير بيوت وعمليات تهجير جماعية، واعتقال مدنيين غزيين وهم عراة، ودعوات بالصوت والصورة لتدمير وطرد الفلسطينيين والاستيطان. 

جنود وثّقوا انتهاكاتهم 

وأوضحت الصحيفة في تحقيقها أن ضباطًا وجنودًا وثقوا عمليات هدم البيوت والمدارس وإشعال النار فيها بعد سلبها ونهبها، إضافة إلى شهادات أخرى لهم وهم يلتقطون صورًا بجانب جثث فلسطينيين.

كما يحتوي التحقيق على ما يوثّق إقامة جنود إسرائيليين داخل بيوت تعود لغزّيين بعد طردهم منها، وقيام الجنود بإتلاف محتوياتها، والتقاط صور لأنفسهم مع ثياب داخلية لسيدات فلسطينيات.

أغلب الضحايا كانوا من الأطفال والنساء-غيتي
أغلب الضحايا كانوا من الأطفال والنساء-غيتي

وأجرت الصحيفة مقابلات مع سبعة جنود بشأن تجربتهم في غزة، ونقلت عن أحدهم قوله إن الجنود كانوا يقومون بإحراق أي بيت فيه "دليل على كونه يتبع أنصار حماس، مثل صورة هنية، أو علم حماس أو صورة للأقصى".

وتساءل الجندي الذي لم يكشف عن هويته: "هل هناك بيت فلسطيني يخلو من صورة الأقصى؟".

هآرتس تكشف إبادة عائلات بأكملها

ولا يقتصر توثيق الجرائم الإسرائيلية في غزة على الصحف الغربية، فقد نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحقيقًا تؤكد فيه محو عائلات فلسطينية كاملة من السجل المدني بسبب الإبادة.

ومن هذه العائلات: النصر، ودعمش، وسالم، والمصري، والأسطل وغيرها.

وتدلّ بعض الأسماء على حقيقة أن ضحايا الإبادة الإسرائيلية داخل القطاع، هم أبناء عائلات تم تهجيرها من منطقة يافا في نكبة 1984. 

أسوأ جرائم حرب في التاريخ

وقوبل تحقيق الصحيفة الأميركية بتفاعل كبير من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قالت أستاذة القانون جانينا ديل: "دعونا نتذكر مئات الصور لانتهاكات أخرى للقانون الإنساني الدولي من قِبل قوات الجيش الإسرائيلي في غزة. من المرجح أن الحكومات لديها المزيد، وكل ما عليها فعله هو التصرف بناء عليه".

أما الصحفية لويزا لوفلوك، فقالت: "عام من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي ينشرها جنود إسرائيليون من غزة تقدم رؤية صريحة عن جرائم الحرب هناك".

من ناحيتها، علقت الناشطة المناصرة للقضية الفلسطينية سارة ويلكنسون بالقول: إن "مقاطع الفيديو التي صوّرها الإسرائيليون في غزة على مدار عام كامل توفر لنا كل الأدلة اللازمة لاتهامهم بارتكاب أسوأ جرائم حرب في التاريخ".

شهادات تُضاف لأدلة "الجنائية"

وقالت الخبيرة في القانون الجنائي الدولي ديالا شحادة للتلفزيون العربي تعليقًا على الفيديوهات التي أرفقتها واشنطن بوست بتحقيقها، إن هذه الفيديوهات تُضاف إلى كم المعلومات والأدلة التي بحوزة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الذي أعلن أن مكتبه مستمر في تجميع الأدلة على الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوضحت شحادة أن الفيديوهات تؤكد وجود سياسة منهجية لدى قيادة الجيش الإسرائيلي في انتهاك القوانين الدولية، لا سيما وأنها تأتي بعد شهور قالوا فيها إنهم حذروا الجنود من انتهاك القوانين.

وأردفت: "كونهم لم يحاسبوا هؤلاء الجنود على ما ارتكبوه، يؤكد أنهم سعداء بما فعلوه وأنها سياسة منهجية يتبنونها دون إعلان رسمي عنها".

وأضافت شحادة أن هذه الفيديوهات يمكن أن تساعد في الملاحقات القضائية للجنود الإسرائيليين في الخارج، خاصة إذا كانوا من مزدوجي الجنسية، وتقديمهم للمحاكمة خارج إسرائيل.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة