بعد يومين من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن "انتهاء" جائحة كوفيد 19 في الولايات المتحدة، حذّرت وكالة الأدوية الأوروبية، الثلاثاء، من أن الجائحة "مستمرة" رغم تراجع معدلات الإصابات والوفيات بالفيروس.
وحضّت الوكالة الأوروبية الدول على تنظيم حملات لإعطاء جرعات معزّزة للمناعة قبل حلول الشتاء.
وقال مدير الإستراتيجية اللقاحية في الوكالة ماركو كافاليري، في مؤتمر صحافي، إن البيانات التي تمّ تجميعها في الأسابيع القليلة الأخيرة "أظهرت تراجعًا في العدد الإجمالي للإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في أوروبا".
وأضاف: "لكن مع قرب حلول الخريف، علينا أن نتهيأ لموجة جديدة من الإصابات، بما يتماشى مع المنحى الذي سجّله الفيروس في العامين الماضيين".
والأحد، قال الرئيس الأميركي في مقابلة لبرنامج "60 دقيقة" من محطة "سي بي إس": "ما زلنا نواجه مشكلة مع كوفيد. ما زلنا نقوم بعمل كثير في هذا الملف... لكن الجائحة انتهت".
لكن وكالة الأدوية الأوروبية، ومقرها أمستردام، أشارت إلى أنها لا تزال تعتبر أن الجائحة "لم تنته" في القارة العجوز.
"الجائحة مستمرة"
وقال المسؤول الطبي في الوكالة ستيفن ثيرستروب، في تصريحات لصحافيين عبر الإنترنت، إن "ما يجب أن يكون واضحًا جدًا، أن أوروبا لا تزال تعتبر أن الجائحة مستمرة، ومن الأهمية بمكان أن تتهيّأ الدول الأعضاء لتنظيم حملات تلقيحية، خصوصًا بواسطة اللقاحات التكييفية لتجنّب مزيد من التفشي لهذا المرض في أوروبا".
والأسبوع الماضي، أعطت وكالة الأدوية الأوروبية الضوء الأخضر لاستخدام لقاح يستهدف متحورات جديدة ومعدية منبثقة عن المتحورة أوميكرون، في ظل المخاوف من موجة إصابات جديدة خلال الشتاء.
ويستهدف لقاح "فايزر/بايونتيك"، الذي تطلق عليه تسمية "ثنائي التكافؤ"، نسختي BA.4 وBA.5 من متحور أوميكرون، وهو الأول من نوعه الذي تتمّ الموافقة عليه في دول الاتحاد الأوروبي.
كما يستهدف اللقاح "النسخة الأصلية لـSARS-CoV-2"، ويأتي بعد 11 يومًا على موافقة الوكالة على لقاحات "فايزر" و"موديرنا" ضد المتحوّر الأصلي "أوميكرون".
وشرحت البروفيسورة ميس عيسى، الباحثة في تطوير العلاجات، في حديث سابق إلى "العربي"، أن اللقاح الثنائي "يُعتبر جرعة معزّزة، بمعنى أن الشخص الذي لم يأخذ أي نوع من اللقاحات، وليس مصابًا بكوفيد، فإنه غير مهيأ لأن يأخذ هذا النوع من اللقاح، وهو موجه أيضًا لمن أصيب سابقًا بالفيروس، أو إذا أخذ الشخص جرعتين أو ثلاث جرعات من اللقاحات الأصلية".
وبدأت دول، من بينها البرتغال والدنمارك، إعطاء جرعات من هذه اللقاحات خصوصًا للمسنين، لكن يبدو أن سكان دول أخرى يرفضون تلقي جرعة لقاحية جديدة.
وقال ثيرستروب: "اطّلعنا على استطلاعات أجريت في هولندا والمجر، وأظهرت أن هناك ترددًا كبيرًا لدى عامة الشعب إزاء تلقي هذه الجرعات المعززة للمناعة"، معتبرًا أن "هذا الأمر يثير القلق".