بدأ السوريون عهدًا جديدًا في تاريخ بلادهم، متفائلين بالمستقبل رغم ضبابيته، بعد إطاحة الفصائل السورية المعارضة برئيس النظام بشار الأسد الذي فرّ وعائلته إلى موسكو، منهيًا ذلك حكمًا بالحديد والنار استمرّ أكثر من 50 عامًا.
ورصد مراسل التلفزيون العربي في دمشق إبراهيم التريسي المشهد في دمشق بعد يوم من سقوط نظام الأسد.
وأوضح مراسلنا أنّ الحياة بدأت تعود ببطء إلى دمشق، بانتظار تطمينات أكبر حول مستقبل البلاد.
وبينما منحت موسكو الأسد وعائلته حقّ اللجوء لأسباب إنسانية، رحّبت حكومات العالم بنهاية حكم الأسد الاستبدادي، بينما سعت لتقييم الشرق الأوسط الجديد.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ سوريا في مرحلة من الخطر والضبابية، مضيفًا أنّه "لأول مرة منذ أعوام، لا يوجد أي دور مؤثر لروسيا أو إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية هناك".
وتحدّ الإطاحة بالأسد من قدرة إيران على نشر أسلحة إلى حلفائها، وقد تُكبّد روسيا خسارة قاعدتها البحرية في البحر المتوسط. لكنّها قد تمنح ملايين اللاجئين بمخيمات في تركيا ولبنان والأردن فرصة العودة إلى وطنهم أخيرًا.
وبينما لا تزال "هيئة تحرير الشام" التي قادت عملية "ردع العدوان" لإسقاط الأسد، مُصنّفة "جماعة إرهابية" في الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين قولهم إنّ وكالات الاستخبارات والإدارة الأميركية يقيّمون "هيئة تحرير الشام" وزعيمها أحمد الشرع المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، مضيفين أنّ واشنطن تعتزم التعامل مع الهيئة مع وضع مصالحها بعين الاعتبار.
ولم يستبعد المسؤول أنّ ترفع واشنطن "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب.
"إعادة البناء"
وتُواجه قوات المعارضة مهمة شاقة تتمثّل في إعادة بناء وإدارة البلاد التي تحتاج إلى مليارات من المساعدات، بعد حرب خلّفت مئات الآلاف من القتلى، ودمّرت المدن واقتصادًا استنزفته العقوبات العالمية.
وقال الشرع أمام حشد كبير في المسجد الأموي بوسط دمشق: "يُكتب تاريخ جديد في المنطقة كلها بعد هذا النصر العظيم"، مشيرًا إلى أنّ "بناء سوريا الجديدة التي ستكون منارة للأمة الإسلامية، يتطلّب عملًا شاقًا".
من جهته، قال "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، إنّه يعمل على استكمال نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة "للوصول إلى سورية حرة ديمقراطية تعددية".
جلسة طارئة لمجلس الأمن
وأذهلت وتيرة الأحداث عواصم العالم وأثارت مخاوف بشأن تصاعد عدم الاستقرار في المنطقة، علاوة على الحرب في قطاع غزة والهجمات الإسرائيلية على لبنان والتوترات بين إسرائيل وإيران.
وفي هذا الإطار، يعقد مجلس الأمن الدولي عصر اليوم الإثنين، بصورة طارئة جلسة مباحثات مغلقة حول سوريا بعد سقوط رئيس النظام.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ الولايات المتحدة تدعم بقوة الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية مسؤولة عبر عملية شاملة بقيادة سورية.
أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي فاعتبر أنّ السوريين يستحقون انتقالًا سياسيًا شاملًا ومسارًا للسلام والأمن.
بينما أكدت وزارة الخارجية الكندية التزامها بمحاسبة نظام الأسد في محكمة العدل الدولية، داعية جميع الأطراف إلى العمل من أجل عملية سياسية شاملة.
بدوره، قال يوشيماسا هاياشي كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني اليوم الاثنين، إنّ طوكيو تراقب التطورات في سوريا عن كثب.