الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

جمر تحت الرماد بين إيران وإسرائيل.. معطيات تكشف توسع رقعة الحرب السرية

جمر تحت الرماد بين إيران وإسرائيل.. معطيات تكشف توسع رقعة الحرب السرية

شارك القصة

ارتفع عدد حالات القبض على متعاونين مع إيران في إسرائيل بنسبة 400% خلال عام واحد
ارتفع عدد حالات القبض على متعاونين مع إيران في إسرائيل بنسبة 400% خلال عام واحد - غيتي
الخط
قبل أيام، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي عن توقيف شخص يعمل في أحد فنادق البحر الميت بتهمة نقل معلومات وصور لمواقع حساسة إلى جهات إيرانية.

تحتدم الحرب بين إيران وإسرائيل، لكن هذه المرة بعيدًا عن ميادين القتال التقليدية، في ميدانٍ أكثر خفاءً وتأثيرًا؛ ساحات الاستخبارات.

ففي الوقت الذي تبدو الحرب وكأنها خمدت بين الطرفين، تشهد الكواليس تصاعدًا غير مسبوق في نشاط التجسس المتبادل.

فقد أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقال المزيد من الأشخاص بتهم التعاون مع الاستخبارات الإيرانية، في مؤشرات على اتساع رقعة “الحرب السرية” بين الجانبين.

اعتقال جديد في البحر الميت يشعل الساحة الأمنية

قبل أيام، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عن توقيف شخص يعمل في أحد فنادق البحر الميت، بتهمة نقل معلومات وصور لمواقع حساسة إلى جهات إيرانية.

ورغم أن البيان الرسمي لم يتضمن تفاصيل إضافية، إلا أن وسائل إعلام عبرية وصفت القضية بأنها “حلقة جديدة في سلسلة عمليات التجسس الإيراني داخل إسرائيل”.

بحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية، ارتفع عدد حالات القبض على متعاونين مع إيران بنسبة 400% خلال عام واحد.

وتشير التقارير إلى أن أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كان نقطة البداية لهذا التصعيد، حين كشفت إسرائيل عن تفكيك شبكة تجسس واسعة يُزعم أنها تعمل لصالح طهران، وجمعت معلومات عن بنى تحتية أمنية ومقار حساسة، من بينها مقر جهاز الموساد.

خلايا متعددة واتهامات بمستوى أمني "رفيع"

وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، نفذت السلطات الإسرائيلية اعتقالات طالت أكثر من ثلاثين شخصًا يعملون ضمن تسع خلايا استخباراتية متهمة بالتعاون مع إيران.

وصنّفت التهم ضدهم بأنها “ذات طابع أمني رفيع”، بينما تم الإعلان في الشهر ذاته عن اعتقال شخص في القدس على خلفية التواصل مع عناصر إيرانية وجمع معلومات حول منشآت حيوية.

وفي مطلع العام الجاري، كشفت تقارير عبرية عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، بعد أن التقطوا صورًا لأشخاص مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت السلطات عن اعتقال أكثر من أربعين شخصًا ضمن قضايا مشابهة، ما يعكس اتساع رقعة الاختراق الاستخباراتي داخل إسرائيل.

طهران تكشف عن "كنز معلوماتي" من داخل إسرائيل

على الجانب الإيراني، لم تلتزم طهران الصمت. إذ كشف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب قبل أشهر عن أن بلاده حصلت على ما وصفه بـ“كنز ثمين من المعلومات من داخل إسرائيل”، عبر عملية استخباراتية معقدة، مؤكّدًا أن تلك الوثائق “تخضع حاليًا للدراسة والتحليل”.

وتُظهر هذه التطورات أن الحرب بين إيران وإسرائيل انتقلت إلى مستوى جديد من الصراع الخفي، حيث تتقاطع التكنولوجيا بالاستخبارات والمعلومات الحساسة.

ومع استمرار تبادل الاتهامات وارتفاع وتيرة الاعتقالات، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد تصعيدًا استخباراتيًا أعمق، في حرب لا تُخاض بالسلاح، بل بالمعلومات والعقول والاختراقات.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي