ودعت بريطانيا والعالم، اليوم الإثنين، الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية إلى مثواها الأخير، في جنازة رسمية في كنيسة وستمنستر آبي وسط لندن، بحضور عدد كبير من زعماء وقادة دول العالم.
وسار الملك تشارلز ونجلاه الأميران وليام وهاري وكبار أفراد العائلة المالكة، خلف نعش الملكة الراحلة، وسط صمت ساد شوارع لندن وداعًا لشخصية محبوبة وحدت الأمة خلال فترة حكم استمرت 70 عامًا.
واصطف عشرات الآلاف في الشوارع لمشاهدة مرور نعش الملكة من قاعة وستمنستر التاريخية حيث ظل مسجى لأيام إلى كنيسة وستمنستر القريبة.
وفي متنزه هايد بارك، التزم آلاف الأشخاص السكوت في لحظة ظهور نعش الملكة على الشاشات التي وضعت في المتنزه.
وداخل الكنيسة قبل تحرك النعش إلى مثواه الأخير، انطلقت الترانيم المعتادة في كل جنازة رسمية منذ أوائل القرن الثامن عشر.
وكان من بين الذين ساروا خلف النعش، الأمير جورج (تسعة أعوام) ابن الأمير وليام ولي العهد وحفيد الملكة.
وحضر المراسم نحو ألفي شخص، من بينهم نحو 500 من رؤساء دول العالم، ورؤساء الحكومات، وأفراد العائلات المالكة الأجنبية، وشخصيات بارزة من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، ورؤساء فرنسا وكندا وأستراليا والصين وباكستان.
ووسط الحشود التي توافدت من أنحاء بريطانيا ومن خارجها، تسلق البعض أعمدة الإنارة، ووقفوا على الحواجز لإلقاء نظرة على الموكب الملكي.
كما شاهد ملايين آخرون عبر شاشات التلفزيون في منازلهم الجنازة اليوم. ولم يسبق بث جنازة لملك بريطاني على التلفزيون من قبل.
وانتهت الجنازة بصمت شهدته الكنيسة لمدة دقيقتين.
وبعد ذلك، نقل النعش مجددًا عبر وسط لندن، حيث مر بقصر بكينغهام، مقر الملكة الرسمي، إلى قوس ولينغتون في هايد بارك كورنر، حيث تبعه الملك تشارلز وأفراد العائلة المالكة مرة أخرى سيرًا على الأقدام لمسافة 2.4 كيلومتر.
ومن هناك، يتم نقله إلى قلعة وندسور غرب لندن، حيث يقام قداس في كنيسة سانت جورج. وسيتم بعد ذلك إنزال النعش في القبو الملكي.
وفي وقت لاحق من المساء، في مراسم عائلية خاصة، يتم دفن الملكة إليزابيث مع زوجها الأمير فيليب، الذي توفي العام الماضي عن 99 عامًا في مقصورة الملك جورج السادس، حيث دفن والداها وشقيقتها.
وتوفيت الملكة إليزابيث في الثامن من سبتمبر/ أيلول في قلعة بالمورال، مقر إقامتها الصيفي في اسكتلندا.
وبسبب حالتها الصحية المتدهورة، غابت الملكة أشهرًا عن الحياة العامة.
ومع ذلك، ظهرت قبل يومين فقط من وفاتها، عندما عيّنت ليز تراس لتكون رئيسة الوزراء رقم 15 والأخيرة في عهدها.