أعلن قصر الإليزيه، الثلاثاء، تعيين وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو رئيسًا للوزراء خلفًا لفرانسوا بايرو، ليكون خامس شخص يتولّى المنصب في أقلّ من عامين خلال عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وحجب النواب الفرنسيون أمس الإثنين، الثقة عن حكومة بايرو، الذي قدّم استقالته للرئيس بعد أقل من تسعة أشهر على توليه منصبه.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إنّ ماكرون كلّف ليكورنو بـ"التشاور مع القوى السياسية المُمَثّلة في البرلمان بهدف اعتماد ميزانية للدولة وجعل الاتفاقات أساسية لاتخاذ القرارات في الأشهر المقبلة".
وأضاف الإليزيه أنّه "بعد هذه المناقشات، سيُترك لرئيس الوزراء الجديد اقتراح حكومة على رئيس الجمهورية".
ردود فعل معارضة للتعيين
وعلّقت زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان على تعيين ليكورنو، قائلةً: إنّ "الرئيس يُطلق الرصاصة الأخيرة على الماكرونية"، مُتوقعةً أن خليفته "سيُدعى جوردان بارديلا"، في إشارة إلى رئيس "التجمع الوطني".
وكتبت زعيمة حزب "التجمّع الوطني" في منشور على منصّة "إكس": "سنحكم من دون أي أوهام، على رئيس الوزراء الجديد بناءً على جدارته، وأفعاله، وتوجيهاته في توفير ميزانية لفرنسا، وهذا في ضوء خطوطنا الحمراء"، مؤكدة أنّ حزبها "على استعداد لتذكيره بها".
من جهته، ذكّر بارديلا بأنّ شعار ماكرون هو أنّه "لا تغيير في الفريق الخاسر"، متسائلًا: "كيف يُمكن لمؤيد مخلص للرئيس أن يُخالف السياسات التي انتهجها لثماني سنوات؟".
وكتب على "إكس": "مبادئنا ثابتة، ومصالح الشعب الفرنسي تبقى مبدأنا التوجيهي الوحيد. الأمر لا يتعلق بأشخاص أو بتشكيلات، بل بالسياسات المُطبقة".
بدوره، ندّد زعيم المعارضة الفرنسية جان لوك ميلونشون بما وصفه بأنّه "مشهد مُخزٍ من ازدراء البرلمان"، داعيًا مجددًا إلى رحيل إيمانويل ماكرون.
وكتب ميلينشون في منشور على منصّة "إكس": "لا يمكن وضع حد لهذه المهزلة المخزية من ازدراء البرلمان والناخبين والنزاهة السياسية إلا برحيل ماكرون نفسه".
من جانبها، ندّدت مارين تونديلييه رئيسة جمعية "علماء البيئة"، عبر قناة "بي إف إم تي في"، بـ"الاستفزاز" و"عدم الاحترام التام للشعب الفرنسي"، معتبرة أنّ "كل هذا سينتهي نهاية وخيمة".
في المقابل، أعرب زعيم الحزب الجمهوري المنتهية ولايته ووزير الداخلية برونو ريتيلو عن استعداده "للتوصّل إلى اتفاقات" مع رئيس الوزراء الجديد سيباستيان ليكورنو من أجل بناء "أغلبية وطنية".
وقال ريتيلو: "آمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاقات. أعتقد أن هناك إمكانية لبناء مشروع يُرضي ما أسميه الأغلبية الوطنية"، مُرحّبًا بعدم تعيين رئيس وزراء اشتراكي.
وأعلن مسؤولون حكوميون أنّ انتقال السلطة بين بايرو وليكورنو، سيجري ظهر غد الأربعاء.
من هو ليكورنو؟
شغل ليكورنو (39 عامًا) منصب وزير الدفاع لأكثر من ثلاث سنوات، ويُنظر إليه على أنّه حليف مخلص للغاية، وإن كان متحفظًا، للرئيس إيمانويل ماكرون.
وهو أحد الوجوه القليلة التي حافظت على استمراريتها في الحكومة الفرنسية في وقت شهدت فيه الحكومة تغييرات متعددة.
وكان من المقرر أن يتم تعيينه رئيسًا للوزراء في ديسمبر/كانون الأول 2024، لكنّ فرانسوا بايرو استطاع إقناع ماكرون بأنّه الشخص الأفضل لهذا المنصب.
وقال أحد المستشارين الوزاريين لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّ ليكورنو "جندي مخلص لا يتمتع بقدر كبير من الكاريزما أو الإمكانات الرئاسية".
بدأ ليكورنو مسيرته السياسة كمساعد برلماني في التاسعة عشرة من عمره فقط. وشغل مناصب وزارية عدة منذ تولي ماكرون السلطة عام 2017، بما في ذلك البيئة والأقاليم الخارجية قبل أن يتولى وزارة الدفاع في مايو/ أيار 2022.
وأصبح أصغر مستشار وزاري في فرنسا على الإطلاق عام 2008.
وعام 2015، أصبح ليكورنو أصغر رئيس على الإطلاق لإقليم فرنسي، بعد أن شغل منصب عمدة مدينته فيرنون.