الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"جنرال بوتين المفضل".. تعرّفوا على "مهندس" جحيم ماريوبول وحلب

"جنرال بوتين المفضل".. تعرّفوا على "مهندس" جحيم ماريوبول وحلب

Changed

تحقيق لـ"أنا العربي" حول الجنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف (الصورة: غيتي)
 يشرف الجنرال ميخائيل ميزينتسيف على الحرب بأوكرانيا، حيث تؤكّد التقارير الصحافية أنه يستخدم التكتيك العسكري المدمّر نفسه الذي طبّقه في سوريا.

يلّقب القيادي العسكري الروسي ميخائيل ميزينتسيف بالجنرال "المفضّل لدى بوتين"، ويعرف بكونه أحد أبرز المسؤولين عن العمليات العسكرية في سوريا ومهندس حصار وقصف مدينة ماريوبول في الهجوم العسكري على أوكرانيا.

وميزينتسيف هو رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع الروسي وظهر يوم 20 مارس/ آذار في رسالة مصورة دعا فيها الوحدات المسلحة الأوكرانية إلى "وقف الأعمال العدائية وإلقاء أسلحتهم".

فقد حوّل ميزينتسيف مختلف شوارع المنطقة إلى ساحات قتال، بعد يوم من رفض المدينة إنذارًا روسيًا بـ"إلقاء السلاح والاستسلام للقوات الروسية"، مقابل الحصول على ممرات آمنة للخروج من المدينة.

وكان الجنرال قد أعلن عن موعده النهائي، قائلًا: "إننا نصرّ على رد رسمي مكتوب من الجانب الأوكراني قبل الساعة الخامسة صباحًا غدًا أي في 21 مارس على جميع المقترحات المدرجة والإنسانية البحتة من روسيا".

وأضاف في رسالته: "ندعو السلطات الرسمية في كييف إلى التحلي بالعقلانية وإلغاء التعليمات التي صدرت في وقت سابق والتي ألزمت المسلحين بالتضحية بأنفسهم وأن يصبحوا بين قوسين شهداء ماريوبول".

لكن الجنرال لم يحدد في تصريحه الإجراء الذي ستتخذه روسيا في حال ردت أوكرانيا بالرفض، إلا أن تقارير أكّدت أن القوات الروسية كثّفت قصفها الجوي والبحري مع انتهاء المدة الزمنية المحددة.

ماريوبول.. "منطقة من الجحيم مليئة بالجثث"

وأصبحت مدينة ماريوبول الساحلية "ركامًا" وجثث الضحايا الملفوفة في بطانيات تُلقى على الطرقات وفق "رويترز".

وبينما لا يزال مئات الآلاف محاصرين داخل المباني، إذ ترفض القوات الروسية وصول المساعدات الإنسانية إليهم، كما بحسب "الغارديان"، تم أسر موظفين من خدمة الطوارئ وسائقي الحافلات.

من جهته، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم 22 مارس/ آذار وجود 100 ألف شخص في المدينة يعيشون بظروف غير إنسانية وفي حصار كامل، "من دون طعام ولا ماء ولا دواء تحت القصف المستمر".

وشدّد زيلينسكي في كلمة مصوّرة على أن إدارته تحاول منذ أكثر من أسبوع تنظيم ممرات إنسانية آمنة لسكان ماريوبول، ولكن "تقريبًا كل المحاولات للأسف أحبطها المحتلون الروس".

أما منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فتقول: إنّ أكثر من 200 ألف شخص محاصرون داخل ماريوبول التي يصنفها عدد ممن تمكنوا من الفرار بـ"منطقة من الجحيم المليئة بالجثث والمباني المدمرة".

رغم كل هذا، ينكر ميزينتسيف استهداف القوات الروسية للمدنيين محمّلًا أوكرانيا مسؤولية الوضع الإنساني الخطير في ماريوبول ومنع المدنيين من مغادرة كييف بعد أن زعم أنها تحتجز أكثر من 4.5 مليون مدني دروعًا بشرية.

من هو ميخائيل ميزينتسيف؟

وتفيد التقارير الصحافية والحقوقية بأن مُهندس ما يحصل في ماريوبول هو الجنرال ميخائيل ميزينتسيف، الذي وصفته "الغارديان" بالجنرال المفضل لدى بوتين، الذي يُعتقد أيضًا أنه كان أحد أبرز أذرعه خلال التدخل العسكري الروسي في سوريا.

أما ميزينتسيف فولد في مدينة فولوغدا أوبلاست بروسيا عام 1962، وتخرج في مدرسة سوفوروف التمهيدية العسكرية عام 1980 قبل أن يلتحق بكلية قيادة الأسلحة المشتركة في كييف التي تخرج منها عام 1984.

وقاد بعدها القوات الروسية في منطقة القوقاز، وعمل في إدارة العمليات الرئيسية التابعة الأركان العامة حتى عام 2001.

عُيّن لاحقًا نائبًا لرئيس الأركان لمنطقة موسكو العسكرية، ثم تولىّ قيادة المنطقة عام 2009 وأصبح رئيسًا لمركز القيادة المركزية التابعة للأركان العامة عام 2012 قبل أن يتولى منصب رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع الروسي.

حلب.. "ماريوبول السورية"

وخلال التدخل العسكري الروسي في سوريا، قيل: إن الجنرال ميزينتسيف كان أحد أبرز الوجوه العسكرية المسؤولة عن هذه العملية العسكرية، ثمّ تولى رئاسة هيئة تنسيق حكومية مسؤولة عن "عودة اللاجئين إلى سوريا".

وخلال العملية العسكرية في سوريا، استخدمت روسيا تكتيكات دموية شبيهة بتلك التي تستخدمها الآن في حربها ضدّ أوكرانيا وفق "الغارديان"، حيث أصبح مشهد الدمار التام في ماريوبول يذّكر بحلب التي أصبحت توصف بـ"مدينة الأشباح".

وحينها استخدمت القوات العسكرية الروسية سياسة "قصف السجاد والأرض المحروقة"، التي تستهدف كل شيء بما في ذلك الأحياء السكنية والبنى التحتية من أجل تسويتها بالأرض "مثل السجاد" عن طريق القصف المكثّف بالطيران والمدافع.

إضافة إلى ذلك، اعتمدت روسيا أيضًا حصار المدن أثناء تدخّلها في سوريا إذ فرضت بمعيّة النظام السوري حصارًا مشدّدًا على مدينة حلب ومنعت الوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

كما كان "جنرال بوتين المفضل"، قد دعا عام 2020 إلى "تفكيك مخيمات النازحين في سوريا"، بحسب ما نقلت آنذاك وسائل الإعلام الروسية.

وقد زعم وقتها أن "الجماعات المسلحة تستخدمها لتجنيد المقاتلين.. وتتخذّ المدنيين رهائن ودروعًا بشرية"، وأنها "مسؤولة عن تفاقم الوضع في إدلب"، أي تمامًا كما يفعل مؤخرًا في أوكرانيا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close