الأحد 29 Sep / September 2024

جنين وعملية نابلس تفاجئان إسرائيل.. هل انتقلت المعركة إلى أسلوب جديد؟

جنين وعملية نابلس تفاجئان إسرائيل.. هل انتقلت المعركة إلى أسلوب جديد؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يناقش رسائل المقاومة بعد عملية "عيلي" التي أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين (الصورة: غيتي)
تنقل أحداث مخيم جنين وعملية "عيلي" معركة المقاومة من إطلاق نار عابر على الحواجز إلى عمل عسكري منظّم في عموم الضفة.

سقط أربعة قتلى من المستوطنين الإسرائيليين ومثلهم في عداد المصابين بعضهم بحالة خطرة في العملية التي نفذها الشهيدان مهند شحادة وخالد صباح على مبدأ "الثأر عند العرب لا ينام" في أسرع رد على جريمة الاحتلال يوم الإثنين في مخيم جنين التي استشهد على أثرها 6 فلسطينيين. 

وفي تبنٍ علني، أكدّت كتائب القسّام، الذراع العسكري لحركة حماس أنها وجّهت الشهيدين نحو عملية مستوطنة "عيلي". 

وينقل هذا التبني المعركة إلى أسلوب جديد من العمليات المنظمة على غرار سنوات خلت من عمليات فردية لم تتبناها الفصائل الفلسطينية بشكل رسمي.

ولم يقتصر أداء المقاومة وفعاليته في الضفة الغربية على العمليات من مسافة الصفر تجاه الجنود والمستوطنين بل ارتقى إلى مستوى جديد من العبوات الناسفة شديدة الانفجار. 

عمل عسكري منظّم

وكانت جنين يوم الإثنين خير شاهد على ذلك ليتمكن المقاومون من إعطاب سبع آليات عسكرية إحداها آلية الفهد المحصنة من العبوات والرصاص لتفشل في أحدث اختبار لها. 

وتنقل المقاومة اليوم واقع المعركة من إطلاق نار عابر على الحواجز إلى عمل عسكري منظّم في عموم الضفة. وتستهدف الكتائب ومجموعات رسمية في جنين و"عرين الأسود" في نابلس المستوطنين بشكل متواصل، ليخرج وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ويطالب بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية كتلك التي كانت في مطلع الألفية الثانية لقمع تصاعد عمليات المقاومة تجاه الداخل المحتل. 

واللافت في الحكاية أن هذه الضربات النوعية تأتي بعد أيام على موافقة حكومة الاحتلال على تسريع عملية البناء في المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية مع إلغاء شرط موافقة وزير الدفاع أو مجلس الوزراء.

ويمنح هذا القرار عملية السيطرة في الزحف الاستيطاني لوزير المالية المتطرف بتسائيل سموتريتش بشكل أشبه بتشريع لعمليات ضم واسعة في الضفة الغربية وهو ما يشكّل شرارة قد تفجّر الوضع في المرحلة المقبلة وسط تحذيرات دولية وأممية من تنامي الاستيطان في ظل تجاهل إسرائيلي مستمر ورد مقاوم متواصل في مدن الضفة. 

عملية "احترافية"

وفي هذا الإطار، يؤكد المحلل السياسي إياد القرا أن عملية "عيلي" أثرّت كثيرًا على الاحتلال سواء بعدد القتلى الني أسفرت عنها أو بطريقة تنفيذها أو إعلان حماس بعد دقائق من إتمام العملية أن عناصر من كتائب القسام نفّذتها.

ولفت في حديث إلى "العربي" من غزة إلى أن هذه العملية تأتي بعد تنفيذ الاحتلال عملية اجتياح كبيرة لمخيم جنين، كما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس عن تنفيذ عمليات تفجير ضد آليات الاحتلال حيث أعطبت سبعة منها وأصابت سبعة جنود إسرائيلين. 

ويتوقع القرا أن يظهر تأثير كبير لهذه التطورات في الأيام القادمة فيما سيُسمع المزيد من التهديدات الإسرائيلية. 

واعتبر أن ما يميز هذه العملية هو طريقة تنفيذها التي وصفها بـ"الاحترافية"، حيث خرج المنفذان من مدينة نابلس وقطعا مسافة طويلة قبل الوصول إلى نقطة تنفيذذ العملية مما يدلّ على أنه تم الإعداد لها بشكل جيد. كذلك لم يتمكن جنود الاحتلال من التعامل مع العملية بشكل مباشر ما يؤشر على تطوّر نوعي في العمليات التي تمت خلال الفترة الماضية، بحسب القرا. ويتمثل هذا التطوّر بانتقال العمل المقاوم من العمل الفردي واستخدام السلاح المصنوع محليًا إلى استخدام سلاح أوتوماتيكي متطور. 

"مقاومة متمرسة"

ومن جهته، يؤكد مدير عام مركز الكرمل للأبحاث في حيفا مهند مصطفى أن إسرائيل لا تعلم كل ما يخطط له المقاومون الفلسطينيون ولاسيما بشأن عملية جنوبي نابلس التي كانت منظمة جدًا من تنفيذ حركة حماس التي تحظى بتجربة عسكرية وميدانية واسعة. 

وأشار في حديث إلى "العربي" من أم الفحم إلى أن الفلسطينيين تمرسوا بفعل الاجتياحات والمداهمات والحملات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية. وقال: "هم أدركوا أنماط عمل إسرائيل من الناحية العسكرية والمخابراتية". 

وأضاف مصطفى: "إن إسرائيل لا تنجح دائمًا في منع الفلسطينيين في تنفيذ عمليات، والمخابرات الإسرائيلية ليست خارقة". 

كما اعتبر أن الفشل الإسرائيلي مضاعف في هذه العملية لأن العمليات التي كانت رائجة في الضفة الغربية هي عمليات فردية دون تنظيم سياسي ولذلك كان من الصعب على المخابرات الإسرائيلية تتبع أثر هذه العمليات. لكن عملية اليوم كانت منظمة وفشلت المخابرات الإسرائيلية في كشفها. 

فشل استخبراتي وأمني

ويرى المحلل السياسي سامر عنبتاوي أن التطورات على صعيد المقاومة الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بشكل كبير، لافتًا إلى أن المقاومة بالأمس تحدّثت عن تغيّر قواعد اللعبة في جنين. وقال في حديثه من نابلس: "نتحدث عن قوة إسرائيلية احتلت الضفة الفلسطينية لعشرات السنين وتغلغلت في كل شوارعها وقراها ومخيماتها ورغم ذلك تُفاجأ يوميًا بتطور المقاومة الفلسطينية"، ما يعني فشلًا أمنيًا كبير على صعيد القدرات الاستخبراتية والعسكرية.

ويعتبر عنبتاوي أن الاحتلال لا يستوعب فكرة تجدد المقاومة ورفض الاحتلال بفعل أفعاله الجرمية المتمثلة بالاعتداء على المقدسات الإسلامية وعمليات الاجتياح اليومية والاعتقالات وإطلاق العنان للمستوطنين.  

ويشير المحلل السياسي إلى أن عوائق تواجه الاجتياح الشامل الذي يتحدث عنه الاحتلال حيث تطوّر مخيم جنين كما بقية المناطق في الضفة الفلسطينية خلال 21 عامًا بشكل كبير لناحية السلاح والوحدة الوطنية والتنظيم والتجهيز والتخطيط. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close