الثلاثاء 11 فبراير / فبراير 2025
Close

جهود لإغاثة غزة ووقف الحرب.. ماذا وراء سياسة تجويع أهل القطاع؟

جهود لإغاثة غزة ووقف الحرب.. ماذا وراء سياسة تجويع أهل القطاع؟

شارك القصة

أبدت القاهرة استعدادها لإدخال أطنان المساعدات الإغاثية يوميًا إلى غزة إذا وفرت إسرائيل الظروف الآمنة لذلك- الأناضول
أبدت القاهرة استعدادها لإدخال أطنان المساعدات الإغاثية يوميًا إلى غزة إذا وفرت إسرائيل الظروف الآمنة لذلك- الأناضول
الخط
احتضنت القاهرة مؤتمرًا وزاريًا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة بالتزامن مع مشهد إنساني خطير في شمال القطاع جراء حصار إسرائيلي مطبق.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة منذ نحو شهرين، ويقترف مجازر جديدة في بيت لاهيا وسط حصار مطبق ووضع إنساني تصفه المنظمات الأممية بالأسوأ.

وما زال الغموض يخّيم على هدف العملية العسكرية الحقيقي، في حين أطلق أقطاب اليمين الإسرائيلي دعوات جديدة لتكريس احتلال غزة والاستيطان فيها، إذ اعتبر الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش أنه من الصواب احتلال القطاع والاستيطان فيه، كاشفًا عن نقاش إسرائيلي مستمر بشأن ذلك ضمن ما يسمى اليوم التالي، بموازاة تسريب جماعات استيطانية خريطة للاستيطان شماليّ القطاع تتضمن إطلاق أسماء عبرية جديدة.

وتترافق الدعوات الاستيطانية مع تقارير دولية تتحدث عن محاولات إسرائيلية لفرض واقع جديد على أرض غزة بهدف فرض ذلك في أي مفاوضات لإبرام صفقة.

وعلى الصعد الإنساني، احتضنت القاهرة مؤتمرًا وزاريًا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة بمشاركة وفود دول ومنظمات أممية ومالية.

وقد أكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال المؤتمر استخدام إسرائيل التجويع سلاحًا والتهجير عقابًا للفلسطينيين، مشيرًا إلى استعداد بلاده لإدخال أطنان المساعدات الإغاثية يوميًا إذا وفرت إسرائيل الظروف الآمنة لذلك.

وجاء المؤتمر بالتزامن مع مشهد إنساني خطير في شمال القطاع جراء حصار إسرائيلي مطبق، إضافة إلى عدم سماح الاحتلال بدخول مساعدات كافية إلى وسط القطاع وجنوبه.

حماس تناقش مقترح مصر الجديد لعقد صفقة لإنهاء الحرب

أمّا سياسيًا، شهدت القاهرة في الأيام الأخيرة اتصالات واجتماعات لبحث مقترحات جديدة للمضي قدمًا نحو وقف إطلاق النار في غزة.

وبحسب مصادر سياسية، ناقش وفد من حركة حماس مع مسؤولين مصريين في القاهرة مقترحًا جديدًا لعقد صفقة تقود إلى إنهاء الحرب في القطاع.

وفد حماس بحث أيضًا في العاصمة المصرية موضوع لجنة إسناد مجتمعي تم نقاشُها سابقًا مع حركة فتح، باعتبارها لجنة ستدير غزة خلال أي هدنة محتملة.

وفي المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي، أنّ تقدمًا طرأ بخصوص قبول حماس بانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، لكنّه شدد على أنّ إنهاء الحرب ما زالت نقطة خلافية.

صرخة دولية لإغاثة القطاع

وفي سياق المساعي المصرية، يشير مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية أشرف العشري إلى أن القاهرة تتحرك على مسارين متوازيين، يتعلق أحدهما "بحشد دولي وأممي من أجل توفير الدعم الإنساني لقطاع غزة"، لافتًا إلى أن المؤتمر الذي أطلقته القاهرة استطاع أن يكون "منصة لإطلاق صرخة إغاثة دولية وتنبيه بشأن المقتلة التي تجري في قطاع غزة."

وأشار العشري إلى مشاركة 103 دول في مؤتمر القاهرة حيث تصاعدت أصوات تؤكد على ضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع ومواجهة الرفض الإسرائيلي.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من القاهرة، أكّد العشري أن "مصر راغبة في استمرار الدعم المصري والدولي من أجل شل يد إسرائيل لوقف عمليات الإبادة ووقف حرب التجويع التي تمارسها تل أبيب". 

وقال العشري: "القاهرة لديها شعار رئيسي وهو أن غطرسة القوة لن تحقق السلام وأن تجويع الفلسطينيين لم يضمن أمن وسلام إسرائيل"، معتبرًا أن مخرجات مؤتمر القاهرة شكلت آليات جديدة للتعامل مع الأزمة في القطاع بمجرد وقف إطلاق النار، وحفزت المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

كما تجري مفاوضات بالغة الأهمية خلف الكواليس بين مصر وواشنطن وتل أبيب وقطر وقد تحدث الاختراق المطلوب لإدارة الأزمة في غزة خلال الأيام القادمة، بحسب مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية.  

خطوات تمهّد للاستيطان

من جهته، يعتبر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي أن النظرة المصرية والعربية للمشهد في قطاع غزة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار كيفية استخدام إسرائيل لسلاح التجويع بحق الفلسطينيين. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الخليل، يقول الشوبكي: "إن الاحتلال لا يستخدم سلاح التجويع من أجل الضغط على حماس لإتمام صفقة بشروط إسرائيل وإنما كجزء من رؤية إسرائيلية واضحة من أجل إفراغ شمال قطاع غزة". 

ولفت الشوبكي إلى أن "الأمر لم يعد تخوفًا فلسطينيًا مبالغًا فيه بل خطوات إسرائيلية اتخذت في الواقع تمهيدًا للاستيطان"، مشيرًا إلى زيارة وزير الإسكان بصحبة منظمة استيطانية إلى القطاع. وقال: "نحن الآن أمام خطوات إسرائيلية ترى فرصة لتقويم سياسات إسرائيلية سابقة غير مرتبطة بأي سلوك فلسطيني"، معتبرًا أن "المسألة غير مرتبطة بالحرب القائمة في القطاع". 

ورأى أن الربط الذي يتم الآن بين إمكانية إتمام صفقة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات هي حيلة أميركية كرّرها الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر من مرة. 

وأكّد أن الهدف من سياسة التجويع الإسرائيلية في قطاع غزة هو تحويل القطاع إلى بيئة طاردة بالكامل. 

تفاوت في المواقف الإسرائيلية

وفي ضوء الصراع القائم بين المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل بشأن اليوم التالي في غزة، يشير الخبير بالشأن الإسرائيلي جاكي خوري إلى تفاوت في المواقف الإسرائيلية بين ما هو معلن وما يدور في الأروقة بشأن الاتصالات والمقترحات من أجل التقدم في مسار صفقة تبادل الأسرى. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، يتساءل خوري: "هل هناك قرار إسرائيلي بالاستيطان في شمال قطاع غزة في اليوم التالي للحرب وبعدم الانسحاب الكامل من القطاع بعيد عقد صفقة التبادل إذا تمت؟".

ويلفت الباحث في الشأن الإسرائيلي إلى أن تصريحات الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتس وأعضاء من حزب الليكود الحاكم تشير إلى مخططات واضحة لإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة. 

وقال خوري: "إن الكلام عن انسحاب الجيش الإسرائيلي وتشكيل لجنة محلية لإدارة شؤون القطاع سيبقى حبرًا على ورق"، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته ينتظران الإدارة الأميركية الجديدة لتحديد المسار في قطاع غزة. 

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة