حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الإثنين، من أن خطر الجفاف والمرض يهدّد سكان غزة لنقص الوقود لتشغيل آبار المياه، لا سيما في شمال القطاع الذي يتعرّض لتصعيد في العدوان منذ نحو 50 يومًا.
وقالت الوكالة في منشور على منصة إكس: "يواجه الناس في غزة خطرًا مستمرًا من الجفاف والأمراض، نتيجة لتوقف آبار المياه عن العمل، بسبب نقص الوقود ما يمنع آبار المياه من العمل".
وذكرت الوكالة بأنه في شمال غزة المحاصر وحده، يكافح نحو 70 ألف شخص للحصول على مياه نظيفة، مردفة بأنه "لا يزال هذا الحق الإنساني الأساسي بعيد المنال بالنسبة للكثيرين".
وختمت بيانها بالتأكيد على أنه "يجب وقف إطلاق النار الآن".
وقال شاهد عيان من بيت لاهيا للتلفزيون العربي اليوم الإثنين، إن الوضع مأساوي، "ونتعرض لتطهير وإبادة جماعية في شمال القطاع".
وأضاف: "لا توجد أي خدمات طبية مع خروج المستشفيات عن الخدمة".
ويجمع الأهالي الذين لم يغادروا شمال قطاع غزة، رغم إنذارات إسرائيل، أن ما يعيشونه اليوم من حصار وعطش وجوع هو بمثابة "عقاب جماعي وضريبة لصمودهم ورفض ترك منازلهم".
ومرارًا، طالبت بلديات غزة من الجنوب إلى الشمال الجهات المانحة والمنظمات الأممية بالضغط على الاحتلال "لاستئناف إمدادات الوقود وضمان إدخال الآليات وقطع الغيار اللازمة، لتجنب انهيار كامل لمنظومة الخدمات" بما في ذلك المياه.
بموازاة ذلك، تكرر منظمات دولية بما فيها الأونروا، تحذيراتها من خطورة تبعات أزمة الجفاف على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتطالب إسرائيل بالسماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه.
وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، حسام أبو صفية، وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد.
ومنذ بداية الحرب قبل نحو عام وشهر، استشهد أكثر من 40 شخصًا بسبب سوء التغذية والجفاف معظمهم من الأطفال، وفق تقارير طبية وصحفية من القطاع.
وكانت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان، إلزي براندز كيريس، قد شددت على أن "استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، محظور تمامًا بموجب القانون الدولي".
وأشارت إلى أن "الأسلوب الذي ينفذ به الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال غزة، يشير إلى أن أعمال إسرائيل لا تسعى فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب، ولكنه يشير أيضًا إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة".