جوع وعوز ويأس.. الحرب تنهك السودانيين وبرنامج الأغذية يحذر
أفاد برنامج الأغذية العالمي، اليوم الثلاثاء، بأن عدة مناطق جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم عُرضة لخطر المجاعة، إذ يفوق حجم الاحتياجات الفعلية الموارد المتاحة في ظل نقص التمويل لهذا البلد الغارق في حرب مستعرة للعام الثالث على التوالي.
وقال لوران بوكيرا، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من بورتسودان: "مستوى الجوع والعوز واليأس الذي تم رصده شديد ويؤكد خطر المجاعة في تلك المناطق".
"جوع شديد"
وذكر البرنامج التابع للأمم المتحدة أنه وصل إلى مليون شخص في سبعة مواقع بالخرطوم، بعد التمكن من دخول العاصمة السودانية.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل/ نيسان 2023، نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأدى الصراع في السودان إلى نزوح الملايين وتقسيم البلاد إلى مناطق سيطرة لكل من طرفَي الصراع، مع احتفاظ قوات الدعم السريع بتوغل كبير في غرب السودان.
وفي أواخر مارس/ آذار الفائت، انتزع الجيش السيطرة على الخرطوم من قوات الدعم السريع التي كانت قد منعت وصول المساعدات إلى المدينة، وذلك بعد مرور عامين على بداية الصراع المدمر.
وسرد برنامج الأغذية العالمي أمثلة لمناطق يعاني سكانها من جوع شديد من بينها جبل أولياء.
وأشار البرنامج إلى تقليص حصص الزيت والبقوليات في توزيعاته الغذائية، بسبب مواجهة عجز في التمويل قدره 500 مليون دولار لمساعدات الطوارئ الغذائية والنقدية نتيجة خفض الدول المانحة تمويل العمليات الإنسانية.
وقال بوكيرا: "المكملات الغذائية للأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات بعيدة المنال بسبب نقص الموارد.. وبدون دعم عاجل لن نتمكن من إيصال الحزمة الغذائية التي يحتاجها السودانيون".
وفي أبريل/ نيسان الفائت، أعلن برنامج الأغذية العالمي خفض الحصص الغذائية في المناطق المعرضة لخطر المجاعة إلى 70% من الحصة الغذائية القياسية، التي يقدمها البرنامج (أي ما يعادل 2100 سُعرة حرارية يوميًا).
وأضاف البرنامج أنه يقدم المساعدات حاليًا لأربعة ملايين شخص في أنحاء السودان.
المجاعة تهدّد السكان
والثلاثاء الماضي، قتل 5 أشخاص وأصيب آخرون في هجوم على قافلة إغاثية بولاية شمال دارفور غربي السودان، وفق بيان مشترك لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
وأسفر الهجوم كذلك عن إحراق شاحنات وتضرر مساعدات إنسانية حيوية، حيث كانت القافلة المؤلفة من 15 شاحنة، تحاول إيصال مساعدات غذائية لمدينة الفاشر شمال دارفور.
وجرى إعلان المجاعة في خمس مناطق في جميع أنحاء السودان بينها ثلاثة مخيمات للنازحين قرب الفاشر في جنوب غربي البلاد.
ولم تتمكن الأمم المتحدة من الإعلان رسميًا عن المجاعة في الفاشر، آخر عاصمة إقليمية في دارفور لم تسقط في أيدي قوات الدعم السريع، بسبب نقص المعلومات الموثوقة، وهو ما لا يعني أن السكان لا يموتون فيها جراء سوء التغذية.
كما يعاني نحو 25 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد من انعدام الأمن الغذائي الحاد.