الإثنين 7 أكتوبر / October 2024

جولة إعادة تعد سابقة في تاريخ تركيا.. من سيحسم المنافسة على الرئاسة؟

جولة إعادة تعد سابقة في تاريخ تركيا.. من سيحسم المنافسة على الرئاسة؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يناقش دلالات نتائج الانتخابات الرئاسية التركية وانعكاساتها على خارطة التحالفات والمشهد السياسي في تركيا (الصورة: رويترز)
للمرة الأولى في تاريخ البلاد، تشهد تركيا جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية حيث ستنحصر المنافسة بين المرشحين أردوغان وكليتشدار أوغلو.

تتجه الأحزاب والتحالفان الرئيسيان في الانتخابات التركية نحو جولة ثانية وحاسمة في الثامن والعشرين من مايو/ أيار الجاري، لدعم المرشحين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو.

في الجولة الأولى، حصل أردوغان على 49.51% من الأصوات، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88% منها.

وفيما لا يُعرف كيف ستكون المعركة خلال الأسبوعين المقبلين، سيحاول الخصمان التقاط الأنفاس لينطلقا بالإعداد لما تيسر للمواجهة المرتقبة في جولة الإعادة، التي تُعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.

أردوغان يرفع أعمدة المواجهة

سيرفع تحالف "الجمهور" بقيادة أردوغان أعمدة المواجهة المقبلة على قاعدة النصر الأول؛ الذي تمثل بالتفوق على كليتشدار أوغلو خلال الجولة الأولى، مبعثرًا بذلك كل أوراق استطلاعات الرأي التي توقعت خلاف ذلك.

أما النصر الثاني، فهو الذي تحقق في البرلمان بحصد تحالف الجمهور أغلبية المقاعد.

والعوامل نفسها التي شكلت وقود المنافسة الانتخابية في الجولة الأولى، سيكون لها دور حاسم في تحديد الفائز خلال جولة الإعادة.

ويتم الحديث هنا عن العامل الاقتصادي وأصوات فئة الشباب، بالإضافة إلى ما أصبح يُعرف بـ"عامل" سنان أوغان المرشح الرئاسي عن تحالف "الأجداد" الذي حصل على نسبة فاقت 5%.

فأوغان وإن خرج من المنافسة، إلا أنه تحوّل إلى ما يُرمز إليه بـ"صانع الملوك" على الرغم من أنه لم يقرّر بعد إن كان سيدعم أردوغان أم كليتشدار أوغلو، أم ربما لن يدعم أيًا منهما تاركًا حرية الخيار لمؤيديه.

"51 % من الناس يريدون التغيير"

في هذا السياق، يرى نائب رئيس حزب "السعادة" التركي مصطفى كايا، أن الصورة توضحت بشكل كامل بشأن الأصوات التي حصل عليها المرشحون، معتبرًا أن "هناك 51% من الناس يريدون التغيير".

ويلفت في إطلالته عبر "العربي" من اسطنبول، إلى أن "51% لم تذهب لأردوغان، فكان قسم من هذه الأصوات لسنان أوغان وقسم لكليتشدار أوغلو". 

إلى ذلك، يقول كايا: "نحن بوصفنا تحالف الأمة لم نستطع الحصول على الهدف الذي كنا نسعى إليه"، متحدثًا عن انتقال السباق الانتخابي إلى الجولة الثانية.

ويضيف: "سنحاول في حملتنا المقبلة توجيه رسالة أفضل إلى الناخبين وأن نوضح لهم الفكرة الأساسية".

وكايا الذي يلفت أيضًا إلى أن تحالف الأمة استطاع الوصول إلى 45% من الشعب التركي، يقول إن هذا الأمر مهم جدًا بالنسبة لنا.

وبينما يرد بالنفي على التحليلات التي تقول إن الحزب الحاكم يمثل الاستقرار في تركيا ويحقق مستقبلًا أفضل لها، يضيف: "لدينا أمل قوي بأننا سنفوز في الجولة الثانية".

"البطاقة سُحبت من يد المعارضة"

من جانبه، يشير عضو حزب "العدالة والتنمية" محمد صديق يلدرم إلى أن على الحزب أن يلقي نظرة على ثغرات الحملة الانتخابية، لكنه يشدد على أن لدى المعارضة ثغرات أكبر بكثير مقارنة بحزبه.

ويوضح في حديثه إلى "العربي" من أنقرة، أن "من بين هذه النقاط كان الادعاء بتغيير نظام الحكم في تركيا من رئاسي إلى برلماني"، مشيرًا إلى أن هذه "البطاقة" سُحبت من يد المعارضة من جانب الناخبين الأتراك، حيث لم يحصلوا على الأغلبية البرلمانية.

ويرى أن النتائج تدل على أن أردوغان سار بطريقة تلبي بالحد الأدنى طلبات المجتمع بكل فئاته، متحدثًا عن "مفاجأة" المعارضة بالتصويت والدعم الذي حظي به حزب "العدالة والتنمية" من مناطق الزلزال.

ويلدرم الذي يذكر بأن تحالف "الجمهور" حصل على 49.5% من الأصوات، يقول إنه يحتاج فقط إلى 0.5% من الأصوات. ويضيف أن "الكتلة الموجودة مع سنان أوغان لا تتحرك بشكل جماعي".

ويعتبر أن "حزب العدالة والتنمية باستمراره بالحملة الانتخابية كما شهدناها سابقًا، سيصل بكل أريحية إلى الرئاسة".

"طلب المعارضة أصبح من المستحيلات"

بدوره، يرى الباحث في العلاقات الدولية سمير صالحة أن كل طرف لم يأخذ كل ما كان يريده في هذه المعركة الانتخابية على المستوى البرلماني والرئاسي.

لكنه يعتبر في حديثه إلى "العربي" من اسطنبول، أن الواقع على الأرض يقول باختصار إن حزب العدالة والتنمية نجح بالتنسيق مع شركائه في تحقيق هذا الانتصار تحت سقف البرلمان، لتكون الأكثرية لصالح تحالف "الجمهور".

ويذكر بأن الكثير من استطلاعات الرأي كانت تردد أن أكثرية البرلمان مضمونة لصالح المعارضة.

وفيما يشير إلى ما تظهره النتيجة من حيث أن طلب المعارضة تغيير شكل النظام والعودة إلى النظام البرلماني أصبح من المستحيلات، يقول إن تلك نقطة ثانية تسجل لصالح "العدالة والتنمية".

كما يرى أن التركيبة الحالية داخل المعارضة لن تستمر على ما هي عليه في الأيام القليلة المقبلة فيما تستعد للجولة الثانية من المعركة الرئاسية، عازيًا ذلك إلى كون النتائج على الأرض أثرت سلبًا على هذا التكتل.

ويذكر بأن المعارضة تريد التنسيق مع مرشح جديد هو سنان أوغان، سائلًا "إن كان التحالف يتحمل هذا العبء الجديد؟".

تابع القراءة
المصادر:
العربي