من المرتقب أن تعقد جولة ثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين مطلعين.
والسبت، انعقدت أولى جولات المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطنة عُمان في العاصمة مسقط، للتوصل إلى صفقة بشأن ملف طهران النووي، واتفقا على جولة ثانية الأسبوع المقبل.
وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، وهو دبلوماسي متمرس وأحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني في 2015، فيما قاد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستيف ويتكوف، وهو قطب عقارات، الوفد الأميركي. وقد التقى الرجلان وجهًا لوجه لوقت وجيز.
جولة ثانية من المحادثات النووية بين أميركا وإيران في روما
وتعقد جولة أخرى من المحادثات بين واشنطن وطهران السبت 19 أبريل/ نيسان، وكانت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" قد أوردت أن الجولة الجديدة ستعقد في أوروبا.
وبحسب موقع "أكسيوس"، وصف أحد المصدرين محادثات سلطنة عُمان، وهي أعلى مستوى محادثات بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين منذ 8 سنوات، بأنها "جوهرية وجادة وممتازة".
ووفق المصدرين، فإن الإيرانيين أثاروا خلال المباحثات مسألة انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي السابق، وأعربوا عن قلقهم من انسحاب الولايات المتحدة منه مجددًا، فيما أثار الجانب الأميركي شكوكه بشأن نوايا إيران بشأن برنامجها النووي،
لكن مسؤولين من كلا الجانبين قالوا إنهم يرون أن المحادثات تمضي قدمًا بعد عدة ساعات من المحادثات يوم السبت. ومع ذلك، قلل الإيرانيون من أهمية فكرة أن تكون الجولة القادمة من المحادثات مباشرة، بحسب موقع "أكسيوس".
من جهته، أوضح مراسل التلفزيون العربي من طهران حازم كلاس أن السبب الرئيسي لانعقاد المحادثات في روما تقني مرتبط بالجغرافيا، كمسافة وسط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بحسب الصحافة الإيرانية.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الإثنين أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيزور موسكو هذا الأسبوع لمناقشة المحادثات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة، التي عُقدت في عُمان.
وقال بقائي: "سيزور عراقجي موسكو نهاية الأسبوع"، مضيفًا أن الزيارة "مخطط لها مسبقًا" وستكون "فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط".
إيران تعلن أن المباحثات مع أميركا ستظل "غير مباشرة"
وأمس الأحد، أعلنت إيران أن المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة والمقرر إجراؤها نهاية الأسبوع المقبل ستبقى "غير مباشرة"، وستركز حصرًا على الملف النووي ورفع العقوبات.
وأفادت إيران بأنّ وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي توسط في المحادثات رفيعة المستوى في مسقط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: "ستظل المفاوضات غير مباشرة. ستبقى عمان الوسيط".
وأكد أن المحادثات ستركز فقط على "الملف النووي ورفع العقوبات".
وهذه المحادثات هي الأعلى مستوى بهذا الشأن منذ أن انسحب ترمب خلال ولايته الأولى في 2018، من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى في مقابل رفع العقوبات عنها.
وعندما سُئل عن المحادثات، قال ترمب للصحافيين في الطائرة الرئاسية: "أعتقد أنها تسير على ما يرام. لا شيء يهم حتى يتم إنجازه".
ووصف البيت الأبيض المحادثات بأنها "خطوة إلى الأمام".
وكان الأميركيون قد دعوا إلى أن تكون الاجتماعات مباشرة وجهًا لوجه، ورغم ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوضين تحدثوا أيضًا بشكل مباشر "بضع دقائق". وأضافت أن المحادثات عُقدت "في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل".
وكان اتفاق 2015 الذي انسحبت منه واشنطن بعد ثلاث سنوات يهدف إلى الحؤول دون امتلاك إيران السلاح الذري.
وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجًا.