سيطرت الصورة الأعمق تاريخيًا للكون، والتي تم الكشف عنها أمس الإثنين في البيت الأبيض، على حديث مواقع التواصل حول العالم، كونها المرة الأولى التي يشاهد فيها سكان الأرض الصورة الأعمق للكون بهذا الوضوح.
وقدم الرئيس الأميركي جو بايدن، بالاشتراك مع وكالة ناسا صورة تحت الأشعة الحمراء، التقطها التلسكوب العملاق جيمس ويب، ظهرت خلالها آلاف المجرات التي تشكلت بعيد الانفجار العظيم قبل أكثر من 13 مليار سنة. وهي صورة لعنقود من المجرات تعرض لمحة هي الأكثر تفصيلًا على الإطلاق للكون في طوره الأول.
العالم يتفاعل
وكتب الصحافي الأميركي ريتشارد شامبرز، على تويتر: "إنها الصورة الأكثر وضوحًا لأقدم وأعمق أركان الكون. فبعض المجرات في الصورة لم تعد موجودة، فهي على بعد 13.5 مليار سنة ضوئية".
وكتب ناشط آخر: "لقد جمعت الصور القديمة والجديدة، لتسليط الضوء على جودة تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد. مذهل حقًا ما أراه".
لولا الظلمة لما سحرنا بريق النجوم والمجرات.. #صورة_الكون_صورة_حياتنا pic.twitter.com/dIq7OkTlmB
— Aline ܐܠܝܢ (@alineelhage) July 12, 2022
بدورها دونت الناشطة العربية" سندس" على تويتر: "الأجيال السابقة اللي عاشت على الكوكب كانت تظن أن الكون محصور في مجموعتنا الشمسية، اليوم وبسبب هذه الجهود وحب الاكتشاف أصبحنا قادرين على رؤية أقرب الأجرام وأبعدها في الكون. نحن حقًا جيل محظوظ".
كل بقعة ضوء تظهر هنا هي مجرة،كل مجرة تحوي مليارات النجوم وكل واحدة من هذه النجوم بها احتمالية أن تكون محاطة بكواكب. عندما تنظر بعمق لهذه الصورة تقشعر الأبدان ، فكرة ان الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يحمل الحياة تبدو بعيدة وغير حقيقية بل قد يكون هناك حياة في أجزاء واسعة من الكون ..
— ChouRouk🇹🇳 (@chou5991) July 12, 2022
جيمس ويب.. يوم تاريخي
وكان الرئيس الأميركي قد علق في الحفل الذي شهده البيت الأبيض، لتقديم الصورة بالقول: "إنّ هذه الصورة هي الأولى من نوعها وتمثل يومًا تاريخيًا"، فيما كان مدير الناسا بيل نيلسون قد وصف الأمر قبل الكشف عن الصورة بأنه "تقدم علمي لم تشهده البشرية من قبل".
الي عالشمال ده أول صورة صورها التلسكوب هابل سنة ١٩٩٠ يعني من ٣٠ سنة والي عاليمين ده أول صورة صورها جيمس ويب امبارح الي ظاهر في صورة هابل نجوم، الي ظاهر في صورة ويب مجرات وبرضه ويب صور جزء صغير جدا من السما، اوتوصفت الصورة امبارح من ناسا بانها بتغطي مساحة حبة رمل من مساحة السماء pic.twitter.com/AjVGvYt7BN
— Ahmed Abd El-Fatah (@AhmedFatah) July 12, 2022
وأظهرت الصورة التي عرضها بايدن ونيلسون سلسلة مجرات عمرها 4.6 مليارات عام يطلق عليها اسم "سماكس 0723"، والتي تعمل كتلتها المجمعة بمثابة "عدسة جاذبية"، تشوه الفضاء لتضخم بدرجة كبيرة الضوء القادم من مجرات بعيدة خلفها.
وبسخرية قارن ناشطون بين الأوضاع التي يعيشها الشباب العربي، الطامح لأقل حقوق ممكنة، وبين التقدم العلمي السابق الذي قدمته "ناسا"، ودوّنوا العديد من التعليقات الساخرة في مقارنات بين واقع عدد من البلدان، والصورة حديث الساعة.
قبل ساعات تلسكوب جيمس الفضائي ولأول مرة وأول صورة له يرينا صوراً ضوئية هي الأعمق في الكون المكتشف حتى الآن، عمرها 4,6 مليار سنة، تسبح في الفضاء، وللتو يصل نورها إلينا‼️ (بعض العقول لن تستوعب هذا .. فلا تثريب عليهم) "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" pic.twitter.com/qtRbiiLFDR
— أ.د. عبدالله المسند (@ALMISNID) July 12, 2022
ولا تستطيع العين البشرية رؤية الأشعة تحت الحمراء، لكن التلسكوب جيمس ويب مجهز بتقنيات تمكنه من ذلك. ومن المقرر أن تنشر ناسا اليوم صورًا أخرى التقطها التلسكوب ذاته، وذلك خلال حفل ينتظره بفارغ الصبر عشاق الفضاء حول العالم.
"أعظم صورة في تاريخ البشرية"
وقال أحد روّاد مواقع التواصل: "لا يُصدق على الإطلاق ما يمكن أن تحققه الإنسانية من خلال العمل الجماعي. لكن لا، ما زلنا مشغولين بقتل بعضنا البعض حول ما نظنه المثل العليا. بمجرد أن نعترف بأننا مجرد جزء صغير للغاية من الكون، يمكننا أن نتجاوز ذلك بكثير ونتساوى بعضنا البعض".
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر. - علي بن ابي طالب. ما أعظم الكون ❤️ أعظم صورة في تاريخ البشرية ! 25 عام من أجل التقاط هذه الصورة. pic.twitter.com/1hITPodqjL
— رَجَب 𓂆 غزة🇵🇸 (@RajabQasem03) July 12, 2022
وأضاف بايدن خلال الكشف عن الصورة: "إنها نافذة جديدة على تاريخ الكون الذي نعيش فيه، وسنحصل اليوم على لمحة لأول ضوء يسطع من تلك النافذة: ضوء من عوالم أخرى، نجوم تسبح في أفلاك بعيدة جدًا عن عالمنا. إنه أمر مذهل بالنسبة لي".
يذكر أن "جيمس ويب" أطلق إلى الفضاء في ديسمبر/ كانون الأول الفائت، بعد ثلاثة عقود من الانتظار على متن صاروخ أوروبي عملاق من قاعدة إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية.
ويعدّ "جيمس ويب" أقوى تلسكوب على الإطلاق، وصمم ليتمكن من استكشاف أقدم المجرات في الكون، وهو ثمرة تعاون بين "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار.