الثلاثاء 22 نيسان / أبريل 2025

"جيمس ويب" يوثق تفاصيل فناء كوكب بعيد.. هل ابتلعه نجم؟

"جيمس ويب" يوثق تفاصيل فناء كوكب بعيد.. هل ابتلعه نجم؟

شارك القصة

سقط الكوكب في النجم بعد تآكل مداره بمرور الوقت
سقط الكوكب في النجم بعد تآكل مداره بمرور الوقت - أسوشييتد برس
الخط
حدث فناء الكوكب بشكل مختلف عمّا كان يُعتقد العلماء في البداية، إذ سقط في النجم بعد تآكل مداره بمرور الوقت.

في مايو/ أيار 2020، وثّق تلسكوب "جيمس ويب" تفاصيل فناء كوكب بعيد. ويومها، رصد علماء الفلك لأول مرة كوكبًا يبتلعه النجم المضيف، واعتقدوا بناء على البيانات المتوفرة أنّ الكوكب فُني مع تضخّم النجم في مرحلة متأخرة من عمره، ليُصبح ما يسمّى عملاقًا أحمر.

لكنّ مشاهدات جديدة من التلسكوب "جيمس ويب"، وهي فحص تشريحي إلى حد ما لما بعد وقوع المأساة، تُشير إلى أنّ فناء الكوكب حدث بشكل مختلف عمّا كان يُعتقد في البداية.

وقال الباحثون في الدراسة التي نُشرت في دورية "أستروفيزيكال" العلمية، إنّ النجم لم يتّجه إلى الكوكب، وإنّما حدث العكس مع عواقب وخيمة، بسقوط الكوكب في النجم بعد تآكل مداره بمرور الوقت.

وأوضحت المشاهدات التي وثّقها "جيمس ويب"، أنّ النهاية كانت مأساوية للغاية.

ورصد التلسكوب المداري غازًا ساخنًا، يُرجّح أنّه شكّل حلقة حول النجم بعد الحادث، وسحابة آخذة في التوسّع من الغبار البارد تُحيط بالمشهد.

وقال رايان لاو من مختبر "إن.أو.آي.آر لاب" التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأميركية: "نعلم أنّ هناك كمية لا بأس بها من المواد من النجم تُطرد في أثناء اتجاه الكوكب للسقوط المميت. والدليل بعد وقوع الاصطدام هو هذه المادة الغبارية المتبقية التي قُذفت من النجم".

ويقع هذا النجم في مجرتنا درب التبانة، على بُعد حوالي 12 ألف سنة ضوئية من الأرض باتجاه كوكبة العُقاب. ويتميّز بأنّه أكثر حمرة بنحو طفيف وأضعف إضاءة من شمسنا، وتبلغ كتلته حوالي 70% من كتلتها.

ويُعتقد أنّ الكوكب ينتمي إلى فئة تُسمّى "المشتريات الحارة" نسبة إلى كوكب المشتري، وهي كواكب غازية عملاقة تتمتع بدرجات حرارة عالية بسبب مدارها الضيق حول نجمها الذي تدور حوله.

وقال مورغان ماكلاود باحث ما بعد الدكتوراه في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية: "نعتقد أنه ربما كان كوكبًا عملاقًا على الأقل أكبر عدة مرات من كتلة كوكب المشتري، ليتسبّب في مثل هذا الاضطراب المذهل الذي شهدناه للنجم".

السقوط داخل النجم

ويعتقد الباحثون أنّ مدار الكوكب تضاءل تدريجيًا بسبب تفاعل جاذبيته مع جاذبية النجم، وطرحوا فرضيات حول ما حدث بعد ذلك.

وقال ماكلاود: "بدأ الكوكب بالاحتكاك بالغلاف الجوي للنجم، وسقط الكوكب بسرعة متزايدة داخل النجم، وتجرّد من طبقاته الغازية الخارجية أثناء توغّله داخل النجم. وخلال هذه العملية، ارتفعت درجة حرارة هذا الاصطدام وجرى طرد غازات النجم، ما أنتج الضوء الذي نراه، والغاز والغبار والجزيئات التي تحيط بالنجم الآن".

لكنّ الباحثين لا يستطيعون التأكد على وجه اليقين من الأحداث الفعلية لفناء الكوكب.

وذكر ماكلاود: "في هذه الحالة، رأينا كيف أثر سقوط الكوكب على النجم، لكنّنا لا نعرف على وجه اليقين ما حدث للكوكب. في علم الفلك، هناك أشياء كثيرة شديدة الضخامة وشديدة البعد لدرجة يصعب معها إجراء التجارب عليها. لا يمكننا الذهاب إلى المختبر وسحق نجم وكوكب معًا. لكننا يمكننا محاولة إعادة بناء ما حدث باستخدام نماذج الكمبيوتر".

هل يتكرّر الأمر مع كواكب أخرى؟

وبينما لا يقع أي من كواكب نظامنا الشمسي على مسافة قريبة بما يكفي من الشمس لتآكل مداراتها، مثلما حدث في هذه الحالة، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ الشمس لن تبتلع أيًا منها في النهاية.

فبعد حوالي 5 مليارات سنة من الآن، من المتوقّع أن تتمدّد الشمس نحو الخارج في طور العملاق الأحمر، وقد تبتلع أقرب الكواكب إليها عطارد والزهرة، وربما تبتلع الأرض. وخلال هذا الطور، ينفث النجم طبقاته الخارجية، ليبقى مركزه فقط، وهو البقايا النجمية التي تسمى القزم الأبيض.

وتُقدّم مشاهدات "جيمس ويب" الجديدة أدلة حول نهايات الكواكب.

وقال لاو: "تشير ملاحظاتنا إلى أنّ الكواكب ربما تكون أكثر عرضة لملاقاة مصيرها المحتوم عن طريق التحرّك ببطء نحو نجمها المضيف الذي تدور حوله، بدلًا من تحوّل النجم إلى عملاق أحمر يبتلعها. ومع ذلك، يبدو نظامنا الشمسي مستقرًا نسبيًا، لذا لا داعي للقلق إلا من تحوّل الشمس إلى عملاق أحمر وابتلاعنا".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - رويترز