اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الإثنين، في الضفة الغربية المحتلة المخرج الفلسطيني حمدان بلال، بعد أسابيع من فوز "لا أرض أخرى"، الفيلم الوثائقي الذي شارك في إخراجه، بجائزة أوسكار، وفق شريكه في العمل المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام.
وروى أبراهام في منشور على منصة إكس أنّ "مجموعة من المستوطنين هاجمت منزل حمدان بلال، وفي حين كان مصابًا بجروح وينزف دخل جنود سيارة الإسعاف التي كان قد طلبها واعتقلوه".
وجرى ذلك في قرية سوسيا في جنوب الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وفق مركز "اللاعنف اليهودي"، وهو منظمة غير حكومية معارضة للاستيطان.
وأكّد أعضاء في هذا المركز أنهم كانوا موجودين في المكان ووثّقوا ما جرى بالفيديو، فيما قال جيش الاحتلال لوكالة فرانس برس إنه بصدد التحقّق من هذه المعلومات.
الفائز بالأوسكار
وفي 2 مارس/ آذار الجاري، فاز الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار، وشارك مخرجوه باسل عدرا، ويوفال أبراهام، وحمدان الهريني وراشيل سزور في تسلم الجائزة، ودعوا لوقف التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وأقيم حفل جوائز الأوسكار بنسختها الـ97 في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، وفيه فاز الفيلم الفلسطيني بجائزة "أفضل فيلم وثائقي طويل"، ويسلط الضوء على قصة أسرة فلسطينية تهجرها الحكومة الإسرائيلية من منزلها في قرية مسافر يطا بالضفة.
وأوضح الناشط الفلسطيني أسامة مخامرة لوكالة "الأناضول" أن الاعتقال جاء "أثناء مهاجمة مستوطنين لتجمع سوسيا الفلسطيني في بلدة يطا جنوب مدينة الخليل، حيث وصلت قوات وشرطة الاحتلال واعتقلت ثلاثة مواطنين بينهم الهريني".
وتابع أن "قوات الاحتلال اقتادت المعتقلين الثلاثة مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، مع أن أحدهم مصاب".
عنف المستوطنين
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "عشرات المستوطنين، هاجموا الإثنين، مواطنين فلسطينيين في قرية سوسيا جنوب الخليل، بحسب شهادات فلسطينيين ونشطاء دوليين كانوا هناك".
وأضافت: "أصيب في الهجوم الفلسطيني، حمدان بلال، وهو ناشط معروف وأحد صناع فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار، وأثناء نقله إلى المستشفى، قام جنود الجيش الإسرائيلي بإيقاف سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر واعتقال بلال".
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان، أن الجنود الذين اعتقلوه هم من قوة الطوارئ التي تتكون من سكان المستوطنات المجاورة، وقاموا بتسليمه لجنود آخرين.
ووفق شهادات من مكان الحادث، قام المستوطنون بتدمير خزانات مياه، وسرقوا كاميرات مراقبة، وحطموا نوافذ سيارات، وأصابوا بلال في رأسه.
واتصل ناشطو سلام أميركيون كانوا هناك بالشرطة، لكن بحسب قولهم فإن الضباط لم يتدخلوا. وعند وصول الجنود الإسرائيليين إلى المكان، لاذ المستوطنون بالفرار، وفق شهود عيان تحدثوا لـ"هآرتس".
وفي وقت سابق الإثنين، قال مخامرة للأناضول إن "نحو 30 مستوطنًا إسرائيليًا هاجموا تجمع سوسيا جنوب بلدة يطّا جنوب مدينة الخليل (...) وأطلقوا النار في الهواء وهاجموا المواطنين"، بينما أشار رئيس مجلس محلي سوسيا جهاد نواجعة إلى إصابة 4 مواطنين برضوض وجروح في اعتداء المستوطنين.
