حادثة مقتل 3 تلاميذ تتفاعل.. احتجاجات تندد بالتهميش في المزونة بتونس
أفرجت السلطات التونسية اليوم الخميس، عن مدير المعهد الثانوي بالمزونة محمد الكثيري، بعد إيقافه تحفظيًا لمدة يومين، على خلفية حادثة انهيار جزء من سور المعهد يوم الإثنين الماضي، والتي أسفرت عن وفاة ثلاثة تلاميذ وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
ونظّم عدد من النقابيين ومكوّنات المجتمع المدني وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية في سيدي بوزيد صباح اليوم الخميس، طالبوا خلالها بالإفراج عن مدير المعهد الذي اعتبروا أنّه تمّ إيقافه كـ"كبش فداء".
وقد جاء ذلك بينما تستمرّ الاحتجاجات في المزونة منذ الإثنين، حيث أُغلقت الطرقات والمحلات التجارية والمؤسسات التربوية قيما علّقت المدارس الدروس، حدادًا على أرواح ضحايا انهيار سور المعهد.
وانهار جدار قديم داخل محيط المعهد الثانوي في مدينة المزونة التابعة لمحافظة سيدي بوزيد وسط غربي البلاد، وسقط على مجموعة من التلاميذ.
وأعادت الحادثة إلى الواجهة ملف تهالك البنية التحتية في المؤسسات التعليمية العمومية في تونس، خاصة في المناطق الداخلية، حيث تُعاني العديد من المدارس والمعاهد من الإهمال، وضعف الصيانة، وغياب التجهيزات الضرورية لحماية التلاميذ والعاملين فيها.
احتجاجات متواصلة في المزونة
وعقب الحادثة، عمّت موجة من الغضب والاحتجاجات أنحاء المزونة، حيث ندّد المحتجّون بـ "تهميش المدينة"، ووجّهوا الاتهامات للدولة بالإهمال وسوء صيانة البنية التحتية للمنشآت التربوية.
وأسفرت الاحتجاجات مساء الأربعاء، عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المحتجين، نُقل اثنان منهم إلى مستشفيات مدينة صفاقس، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيّل للدموع للتعامل مع المحتجين.
ومنذ مساء الثلاثاء، تشهد المدينة "تواجدًا مُكثّفًا لقوات الأمن" على خلفية الاحتجاجات.
وفي العاصمة تونس، شارك محتجون في مسيرة انطلقت من أمام المسرح البلدي وسط العاصمة، وصولًا إلى مقر وزارة الداخلية، بمشاركة نشطاء في المجتمع المدني وطلاب الجامعات.
ورفع المحتجون شعارات تؤكد أحقية الشعب في قول كلمته والتظاهر، منتقدين ما آلت إليه أوضاع البلاد وتردي الخدمات في قطاع التعليم.
وطالبوا بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين، والإسراع في صيانة وتجديد المؤسسات التعليمية المتدهورة، خاصة في المناطق المهمّشة.
وأوضح الناشط في المجتمع المدني وليد الجد، أنّ مطلب المحتجين وأعضاء المجتمع المدني هو "إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية عادلة تنهض بالمدينة"، مشددًا على أنّ التعامل الأمني مع هذه الظروف "أثبت فشله منذ عام 2010"، في إشارة إلى أحداث ثورة تونس وسقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
والإثنين، أعرب الرئيس التونسي قيس سعيد عن "عظيم ألمه لحادث وفاة عدد من التلاميذ بمدينة المزونة"، ووجّه "تعليماته بتحميل المسؤولية لكل من قصر في أداء واجبه".