الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

"حتى آخر قطرة دم".. عمران خان يتحدى الحكومة الباكستانية أمام الآلاف

"حتى آخر قطرة دم".. عمران خان يتحدى الحكومة الباكستانية أمام الآلاف

Changed

"العربي" يتابع خطاب عمران خان أمام تجمع لأنصار حزب الإنصاف في باكستان (الصورة: رويترز)
قال زعيم حزب الإنصاف الباكستاني عمران خان في تجمع لأنصاره: إن الأشخاص الذين تآمروا لقتله لا يزالون في مناصب رفيعة في الدولة.

صرّح رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان أمام عشرات الآلاف من أنصاره اليوم السبت إنه سيقاتل حتى "آخر قطرة دم"، وذلك بعد أيام من تعرضه لمحاولة اغتيال.

ففي أول خطاب عام منذ إطلاق النار عليه مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، صعد زعيم حزب الإنصاف الذي أصيب في ساقيه إلى المنصة مستعينًا بعكازٍ للتحدث إلى أنصاره خلف لوح زجاجي مضاد للرصاص، وقال: "لقد رأيت الموت من قرب".

وأضاف رئيس الوزراء السابق: "أنا قلق بشأن حرية باكستان أكثر من قلقي على حياتي.. سأقاتل من أجل هذا البلد حتى آخر قطرة دم لي".

"فشلت بإخضاع أصحاب النفوذ للقانون"

وتابع خان إن الأشخاص الذين تآمروا لقتله لا يزالون في مناصب رفيعة في الدولة، كاشفًا أنه فشل في إخضاع أصحاب النفوذ للقانون، مؤكدًا تلقيه تحذيرات بإمكانية تكرار محاولة اغتياله.

وتجمع أنصار حركة الإنصاف من كل مدينة وقرية باكستانية في مدينة روالبندي على أرض مفتوحة شاسعة، حاملين أعلام بلادهم وشعارات مناهضة للحكومة، استجابةً لدعوات الحزب للنزول إلى الشارع للمطالبة بانتخابات مبكّرة قبل انتهاء ولاية البرلمان في أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل. 

عمران خان يحي أنصاره خلف الزجاج العازل - رويترز
عمران خان يحيي أنصاره خلف الزجاج العازل - رويترز

حزب الإنصاف يتحدى الحكومة

بدورها، كانت الحكومة الباكستانية قد تلقّفت دعوة حزب خان للنزول إلى الشارع بصرامة موجّهة تحذيرات لزعيم حزب الإنصاف تدعوه لإلغاء المسيرة الشعبية، متحججة بمعلومات أمنية تفيد بنية تنظيمٍ إرهابي استهداف التجمع.

وعليه، انتشرت قوات الأمن الباكستانية في شوارع العاصمة ومحيطها حيث أغلقت مداخل تربطها بمدينة روالبندي، محذّرة أنصار إنصاف من محاولة اقتحام المؤسسات الحكومية.

هذا وأصدر وزير الداخلية رانا صنع الله الذي قال خان إنه متورّط في مؤامرة الاغتيال، "إنذارا أحمر" أمس الجمعة بزعم التهديدات الأمنية المرافقة للتجمع.

ومع كل ذلك، استؤنفت المسيرة الشعبية وانطلقت في ظل ترقب لتجمعات ومسيرات أخرى وعد حزب إنصاف بتنفيذها، لتستمر الاضطرابات السياسية التي بدأت في أبريل/ نيسان الفائت، عندما أطيح خان بتصويت لحجب الثقة في البرلمان.

أما خان نفسه نجم الكريكت الدولي السابق، فكان محاطًا بحشد من الحراس الشخصيين في جميع الأوقات، بينما عُطلت شبكة الهاتف المحمول في المنطقة المجاورة.

أنصار حزب الإنصاف الباكستاني في تجمع اليوم - رويترز
أنصار حزب الإنصاف الباكستاني في تجمع اليوم - رويترز

خان ينسحب من المجالس التشريعية

ومن إسلام آباد، نقل مراسل "العربي" بلال الأسطل إعلان خان أنه لن يتم الدخول إلى العاصمة الباكستانية، وذلك تجنبًا لإحداث حالة فوضى في البلاد.

وكشف مراسلنا أن زعيم حزب الإنصاف ذهب إلى إعلان التخلي عن المجالس التشريعية، لا سيما وأن الحزب يترأس حكومتي إقليمي بنجاب وخيبر بختونخوا.

وتابع الأسطل: "هذه الخطوة تأتي بعد إعلان السلطات عن اسم قائد الجيش الباكستاني الجديد الموالي لحزب الرابطة الإسلامية، التي يتزعمها نواز شريف ويتبعها رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف".

وأنهى تعيين الجنرال سيد عاصم منير أشهرًا من التكهنات حول منصب يُعتبر السلطة الفعلية في الدولة المسلحة نوويًا، والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليونًا.

وبالتالي، قد يكون خان قد كشف من خلال مسيرة اليوم عن جميع أوراقه المتبقية، إذ لا ينوي التصعيد بوجه الحكومة واقتحام إسلام آباد، مكتفيًا باتخاذ هذه الخطوة للضغط عليها بطرق سلمية، وفق الأسطل.

ورغم إعلانه عن عدم نيته الدخول إلى العاصمة، إلا أن خان قال أيضًا: إن السلطات الأمنية في إسلام آباد "لن تتمكن من الوقوف في وجه الملايين من مناصريه في حال قرر الزحف نحو العاصمة".

فيقول مراسل "العربي": "هذه إشارة واضحة على أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق سيعيد ترتيب أوراقه في الأيام المقبلة، حيث أعلن أيضًا أنه لا يمكنه البقاء مع من وصفهم بالفاسدين متخليًا عن المناصب التابعة لحزبه في المجالس التشريعية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close