الخميس 28 مارس / مارس 2024

حرائق الغابات في أوروبا.. النيران التهمت ضعف مساحة لوكسمبورغ

حرائق الغابات في أوروبا.. النيران التهمت ضعف مساحة لوكسمبورغ

Changed

تقرير لـ "العربي" في مطلع أغسطس عن حرائق الغابات في لشبونة وكاليفورنيا (الصورة: رويترز)
تسبّبت حرائق الغابات التي اندلعت في أنحاء أوروبا هذا الصيف في احتراق ثاني أكبر مساحة مسجّلة، على الرغم من أن المنطقة لا تزال في منتصف موسم الحرائق المعتاد.

ترزح فرنسا وإسبانيا، للمرّة الثالثة منذ يونيو/ حزيران، تحت وطأة موجة حرّ خانقة، في حين يشتدّ الجفاف يومًا بعد يوم في أنحاء القارة العجوز وصولًا إلى هولندا، التي أعلنت رسميًا تسجيل "شحّ في المياه".

ويبقى خطر اندلاع حرائق حرجية ماثلًا، بعد حرائق مدمّرة في يوليو/ تموز في جنوب غرب فرنسا وإسبانيا والبرتغال واليونان.

ثاني أكبر مساحة مسجلة

وتسبّبت حرائق الغابات التي اندلعت في أنحاء أوروبا هذا الصيف في احتراق ثاني أكبر مساحة مسجّلة، على الرغم من أن المنطقة لا تزال في منتصف موسم الحرائق المعتاد، وفقًا لبيانات من مركز الأبحاث المشتركة التابع للاتحاد الأوروبي.

وتبلغ مساحة المنطقة المحروقة هذا العام ضعف مساحة لوكسمبورغ. ولم يشهد أي عام آخر، بحسب البيانات، مثل هذا العدد الكبير من الأراضي المحروقة في أوروبا بحلول أغسطس/ آب.

وعانت عشرات الدول الأوروبية من حرائق كبيرة هذا العام، ممّا أجبر الآلاف على الهروب وأدى إلى تدمير المنازل وأماكن العمل. ولا تزال دول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا تواجه مخاطر اندلاع حرائق شديدة.

وأظهرت البيانات أن حرائق الغابات أتت على أكثر من مليون و484 ألف فدان في دول الاتحاد الأوروبي هذا العام، حتى الآن. 

وتُعد هذه ثاني أكبر مساحة إجمالية على الإطلاق منذ عام 2006، عندما بدأت عملية التسجيل. واحترق نحو مليونَي و441 فدان عام 2017. 

تغيّر المناخ يفاقم الحرائق

ويمتد موسم الحرائق عادة في دول منطقة البحر المتوسط من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول.

ويؤدي تغيّر المناخ إلى تفاقم الحرائق، من خلال زيادة الموجات الحارة والجافة التي تساعدها على الانتشار بشكل أسرع، وتستعر لفترة أطول، وتزيد شدتها. 

ويستنزف الطقس الحار الرطوبة من الغطاء النباتي، ويحوّله إلى وقود جاف، وهي مشكلة تتفاقم بسبب نقص القوى العاملة في بعض المناطق لإزالة هذا الغطاء النباتي.

وتنقل وكالة "رويترز" عن فيكتور ريسكو دي ديوس، أستاذ هندسة الغابات في جامعة ليدا الإسبانية، أن الحرائق الكبيرة التي تعرّضت لها فرنسا والبرتغال في أوائل يوليو كانت "غير عادية بالمرة"، وأظهرت كيف تسبّب تغير المناخ في بدء موسم الحرائق مبكرًا واستمراره لفترة أطول.

وحذر من أنه "لم يعد من الممكن إخماد حرائق اليوم في دول البحر المتوسط"، مشيرًا إلى أن "الحرائق الكبيرة تزداد اتساعًا".

وتشهد دول جنوب أوروبا، مثل البرتغال واليونان، حرائق في أغلب فصول الصيف، لكن درجات الحرارة المرتفعة تدفع بخطر نشوب حرائق غابات شديدة شمالًا. وكانت ألمانيا وسلوفينيا وجمهورية التشيك من بين الدول التي شهدت اندلاع حرائق غابات هذا الموسم.

وتتأجج حرائق الغابات في مناطق مختلفة من العالم، حيث تسابق فرق الدفاع المدني الزمن لوقف ألسنة اللهب.

ففي كاليفورنيا الأميركية، أجبرت الحرائق 2000 من سكان شمال الولاية على النزوح بعدما التهمت النيران أكثر من 4000 فدان ودمرت بنية تحتية مهمة منذ اندلاعها يوم الجمعة الماضي.

وبدون إجراء تخفيضات حادة في انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، التي تؤدي إلى تغيّر المناخ، يتفق العلماء على أن موجات الحر وحرائق الغابات وغيرها من الآثار المناخية ستزداد سوءًا بشكل كبير.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close