حراك دبلوماسي في سوريا.. الليرة تشهد تحسنًا أمام الدولار الأميركي
أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون قائد الإدارة العسكرية أحمد الشرع ورئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير بأن المنظمة عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري.
ولفت المبعوث الأممي في بيان صادر عن مكتبه إلى أن بيدرسون استمع إلى أوليات المسؤولين والتحديات التي تواجههم.
وذكر البيان أن بيدرسون سيجري مزيدًا من الاتصالات على مدار الأيام القادمة.
يأتي ذلك خلال زيارة هي الأولى للمبعوث الأممي إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي فر خارج البلاد قبل أسبوع، بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المدن الكبرى وبينها العاصمة.
وعادت الحركة الديبلوماسية لدمشق، بعد أن عانى النظام السابق من العزل الدولي، عقب قمعه الدموي للثورة الشعبية التي اندلعت ضده عام 2011.
مبعوث أوروبي إلى سورياواليوم، قالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن مبعوث الكتلة إلى سوريا سيزور دمشق للتباحث مع القيادة الجديدة للبلاد.
وأضافت كالاس في مؤتمر صحافي قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "سيذهب ممثّلنا في سوريا إلى دمشق اليوم".
وأشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في بروكسل "طريقة التعامل مع القيادة الجديدة في سوريا وإلى أي مستوى ستصل علاقتنا معها".
وأكدت: "بالنسبة إلينا، لا يتعلق الأمر بالأقوال فقط بل بالأفعال التي تسير في الاتجاه الصحيح".
على الصعيد الاقتصادي، تحسن سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار بعد أسبوع من الإطاحة بالأسد، وفق ما أفاد صرافون وتجار لوكالة فرانس برس اليوم، على وقع دخول العملة الأجنبية الى البلاد، وبدء التعامل بها علانية في الأسواق.
ومع اقتراب الفصائل المعارضة من دمشق، عشية إسقاط الأسد، سجّل سعر الصرف في السوق الموازية مستوى قياسيًا بلغ ثلاثين ألف ليرة في مقابل الدولار، بعدما كان ثابتًا لأشهر عند 15 ألف ليرة.
وتراوح سعر الصرف ليل الأحد الإثنين في دمشق بين عشرة و12 الفًا، وفق صراف وتاجر مجوهرات وموظف استقبال في فندق بارز. وقال سائق سيارة أجرة لبنانية لوكالة فرانس برس إنه باع الدولار بسعر تسعة آلاف ليرة سورية، قبيل عبوره الحدود من لبنان الى سوريا.
"مشهد مغاير"وقال رغيد منصور (74 عامًا)، وهو مالك متجر مجوهرات في سوق الحريقة في دمشق: "في كل بلدان العالم تنهار العملة حين يسقط النظام، لكن المشهد بدا مغايرًا في سوريا". وتابع: "ما من سعر ثابت، لكن الليرة تتحسن تدريجًيا".
وأرجع الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق قصي إبراهيم تحسن الليرة إلى أسباب "سياسية واقتصادية في آن معا". وأوضح أن "الأسباب الاقتصادية مرتبطة بدخول كميات كبيرة من الدولار من إدلب ومناطق المعارضة سابقًا من ناحية، ومن فرق الاعلام والعاملين في المنظمات الأجنبية من ناحية أخرى".
وقبل عام 2011، كان الدولار يساوي نحو خمسين ليرة، قبل أن تتهاوى قيمة العملة المحلية بشكل تدريجي، وتفقد أكثر من 90% من قيمتها.
وعند بدء الفصائل المعارضة هجومها على مناطق سيطرة النظام في شمال سوريا، سارع تجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى شراء الدولار والذهب، ما أدى لانخفاض سعر الليرة إلى مستويات قياسية.