الخميس 28 مارس / مارس 2024

حراك شعبي وضغوط غربية.. إلى أين تتجه الأوضاع في السودان؟

حراك شعبي وضغوط غربية.. إلى أين تتجه الأوضاع في السودان؟

Changed

تناقش حلقة "للخبر بقية" مستقبل السودان في ظل استمرار حراك الشارع والضغوط الدولية على المجلس العسكري لتشكيل حكومة مدنية (الصورة: غيتي)
تزامنت الذكرى الثالثة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة مع حراك داخلي وضغط خارجي متزايد على المكوّن العسكري بهدف تشكيل "حكومة مدنية ذات مصداقية".

أحيا السودانيون الذكرى الثالثة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة في العاصمة الخرطوم في أجواء من الاحتقان السياسي التي تعيشها البلاد منذ أشهر بعد فض الشراكة بين المكونين العسكري والمدني.

هذه الذكرى تتزامن مع حراك داخلي وضغط خارجي متزايد على المكون العسكري لتشكيل "حكومة مدنية ذات مصداقية" كشرط لتفعيل المساعدات الملحة التي تحتاجها البلاد.

وفي مواجهة هذا الضغط، يُسمع من العسكر قبول ما لصيغة للحوار، وذلك بعد خطوة الإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين في البلاد.

في المقابل، تصرّ قوى الحرية والتغيير على أن العسكر يحاورهم هذه المرة أيضًا مضطرًا.

واليوم شارك آلاف السودانيين، في مظاهرات بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، للمطالبة "بعودة الحكم المدني" في البلاد.

وأغلق المتظاهرون شوارع رئيسية وفرعية في العاصمة الخرطوم رغم القرار الذي صدر فجرًا بحظر التجمعات وسط العاصمة.

ورفعوا لافتات عليها، "لا للحكم العسكري" و"دولة مدنية كاملة"، و"الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".

"محاولة لكسب الوقت"

وفي هذا الإطار، شدّد القيادي في قوى الحرية والتغيير نور الدين صلاح الدين على أن "السلطة الموجودة حاليًا في السودان هي مجموعة انقلابية قامت بتقويض النظام الشرعي والدستوري للبلاد".

وأعرب في حديث إلى "العربي" من الخرطوم عن اعتقاده بأن ترحيب السلطة بالدعوات للحوار هو مجرد محاولة لكسب الوقت، لافتًا إلى أنها لم تستطع بعد 6 أشهر من تحقيق التوافق الوطني أو إنشاء سلطات الحكم أو إكمال ملف السلام أو تحسين الوضع المعيشي.

واعتبر أن هذه السلطة لا تزال تفتقد للسند الجماهيري والسياسي والمشروعية القانونية، مشيرًا إلى أنها لا تجد حتى الآن أي قبول محلي أو خارجي.

ورأى أن كل هذه الظروف التي تعاكس السلطة في السودان تدفعها لمحاولة كسب الوقت، مؤكدًا أنها ليست الجهة المؤهلة لتحقيق التوافق بين السودانيين باعتبارها ليست محايدة.

هل تراجعت فعالية التظاهرات؟

الباحث السياسي فتح الرحمن محيي الدين أكد أن مطالب المكون العسكري كانت وما زالت تتمثل بحكومة مدنية مؤلفة من كفاءات مستقلة ورئيس وزراء يتم التوافق عليه بين الجميع.

وقال من الخرطوم: إن القوى السياسية في السودان وضعها مختلف عن كل القوى السياسية في العالم التي تقود الشارع بينما القوى المحلية تنتظر موقف الشارع حتى تسير خلفه.

واعتبر محيي الدين أن التظاهرات في الشوارع لن تغير المشهد لأنها لا تمثل كل أطياف الشعب السوداني، داعيًا النخب السياسية إلى التوافق والسير بالفترة الانتقالية إلى الأمام.

وقال: "بعد 6 أشهر من التظاهر بدأ اقتناع يسود بأن هذه المليونيات تضمحل، ومعظم القوى السياسية توافقت على أن تتفاوض مع المكون العسكري".

"ضياع فرصة تاريخية للنهوض بالسودان"

الأكاديمي حامد علي التيجاني رأى أن المعضلة الأساسية حاليًا في السودان تتمثل في كيفية خلق إجماع وطني حول طبيعة الدولة السودانية والاقتصاد وقضايا الحكم والتداول السلمي للسلطة.

وشرح من الدوحة أن هناك انقسامًا حادًا في السودان، يتمثل في شارع بقيادة ما سماه "لجان المقاومة والقوى الشبابية الحية" والنخب التي تمثلها الطوائف السياسية القديمة، لافتًا إلى أن لسان الشارع يقول إن أزمة السودان هي مركبة باعتبارها دولة ريعية تستنزف الموارد وتقسم النسيج الاجتماعي إلى أطر دينية واجتماعية وقبلية وطائفية.

وأوضح أن قليلين استفادوا من الثورة في السودان فيما الآخرون عاشوا في فقر.

واعتبر أن رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك كانت له فرصة تاريخية للنهوض بالسودان، إلا أن هذه الفرصة ضاعت.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة