الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

حرب أوكرانيا.. إجلاء من آزوفستال واتهامات روسية جديدة لكييف

حرب أوكرانيا.. إجلاء من آزوفستال واتهامات روسية جديدة لكييف

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تستعرض حسابات الربح والخسارة بين روسيا والغرب في ضوء انضمام فنلندا والسويد للناتو (الصورة: رويترز)
اتهم الكرملين أوكرانيا بـ"الافتقار التام إلى إرادة" التفاوض لوضع حد للصراع الجاري فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استسلام 959 جنديًا أوكرانيًا هذا الأسبوع.

دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الـ84 فيما لا تزال أزمة المحاصرين في آزوفستال تتصدر المشهد حيث أكدت كييف اليوم الأربعاء، مواصلة عملية "إجلاء" آخر الجنود الأوكرانيين المتحصنين في المجمع الواقع في مدينة ماريوبول الإستراتيجية.

وجاء ذلك بينما تتفاعل على الصعيد الدولي قضية تقديم كل من فنلندا والسويد رسميًا بشكل متزامن طلبي انضمامهما لعضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو" في تحوّل تاريخي لسياستهما التقليدية بعدم الانحياز.

اتهامات روسية لأوكرانيا

سياسيًا، اتهم الكرملين أوكرانيا بـ"الافتقار التام إلى إرادة" التفاوض مع روسيا لوضع حد للصراع الجاري على الأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافة، أن "المحادثات لا تتقدّم ونلاحظ غيابًا تامًا للإرادة من جانب المفاوضين الأوكرانيين لمواصلة هذه العملية".

وكانت الرئاسة الأوكرانية أعلنت الثلاثاء أن المحادثات معلّقة بسبب روسيا.

استسلام 959 جنديًا أوكرانيًا

وفي سياق التطورات الميدانية بشأن ملف المحاصرين في مجمع آزوفستال، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء، أن 959 جنديًا أوكرانيًا استسلموا هذا الأسبوع في المجمع الواقع في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية.

وقالت الوزارة في إعلانها اليومي عن مستجدات النزاع: إن "في الساعات الـ24 الماضية، استسلم 694 مقاتلًا بينهم 29 جريحًا" مضيفة: "في المجموع ومنذ 16 مايو/ أيار، استسلم 959 مقاتلًا بينهم 80 جريحًا".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن دينيس بوشيلين الزعيم الانفصالي لمنطقة دونيتسك بأن محكمة ستقرر مصير المقاتلين الأوكرانيين الذين استسلموا في مصنع آزوفستال.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها "تبذل كل ما هو ضروري لإنقاذهم"، لكنها اعترفت بعدم وجود خيار عسكري متاح.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء إنّ "مهمة الإجلاء مستمرة، بإشراف جيشنا واستخباراتنا. ويشارك فيها أكثر الوسطاء الدوليين نفوذًا".

وأوضح مستشاره، أوليكسي أريستوفيتش، في مقابلة مع تلفزيون محلي، أنهم لن يصدروا مزيدًا من التصريحات أثناء استمرار العملية. وقال: "كل شيء هش جدًا هناك، وكلمة واحدة يمكن أن تدمر كل شيء".

أمّا موسكو فقد أعلنت عبر وزارة دفاعها أنّ من غادروا مجمع آزوفستال نُقلوا إلى مراكز الأسر الروسية، حيث نشرت الوزارة صورًا تظهر جنودًا مصابين محمّلين على ناقلات، بعضهم يجري تفتيشه والبعض الآخر ينقل إلى حافلات.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن المسلّحين الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية نُقلوا إلى مستشفى في جزء من منطقة دونيتسك الشرقية التي يسيطر عليها انفصاليون موالون للكرملين.

مصير غير واضح

من جهتها أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن أملها في "تنفيذ إجراءات تبادل لإعادة هؤلاء الأبطال الأوكرانيين في أسرع وقت".

لكن مصيرهم غير واضح المعالم بعد. ففي موسكو، لم يرد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أسئلة حول ما إذا كان الجنود الذين استسلموا في آزوفستال سيعاملون كمجرمي حرب أو أسرى حرب.

وقال: "أذكّر بتصريح بوتين، سيعاملون طبقًا للقانون الدولي".

ومع اقتراب حرب أوكرانيا من بلوغ شهرها الثالث، أصبحت آزوفستال رمزًا للمقاومة الأوكرانية الشرسة التي صدت الهجوم الروسي بنحو أكثر فاعلية مما كان متوقعًا، وأجبرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة ضبط أهدافه العسكرية من السيطرة على العاصمة كييف إلى تركيز جهوده على شرق البلاد.

وكانت موسكو أعلنت السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية الشهر الماضي بعد حصار استمر أسابيع، لكن ظل مئات الجنود الأوكرانيين في أنفاق تحت مجمع آزوفستال الصناعي الشاسع، ما أعاق تقدم روسيا عبر الأراضي المحيطة.

أول محاكمة متعلقة بجرائم حرب

وفي سياق آخر، تبدأ في كييف الأربعاء أول محاكمة مرتبطة بجرائم حرب، بحق جندي روسي متهم بقتل مدني أعزل، في حين اتُهمت القوات الروسية بارتكاب عدد كبير من جرائم الحرب منذ بدء هجومها على أوكرانيا.

وسيمثل فاديم شيشيمارين البالغ 21 عامًا أمام محكمة منطقة سولوميانسك في كييف، في قضية مقتل رجل عمره 62 عامًا في شمال شرق أوكرانيا في 28 فبراير/ شباط.

ويواجه الجندي وهو من إركتوتسك في سيبيريا، والمتهم بجرائم حرب والقتل العمد، عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.

وقال ممثلو الادعاء إن شيشيمارين كان يقود وحدة في فرقة دبابات عندما تعرضت قافلته لهجوم، فسرق شيشيمارين وأربعة جنود فارين آخرين سيارة قرب قرية شوباخيفكا، على ما تقول كييف.

وكان القتيل المدني الذي لم تعلن هويته، على دراجة هوائية على جانب الطريق على مقربة من منزله عندما حصلت السرقة، بحسب الادعاء.

وأوضح مكتب المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا في بيان أن "أحد الجنود أمر المتهم بقتل المدني حتى لا يشي بهم" مضيفًا أن "الرجل قتل على الفور، على مسافة عشرات الأمتار فقط من منزله".

وستكون المحاكمة، المتوقع أن يعقبها محاكمات أخرى، بمثابة اختبار لنظام العدل الأوكراني، في وقت تجري هيئات دولية أخرى تحقيقاتها الخاصة في انتهاكات تُتهم القوات الروسية بارتكابها.

وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء نشر أكبر فريق ميداني تابع لها على الإطلاق في أوكرانيا، حيث تم إرسال 42 محققًا وخبيرًا في الجنايات وموظفي مساندة آخرين إلى الميدان للتحقيق في جرائم ارتكبت خلال الغزو الروسي.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها بصدد إنشاء وحدة خاصة لبحث وتوثيق ونشر جرائم الحرب الروسية. وقالت الوزارة الثلاثاء إن مرصد الصراع "سيجمع ويحلل ويتيح على نطاق واسع أدلة على جرائم الحرب وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close