الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

حرب أوكرانيا حاضرة في اللقاءات.. الرئيس الصيني يدعو بوتين لزيارة بكين

حرب أوكرانيا حاضرة في اللقاءات.. الرئيس الصيني يدعو بوتين لزيارة بكين

Changed

"العربي" يلقي الضوء على أبعاد زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا (الصورة: غيتي)
يستكمل الرئيس الصيني زيارته إلى موسكو وسط امتعاض أميركي وترحيب روسي كبير في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء الياباني أوكرانيا.

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ من موسكو، اليوم الثلاثاء، أن بكين ستواصل جعل العلاقات مع روسيا "أولوية" معتبرًا أن البلدين "قوتان كبريان جارتان" و"شريكان إستراتيجيان".

وفي اليوم الثاني من زيارته إلى روسيا، أعلن جينبينغ أنه دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توترًا مع الغرب.

وقال شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، قبل بدء جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس الروسي "دعوت بالأمس الرئيس بوتين لزيارة الصين هذه السنة في الوقت الذي يناسبه"، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.

وأضاف أن "رئيس الوزراء لي كيانغ سيواصل إعطاء أولوية للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا".

صفقة "غازبروم"

ولعل أبرز ما سجلته زيارة الرئيس الصيني، كان إعلان شركة غازبروم الروسية العملاقة، اليوم الثلاثاء، عن تسليم شحنات يومية قياسية الى بكين الإثنين عبر خط أنابيب سيبيريا، الذي يمر في الشرق الأقصى الروسي باتجاه شمال شرق الصين.

وقالت غازبروم في بيان إنها سلمت الإثنين "الكميات المطلوبة وحققت رقمًا قياسيًا جديدًا لامدادات الغاز اليومية نحو الصين". دون أن تقدم معلومات إضافية. 

ومن المتوقع أن يبحث شي وبوتين مجددًا النزاع في أوكرانيا، بعدما عرضت بكين الشهر الماضي مبادرة لوقف القتال، غير أن المحادثات ستتناول أيضًا التعاون بين البلدين وترسيخ علاقاتهما الاقتصادية مع ترقب توقيع اتفاقات ثنائية.

واليوم أكد الكرملين أن الرئيسين تبادلا وجهات النظر "باستفاضة" خلال اليوم الأول من محادثاتهما وناقشا خطة صينية للسلام في أوكرانيا، دون الخوض في التفاصيل.

زيارة بزيارة

وتوفر زيارة الدولة التي يقوم بها شي لثلاثة أيام فرصة للرئيس الروسي للظهور، بجانب شريك مهم في وقت يواجه عزلة في الغرب وصدرت بحقه الأسبوع الماضي مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية في مسألة جرائم حرب. فيما يقوم على الجانب الأخر، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بزيارة إلى كييف.

ويتوجه كيشيدا إلى العاصمة الاوكرانية حيث يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ما أعلنت طوكيو.

وأفادت وزارة الخارجية اليابانية في بيان أن كيشيدا "سينقل إلى الرئيس زيلينسكي احترامه لشجاعة ومثابرة الشعب الأوكراني الذي يدافع عن وطنه بقيادته، كما سيعبّر عن التضامن والدعم المستمرّ لأوكرانيا من جانب اليابان ومجموعة الدول السبع" التي تستضيف اليابان اجتماعاتها لهذا العام.

وكيشيدا هو الوحيد من بين قادة الدول السبع، الذي لم يزر أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/ شباط 2022، وسيكون أول رئيس حكومة ياباني يزور منطقة نزاع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وانضمت طوكيو إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وأعلنت في فبراير/ شباط عن مساعدة جديدة بقيمة 5,5 مليار دولار (5,1 مليار يورو) لأوكرانيا. غير أن اليابان لم تقدم لكييف مساعدة عسكرية إذ أن ذلك محظور بموجب دستور البلاد السلمي.

"صديقي العزيز"

وكان بوتين وشي عقدا خلوة يوم أمس الإثنين، استمرت أربع ساعات ونصف في أول لقاء غير رسمي بينهما في الكرملين. وتوجه بوتين خلالها إلى نظيره الصيني واصفًا إياه بـ "صديقي العزيز" في بداية اللقاء، مضيفًا: "أعرف أن لديكم موقفًا عادلًا ومتوازنًا في المسائل الدولية الأكثر إلحاحًا".

وقال إنه يدرس "باحترام" المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا، مؤكدًا أن روسيا والصين لديهما "الكثير من الأهداف" المشتركة. من جهته، أكد شي خلال اللقاء أن بلاده "ستواصل لعب دور بناء"بحثًا عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا"، وفق ما نقلت وكالة "الصين الجديدة" للأنباء.

وتطرح الصين نفسها في موقع الوسيط في أوكرانيا، وأصدرت في فبراير/ شباط وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" واحترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، وتحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.

"غطاء دبلوماسي"

غير أن الدول الغربية تعتبر أن دعم بكين لموسكو لا يسمح لها بأن تكون وسيطًا ذا مصداقية. واتهمت واشنطن مؤخرًا السلطات الصينية بأنها تدرس تسليم أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته الصين بحزم. ويرى البعض في الغرب أن الصين قد تتخذ الهجوم الروسي على أوكرانيا نموذجًا لشن هجوم على تايوان.

وشكك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الإثنين، بمقترحات بكين "للسلام" في أوكرانيا، وقال: "على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، بتجميد الحرب بشروطها".

ولفت إلى أن شي توجه إلى روسيا بعد ثلاثة أيام فقط على صدور مذكرة التوقيف بحق بوتين، معتبرًا أن ذلك يثبت أنه لا يود "تحميل الرئيس الروسي مسؤولية الفظاعات التي ارتكبها في أوكرانيا". ورأى بلينكن أن هذه الزيارة "توفر غطاءً دبلوماسيًا لروسيا حتى تواصل ارتكاب جرائم كبرى".

وكانت وزارة الخارجية الصينية، قد دعت أمس الإثنين، المحكمة الجنائية الدولية إلى تفادي "التسييس" واحترام حصانة رؤساء الدول.

وتعمل بكين وموسكو في السنوات الأخيرة على طرح نفسيهما في موقع الوزن الجيوسياسي المقابل لنفوذ الولايات المتحدة وحلفائها. كما ستحتل المسائل الاقتصادية والمالية حيزًا كبيرًا من المفاوضات اليوم الثلاثاء بين شي وبوتين.

وزادت روسيا بصورة خاصة صادراتها من المحروقات إلى آسيا، للتعويض عن الحظر الأوروبي المفروض عليها، وهو ما يجعلها تعول بشكل متزايد على بكين برأي مراقبين.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close