الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

حرب أوكرانيا.. هل يتمكّن الإسناد الغربي من وقف التقدم الروسي؟

حرب أوكرانيا.. هل يتمكّن الإسناد الغربي من وقف التقدم الروسي؟

Changed

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على الاستعدادات البريطانية لتنفيذ مناورات عسكرية شرقي أوروبا (الصورة: غيتي)
أعلنت بريطانيا عن إرسال فريق للتحقيق في جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا، فيما سترسل 8 آلاف جندي للمشاركة في مناورات شرقي أوروبا.

أكدت لندن إرسال فريق بريطاني للتحقيق في جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا للمساعدة على إجراء عمليات توثيق، فيما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها سترسل 8 آلاف جندي للمشاركة في مناورات بمختلف أنحاء أوروبا الشرقية، في واحدة من أكثر عمليات الانتشار منذ الحرب الباردة، بحسب "الغارديان".

وتشارك عشرات الدبابات البريطانية في المناورات التي ستجرى خلال الصيف في دول تمتد من فنلندا إلى مقدونيا الشمالية. وستنضم إلى تلك المناورات عشرات الآلاف من قوات حلف شمال الأطلسي وقوة المشاة المشتركة والتي تضم فنلندا والسويد، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.

ويتزامن ذلك مع تصعيد عسكري روسي في العاصمة الأوكرانية وتنفيذ موسكو ضربة جوية أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى كييف.

موسكو "في سباق مع الزمن"

وحول دلالات التصعيد الروسي في قصف المدن الأوكرانية، يرى الباحث السياسي رامي القليوبي أنّ القصف الروسي على كييف يعد "تطورًا لافتًا" بخاصة أنه تزامن مع زيارة غوتيريش، حيث جاء بعد يومين فقط من زيارة الأخير إلى موسكو.

ويعتبر القليوبي في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "موضوعية" بشأن وصفه عملية القصف الروسية على كييف بأنها "محاولة "لإذلال المنظمة الأممية".

ويلفت إلى أن روسيا تنظر إلى هيئات الأمم المتحدة باعتبار أنها "مسيسة" وتخدم القطبية الأحادية ونفوذ الدول الكبرى المتحكمة في القرار الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

كما يشير الباحث السياسي إلى أنّ القوات الروسية تحقق تقدمًا لافتًا في المناطق الشرقية لأوكرانيا و"إن كانت ليست بالسرعة التي تتمناها موسكو".

ويرى أن روسيا "تسابق الزمن (لتحقيق النصر في الشرق وتحديدًا في إقليم دونباس) مع بقاء أيام معدودة على ذكرى النصر على ألمانيا النازية في التاسع من مايو/ أيار" بخاصة أن الرئيس الروسي سيلقي خطابًا في هذا اليوم ويتطلع إلى الإعلان عن تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف خلال العملية العسكرية المتواصلة داخل أوكرانيا، بحسب القليوبي.

السيطرة على مناطق الجنوب الشرقي لأوكرانيا

ورغم مرور عشرة أسابيع على العملية العسكرية الروسية وتزايد الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، يعتبر الباحث السياسي أنّ "الرهان الروسي لا يعتمد على مواجهة أسلحة حلف الناتو"، مشيرًا إلى أنّ ترتيب الجيش الروسي هو الثاني من بين أقوى الجيوش في العالم.

لكنه يرى أنّ "الرهان العسكري الروسي في الوقت الراهن داخل أوكرانيا ليس الانتصار العسكري فحسب بل يتعدّاه إلى إخراج النشطاء الموالين لموسكو إلى العلن والاعتراف بهم وتأسيس هيئات حكم محلية في مناطق الجنوب الشرقي الأوكراني".

وبالنسبة إلى إرسال بريطانيا جنودًا إلى شرقي أوروبا، ينقل القليوبي أن وزارة الدفاع البريطانية ترى أنه يأتي ضمن "إجراء استباقي ولا يهدف إلى إرسال الجنود للقتال لأوكرانيا"، لكنه يعتبر أن هذا الانتشار العسكري يعد "لافتًا" كونه يتم في دول تعد الأكثر عداوة لروسيا.

تحذيرات روسية لبريطانيا

والثلاثاء الماضي، حذرت موسكو، لندن من احتمال استهداف دبلوماسيين غربيين في كييف، إذا استمرت بريطانيا في "استفزاز" أوكرانيا لضرب أهداف داخل روسيا بأسلحة غربية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "نود التأكيد أن تصرفات لندن لاستفزاز نظام كييف من أجل اتخاذ مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى إثارة ردنا على الفور، إذا قرروا القيام بذلك".

وجاءت التحذيرات ردًا على تصريحات نائب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي، الذي قال لراديو "بي بي سي"، الثلاثاء الماضي، إنّه من "المقبول" للقوات الأوكرانية استخدام الأسلحة الغربية لمهاجمة أهداف عسكرية على الأراضي الروسية.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعدّه الأخيرة "تدخلًا" في سيادتها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة