تخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدفع حلفائها الأوروبيين لشراء المزيد من الأسلحة الأميركية لأوكرانيا قبل محادثات السلام المحتملة مع موسكو، وهي خطوة قد تحسن موقف كييف في المفاوضات، حسبما أفاد مصدران مطلعان وكالة "رويترز".
ومن شأن هذه الخطة أن توفر بعض الطمأنينة لقادة أوكرانيا الذين ساورهم القلق من أن ترمب قد يحجب المزيد من المساعدات عن البلاد، التي يفقد جيشها الأراضي ببطء جراء هجوم روسي عنيف في الشرق.
وكانت الدول الأوروبية قد اشترت أسلحة أميركية لأوكرانيا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
واشنطن تحث حلفاءها الأوروبيين على شراء أسلحة أميركية
وقال المصدران: إن "مسؤولين أميركيين، بمن فيهم كيث كيلوغ مبعوث ترمب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، سيبحثون عمليات شراء الأسلحة المحتملة مع الحلفاء الأوروبيين هذا الأسبوع خلال مؤتمر ميونخ للأمن".
وأضافا أن هذه واحدة من عدة أفكار تناقشها إدارة ترمب لمواصلة تدفق الأسلحة الأميركية إلى كييف دون إهدار قدر كبير من رأس المال الأميركي.
وخلال مقابلة مع رويترز أمس الإثنين، أحجم كيلوغ عن تأكيد الخطة، لكنه قال "الولايات المتحدة تحب دائمًا بيع الأسلحة المصنعة في أميركا لأنها تعزز اقتصادنا".
وتابع "هناك الكثير من الخيارات المتاحة. كل شيء مطروح الآن"، مضيفًا أن الشحنات التي وافق عليها الرئيس السابق بايدن لا تزال تتدفق إلى أوكرانيا.

وخلال الأيام القليلة الماضية، قال مسؤولون أمريكيون: إن "إدارة ترمب تريد تعويض المليارات التي أنفقتها واشنطن على الحرب في أوكرانيا وأن على أوروبا بذل المزيد من الجهد للمساعدة".
وفي مقابلة مع شبكة إن.بي.سي نيوز يوم الأحد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتس: "أعتقد أن المبدأ الأساسي هنا هو أن الأوروبيين يجب أن يتحملوا مسؤولية هذا الصراع من الآن فصاعدًا".
وكان ترمب قد تعهد خلال حملته للانتخابات الرئاسية بقطع كل المساعدات عن أوكرانيا. لكن كان رأي بعض مستشاريه خلف الكواليس أنه يجب على واشنطن أن تستمر في دعم كييف عسكريًا، خاصة إذا تأخرت محادثات السلام حتى وقت لاحق من هذا العام.
وأكد مسؤولون أوكرانيون بمن فيهم، الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن كييف بحاجة إلى المزيد من الضمانات الأمنية قبل الدخول في محادثات مع موسكو.
ويأمل المسؤولون الأميركيون في إبرام صفقة للمعادن مع أوكرانيا من شأنها أن تسمح لأميركا بالوصول إلى احتياطيات البلاد الهائلة مقابل استمرار المساعدات.
ترمب: أوكرانيا "قد تصبح روسية يومًا ما"
إلى ذلك، اعتبر ترمب أمس الإثنين أن أوكرانيا قد تصبح "روسية يومًا ما"، مجددا التأكيد على رغبته بأن تحصل بلاده على كميات ضخمة من المعادن النادرة الأوكرانية مقابل المساعدات التي تقدّمها لكييف في تصدّيها للهجوم الروسي.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيوني، فال ترمب" "أريد أن تكون أموالنا مؤمّنة لأنّنا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربّما يتوصّلون (الأوكرانيون) إلى اتّفاق وربّما لا يتوصّلون إليه. ربّما يصبحون روسا يومًا ما، وربّما لا يصبحون روسا يومًا ما".
وأضاف الرئيس الجمهوري أنه طلب من كييف ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة التي تُستخدم بشكل خاص في صناعة الإلكترونيات.
ويسعى ترمب إلى نهاية سريعة للحرب الدائرة بين موسكو وكييف، في حين يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن تحصل بلاده على ضمانات أمنية حاسمة من الولايات المتّحدة في إطار أيّ اتفاق سلام تبرمه أوكرانيا مع روسيا.
والأسبوع الماضي، أعلن ترمب أنه يريد التفاوض مع أوكرانيا على "اتفاق" تقدّم فيه معادنها النادرة "ضمانة" مقابل حصولها على مساعدات أميركية.
وردًّا على هذا التصريح، قال زيلينسكي: إنّ بلاده مستعدة لاستقبال "استثمارات من الشركات الأميركية" في معادنها النادرة.