شهدت المنافسة الأميركية الصينية قفزات عديدة في السنوات الأخيرة، إذ انتقلت من مضامير التجارة إلى العملات، قبل أن تحط رحالها في الفضاء الإلكتروني، الذي سيكون ساحة للتنافس بين القوتين اللتين تقودان دفة الاقتصاد العالمي.
وتمثل الصين وأذرعها هاجس لا يفارق تفكير الإدارة الأميركية، إذ يعتقد الرئيس دونالد ترمب أن البلد الآسيوي العملاق هو التحدي الرئيس لصاحب أكبر اقتصاد في العالم.
وبعد تقييد شركات صينية مثل "هواوي" و"علي بابا" و"شي إن" وفرض 10% إضافية رسومًا على السلع الصينية، فقد اتجهت بوصلة الرئيس الجمهوري نحو شركة "ديب سيك" الناشئة.
"ديب سيك يهّدد الأمن القومي الأميركي"
وقال البيت الأبيض إنه يعتزم تقييد استعمال تطبيقات شركة الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" في الأجهزة الحكومية الأميركية.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"؛ فإن إدارة ترمب تنوي اتخاذ تدابير واسعة النطاق ضد النموذج الصيني خشية تهديده للأمن القومي للبلاد.
ورغم صغر حجمها إلا أن "ديب سيك" سجلت قصب السبق على عمالقة الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون، وينوي ترمب تقييد استعمالات تطبيقها، وحظر الدردشة الخاصة به والمستعملة في الأجهزة الحكومية الأميركية.
وقبل صدور هذا القرار المرتقب؛ تم حظر التطبيق الصيني من قبل جهات ومؤسسات داخل الولايات المتحدة، مثل القوات البحرية والإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، كما تحركت ولايتا نيويورك وتكساس للحد من استعماله.
النموذج الصيني المفتوح المصدر، والذي يتيح لمستخدميه تنزيله مجانًا، مُنع من متاجر التطبيقات الإيطالية والكندية والأسترالية، إلى جانب نظيراتها الكورية الجنوبية والتايوانية. وهو ما يعبر عن خشية هذه البلدان القريبة من الولايات المتحدة على أمنها القومي كذلك.
وتفوقت شركة "ديب سيك" التي كلفت أصحابها 6 ملايين دولار أميركي على شركات أميركية ضخ فيها مليارات الدولارات، من قبيل "أوبن إيه آي" و"شات جي بي تي".