دفع الجيش السوداني بتعزيزات عسكرية جديدة لدعم قواته المنتشرة على خطوط المواجهة مع قوات الدعم السريع، في إطار العمليات العسكرية المتصاعدة في إقليم دارفور.
وأظهر مقطع فيديو تحرك رتل من المركبات العسكرية المحملة بالجنود والعتاد باتجاه مناطق الاشتباك، في خطوة تهدف إلى تعزيز المواقع العسكرية للجيش السوداني وصد هجمات قوات الدعم السريع، التي أعلنت الأحد سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
معلومات متضاربة بشأن الفاشر
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في بورتسودان أحمد ضو البيت بسماع أصوات اشتباكات أمس غربي مقر الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، حيث تتواجد مدفعية الجيش السوداني.
وأوضح أن المعلومات بشأن هذه المنطقة في الفاشر متضاربة، موضحًا أن مصادر تؤكد أن قوات الجيش لا زالت في المنطقة. كما تشير الصور إلى انتشار كثيف للدعم السريع في المنطقة ذاتها.
ولفت إلى أن الوصول إلى الفاشر هو طريق محفوف بالمخاطر بسبب الواقع الجغرافي للمنطقة، ولسيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من إقليم كردفان.
وأضاف أن هناك حالة من الاستياء والغضب الشديدين في الشارع السوداني بسبب ما ترتكبه قوات الدعم السريع في حق المدنيين في الفاشر.
التجويع "سلاح حرب" في الفاشر
إلى ذلك، قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون إن قوات الدعم السريع شددت الخناق على مدينة الفاشر ومنعت الغذاء عن المدنيين، "وهو ما يعادل استخدام التجويع كسلاح حرب".
وأوضحت براون أن قوات الدعم السريع "منعت الناس فعليًا من المغادرة"، مضيفةً أنها "أبقت المدنيين محبوسين في مكان لا يستطيعون فيه الوصول إلى الغذاء".
وأشارت إلى أن تقارير موثوقة تؤكد وقوع "إعدامات ميدانية بحق المدنيين في المدينة أثناء محاولتهم الفرار من القتال".
وأكدت براون في حوار خاص على موقع "أخبار الأمم المتحدة" أن الدعم الإنساني "مقطوع فعليًا عن الفاشر منذ أكثر من 500 يوم".
ومنذ أيام، تتهم السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية قوات الدعم السريع بارتكاب "مجازر وانتهاكات إنسانية" بحق المدنيين في مدينة الفاشر، تشمل "إعدامات ميدانية"، واعتقالات، وعمليات تهجير، خلال اقتحامها للمدينة التي كانت تحاصرها منذ أكثر من عام.