الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

حرب اليمن.. غروندبرغ يحض الحوثيين على إعادة فتح طرق مؤدية إلى تعز

حرب اليمن.. غروندبرغ يحض الحوثيين على إعادة فتح طرق مؤدية إلى تعز

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول موقف الحوثيين من فتح خط الحوبان في تعز (الصورة: رويترز)
أعربت 8 دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي عن قلقها بشأن "الأثر الإنساني الخطير" لإغلاق الطرق المستمر حول مدينة تعز جنوب غربي اليمن.

حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ الحوثيين على القبول بإعادة فتح طرق مؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة في جنوب غرب البلاد.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، قال غروندبرغ: إنه "من الضروري" أن تتيح الهدنة التي جدّدت بداية يونيو/ حزيران لمدة شهرين "التخفيف من معاناة سكان تعز"، مذكرًا بأن حرية تنقل سكانها "مقوضة بشكل كبير" منذ سنوات بسبب الصراع.

ولم يثمر حتى الآن اقتراح قدمته الأمم المتحدة لإعادة فتح الطرق تدريجًا وضمان سلامة المدنيين الذين يستخدمونها، لا سيما على طريق رئيسي بين تعز ومنطقة حوبان بالإضافة إلى مداخل أخرى بين هذه المدينة ومحافظات الأخرى.

وأضاف غروندبرغ: "رغم أنني تشجعت بالرد الإيجابي للحكومة اليمنية على مقترح الأمم المتحدة، ما زلت انتظر ردًا من الحوثيين. بعد المناقشات البناءة التي أجريتها في صنعاء (عاصمة اليمن التي يسيطر عليها الحوثيين) نهاية الأسبوع الماضي، أحض الحوثيين على إعطائي ردًا إيجابيًا دون تأخير".

وأشار إلى أن "الهدنة توفر فرصة نادرة للتوجه نحو السلام".

ومدينة تعز المحاطة بالجبال والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 600 ألف نسمة، معزولة عن العالم إلى حد كبير منذ العام 2015.

8 دول بمجلس الأمن "قلقة" بشأن حصار تعز

وفي سياق متصل، أعربت 8 دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي، عن قلقها بشأن "الأثر الإنساني الخطير" لإغلاق الطرق المستمر حول مدينة تعز.

ودعت الدول الثماني جماعة الحوثي، إلى "التصرف بمرونة وفتح الطرق الرئيسية على الفور".

جاء ذلك في بيان مشترك أصدره ممثلو دول ألبانيا والبرازيل وأيرلندا وكينيا والمكسيك والنرويج والإمارات وبريطانيا.

ورحب البيان "بالهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل/ نيسان الماضي، وتمديدها في 2 يونيو/ حزيران الجاري".

وأضاف: "ندرك أن الهدنة خففت بعض المعاناة الإنسانية التي يواجهها العديد من النساء والفتيات في اليمن، من خلال تحسين حرية حركة الأشخاص والبضائع، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

واستدرك: "لكننا نعرب عن القلق بشأن الأثر الإنساني الخطير لإغلاق الطرق المستمر حول تعز، وندعو الحوثيين إلى التصرف بمرونة في المفاوضات وفتح الطرق الرئيسية على الفور".

كما أعرب البيان عن "قلق الدول الثماني بشأن وضع النساء والفتيات في اليمن، اللواتي تضررن بشكل غير متناسب من أكثر من سبع سنوات من الصراع، ما أدى إلى تفاقم عدم المساواة التي تواجهها النساء والفتيات في البلاد".

وزاد: "نشعر بقلق بالغ إزاء تقلص المساحة المتاحة للمجتمع المدني في اليمن، حيث غالبًا ما تكون الناشطات اليمنيات والصحفيات والمحاميات والمدافعات عن حقوق الإنسان وبناة السلام أهدافًا للاعتقالات التعسفية والمضايقات أو الانتقام، لا سيما من قبل الحوثيين".

وحث البيان "جميع أطراف النزاع على تبني التزامات لمنع العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والتصدي له، ومحاسبة الجناة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وخدمات الدعم المناسبة للناجيات".

الموقف الأميركي

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن إرساء أساس لحل سياسي للصراع اليمني سيكون محورًا رئيسيًا في رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى دول المنطقة، الشهر المقبل.

جاء ذلك على لسان المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول آخر مستجدات الأزمة اليمنية.

وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق الثلاثاء، أن الرئيس بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 يوليو/ تموز المقبل، وتشمل السعودية وفلسطين وإسرائيل.

وقالت غرينفيلد: "لدينا سبب يدعو للأمل بالنسبة لليمن. تمديد الهدنة لمدة ستين يومًا يعد أفضل فرصة أتيحت لتحقيق السلام في هذا البلد منذ سنوات".

وأضافت: "على مدى الشهرين الماضيين شهدنا انخفاضًا كبيرًا في عدد الضحايا المدنيين، وتحسين حرية الحركة ووصول المساعدات الإنسانية، وزيادة الوصول إلى الوقود والسلع الأساسية".

وتابعت: "هذا سبب للتفاؤل الحقيقي، وهناك عمل صعب ينتظرنا، ولذلك أؤكد أن البناء على هذا التقدم سيكون محور التركيز الرئيسي في رحلة الرئيس بايدن إلى المنطقة الشهر المقبل".

ودعت السفيرة الأميركية، طرفي الصراع اليمني إلى تنفيذ مسؤولياتهما بموجب الهدنة بحسن نية والعمل معًا للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.

سبب رفض الحوثيين فتح خط الحوبان في تعز

وفي لقاء سابق مع "العربي"، اتهم عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي ما أسماها بـ"دول العدوان" بعرقلة فتح الممرات الإنسانية في تعز وتشديد حصارها على المدينة.

وأكد البخيتي أن جماعة الحوثي جددت عرضها لتسهيل حركة المواطنين وتثبيت الهدنة. وأفاد بأن المساعي المتواصلة لفتح خط الحوبان أمر غير ممكن نظرًا لالتصاقه بخطوط التماس العسكرية.

ولفت إلى أنه جرى رفض عرض الجماعة في فتح خط الحوبان الذي يمر من خط التماس الذي يقسم مدينة تعز إلى جزأين.

وبيّن المتحدث، أنه من الناحية العسكرية لا يمكن فتح هذه الخطوط إلا بالقيام بإعادة انتشار وأن تكون هناك ضمانة، وهم يعرفون أننا لا نقبل إلا بفتح باقي الخطوط، وهذا ما يخفف معاناة المواطنين.

ومطلع يونيو/ حزيران الجاري، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، تمديد الهدنة لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء فعاليتها.

وفي 1 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب من التحالف الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران.

ومن أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 7 سنوات.

وأدت الهدنة السارية في اليمن إلى انخفاض عدد الضحايا المدنيين وتراجع حدة القتال واستئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close