الإثنين 25 مارس / مارس 2024

حرب تصريحات.. طهران غاضبة من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

حرب تصريحات.. طهران غاضبة من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" ترصد ردود الفعل الإيرانية حول تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الصورة: غيتي)
أكّدت إيران على سلمية برنامجها النووي، رافضة في الوقت ذاته الاتهامات الغربية بأنها أدخلت تعديلًا جوهريًا على أجهزة الطرد المركزي في فوردو.

اتهم رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتهاج سلوك وصفه بـ"غير المهني"، فيما يخص الإعلان عن تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة في منشأة فوردو.

وقال إسلامي: إنّ طهران أبلغت المدير العام للوكالة أن المفتش الذي زار منشأة فوردو برفقة ممثل اتفاقية الضمانات أخطأ في تقريره، ورغم ذلك أعلن المدير العام الموضوع أمام الإعلام، مشيرًا إلى أن هذا "غير مناسب لمكانته ومكانة الوكالة".

"مواقف مسيسة"

كما انتقد المسؤول الإيراني مواقف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اعتبرها "مسيسة"، مؤكدًا أن مستقبل الصناعة النووية في إيران مشرق، حسب تعبيره.

وتعليقًا على تلك التطورات، يرى الكاتب الصحافي المتخصص في الشأن الإيراني محمد غروي، أنّ أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يثير اعتراضات طهران، ولا سيما بعد نشر الوكالة التقارير عبر الإعلام حول النشاط النووي الإيراني.

ويشير غروي في حديثه لـ"العربي"، من بيروت، إلى أن إيران انتقدت تقرير المفتش قبل إرساله إلى الوكالة التي بدورها نشرته بشكل غير مهني، إذ إنّ طهران تعتبر أنّ ذلك يتضمن "أخطاء عديدة".

"تغيير غير معلن"

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتهمت إيران بإدخال تعديل جوهري على أجهزة الطرد المركزي، وأثار تقريرها حرب تصريحات بين طهران والغرب.

ووجدت الوكالة الدولية التغيير، خلال عملية تفتيش غير معلن عنها يوم 21 يناير/ كانون الثاني الماضي في محطة "فوردو" لتخصيب الوقود، حيث يكثّف المفتشون عمليات التفتيش بعد أن قالت إيران إنها ستوسع التخصيب بشكل كبير.

وعلّقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك يوم الجمعة، على تقرير الوكالة، مشيرة إلى أنه أظهر تضارب طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية.

وقالت الدول الأربع في بيان مشترك: "كما ذكرت الوكالة، فإن هذا التغيير غير المعلن يتعارض مع التزامات إيران بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة، التي تتطلبها معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".

أداء الوكالة

لكن غروي يقول في حديثه إلى "العربي": إنّ "هذه الدول لا يجب أن أن تعرف بمضامين التقارير التي تداولتها الوكالة، وهو ما يثير اعتراضات طهران تجاه الأخيرة التي تنشر تلك التقارير".

ويضيف أنّ "موقف الدول الأربع استبق تصحيحًا من الوكالة للخطأ الوارد من قبل المفتش الأول، كون الغرب دائمًا ما يتعامل مع الملف النووي الإيراني، كملف سياسي للضغط على طهران".

ومن شأن هذه التطورات أن تقوّض المفاوضات الجارية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني بين طهران والقوى العالمية والمتعثرة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بحسب ما يقول مراقبون، فضلًا عمّا يثيره من قلق متزايد عند الغربيين، ولا سيما إسرائيل التي جعلت منع إيران من الحصول على أسلحة نووية من بين أهم أولوياتها في السياسة الخارجية.

ويرى غروي أن ثمة استنسابية بالتعاطي مع الملف النووي، من قبل الوكالة الدولية، التي لطالما أشادت بشكل إيجابي بالمسار الإيراني في التخصيب، حين كانت المفاوضات جارية، معتبرًا أن ذلك يتغير بشكل سلبي لدى توقفها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close