الخميس 19 حزيران / يونيو 2025
Close

حرب غزة حاضرة في مهرجان كان.. ظهور بالصوت والصورة للشهيدة فاطمة حسونة

حرب غزة حاضرة في مهرجان كان.. ظهور بالصوت والصورة للشهيدة فاطمة حسونة

شارك القصة

فاطمة حسونة مصورة من غزة قتلها جيش الاحتلال - الغارديان
فاطمة حسونة مصورة من غزة قتلها جيش الاحتلال - الغارديان
الخط
حضور قوي للحرب الإسرائيلية على غزة في مهرجان كان السينمائي، ومن أبرز محطاته عرض وثائقي عن الشهيدة فاطمة حسونة.

تحضر الحرب الإسرائيلية على غزة بقوة في مهرجان كان السينمائي من خلال عدد من الأفلام التي تتناولها، من بينها وثائقي استشهدت الشخصية الرئيسية فيه، وهي مصورة من غزّة، بقصف صاروخي إسرائيلي في منتصف أبريل/ نيسان الفائت.

وسيظهر عرض الفيلم الروائي الطويل "ضع روحك على كفك وامشِ" كأحد أبرز أحداث المهرجان، الذي يتوقع أن تُثار فيه مجددًا الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر، سواء في المؤتمرات الصحفية أو على السجادة الحمراء.

ففي دورة العام المنصرم، ارتدت الممثلة الأسترالية الأميركية كيت بلانشيت فستانًا يحمل ألوان العلم الفلسطيني.

وستكون الكلمات التي ستُلقى بدءًا من حفلة الافتتاح الثلاثاء، موضع اهتمام ورصد لجهة إمكان تطرُّقها إلى الموضوع.

ففي افتتاح مهرجان برلين السينمائي في فبراير/ شباط الفائت، نددت تيلدا سوينتون بعمليات القتل الجماعي وارتكابات لا إنسانية "نشهدها بأمّ العين"، ساخرةً من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحويل القطاع "ريفييرا الشرق الأوسط"، من دون أن تشير بشكل مباشر إلى إسرائيل أو غزة.

"كان يا ما كان في غزة"

أمّا على شاشة المهرجان، فستتاح للجمهور مشاهدة فيلمين روائيين، أحدهما ضمن قسم "نظرة ما" بعنوان "كان يا ما كان في غزة"، للمخرجين الشقيقين طرزان وعرب ناصر، وهما غزّيان يعيشان خارج القطاع منذ سنوات، لكنّ أعمالهما تتناوله.

وأُدرج في اللحظة الأخيرة ضمن برنامج قسم "أسبوعا المخرجين" فيلم "يس" Yes للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد المعروف بانتقاده التوجهات السياسية لتل أبيب. 

بالعودة إلى فيلم "ضع روحك على كفك وامشِ" الذي يعرض في المهرجان للمرة الأولى في 15 مايو/ أيار، فهو يُتوقع أن يكون مؤثرًا جدًا.

الوثائقي للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي يتمحور حول فاطمة حسونة البالغة 25 عامًا، ابنة غزة التي كانت تصوّر حياتها اليومية أثناء الحرب.

وفي 15 أبريل، علمت الشابة أن الفيلم أُدرج ضمن برنامج المهرجان، ولكن في اليوم التالي، دمّر صاروخ منزلها بالكامل، مما أدى إلى استشهادها مع عائلتها، ولم تنجُ سوى والدتها.

المخرجة الإيرانية سبيده فارسي
سيُقام خلال المهرجان معرض لبعض صور الشهيدة فاطمة حسونة- غيتي

وسيكون عرض الفيلم ضمن فئة "أسيد" ACID "وسيلة لتكريم ذكرى (الشابة) التي وقعت ككثر غيرها ضحية للحرب"، على ما أكد مهرجان كان السينمائي، معربًا عن "صدمته وحزنه العميق إزاء هذه المأساة التي هزت العالم أجمع". وطلبت منظمات سينمائية إقامة تكريم في هذه المناسبة.

"استشهدت قبل أيام من زفافها"

وقالت المخرجة فارسي (60 عامًا)، وهي لاجئة سياسية في فرنسا، لوكالة "فرانس برس"، إنها كانت إلى اللحظة الأخيرة تؤمن بأن حسونة "ستأتي (إلى المهرجان)، وأن الحرب ستنتهي".

وأضافت: "لقد أخطأنا عندما صدقنا ذلك، لأن الواقع تجاوزنا".

واستشهدت حسونة قبل أيام قليلة من زفافها، في غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلها شمال غزة. كما استشهد عشرة أفراد من عائلتها، بمن فيهم شقيقتها الحامل، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان".

وكانت حسونة تنشر صورها على فيسبوك وإنستغرام، حيث يتابعها أكثر من 35 ألف متابع، ووثقت صورها تحديات الحياة اليومية في غزة وخطر العيش تحت القصف الإسرائيلي.

وكان آخر منشور لحسونة على صفحتها على فيسبوك عبارة عن سلسلة من الصور لصيادي غزة على شاطئ البحر، قبل أقل من أسبوع من استشهادها.

ونظرًا لأن إسرائيل تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، بادرت فارسي التي سبق أن صورت فيلمًا وثائقيًا سرًا في إيران بواسطة هاتفها المحمول، إلى التواصُل عن بُعد بواسطة تقنية مكالمات الفيديو مع فاطمة حسونة التي كانت تواظب على نشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وسيُقام خلال المهرجان معرض لبعض هذه الصور. وقالت المخرجة إن "ابتسامة (حسونة) موجودة في كل الفيلم. نظراتها، وعيناها الخضراوان اللتان يتغير لونهما تبعًا للضوء.. كل هذه اللحظات، لحسن الحظ، مُصوَّرة وستبقى إلى الأبد".

ونقلت سبيده فارسي عن فاطمة حسونة قولها "مرارًا وتكرارًا إنها توثق هذه الحرب (...) والحياة في غزة أيضًا، لتنقلها إلى الآخرين وإلى الأطفال الذين أرادت إنجابهم". وأضافت المخرجة: "وجدت هذا رائعًا، ولكن يا للأسف، هي لن تُرزق أطفالًا أبدًا".

تابع القراءة

المصادر

وكالات
تغطية خاصة