قتل أكثر من 30 شخصًا جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور غربي السودان، في هجوم دموي جديد تكرّر خلال الأسبوع الأخير.
وأفادت "لجان المقاومة في الفاشر" بأن المدنيين قتلوا أمس الأحد في "قصف مدفعي مكثف" قامت به قوات الدعم السريع التي تخوض حربًا ضد الجيش منذ أبريل/ نيسان 2023.
ما أهمية الفاشر؟
وكان الجيش السوداني، أعلن الخميس الماضي، عن مقتل 62 مدنيًا وإصابة 75 آخرين جراء قصف مدفعي "عشوائي" لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وتدافع عن الفاشر مجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش تعرف باسم "القوات المشتركة"، قامت في الأشهر الماضية بقطع خط إمدادات الدعم السريع مرارًا.
ويصف خبراء معركة الفاشر بالـ"حيوية" بالنسبة إلى الجيش السوداني وحلفائه خوفًا من تجدد التطهير العرقي والإبادة الجماعية على يد الدعم السريع.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر الدعم السريع على معظم الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.
وتعد مدينة الفاشر هدفًا استراتيجيًا للدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
والثلاثاء الماضي، دخلت الحرب المندلعة في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، عامها الثالث، وقد اشتدت المعارك في إقليم دارفور أخيرًا.
حرب مستعرة يتقدم فيها الجيش
وقد أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليًا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبًا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
وفي 13 من الشهر الجاري أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين، بينما فرّ نحو 400 ألف شخص منه.
وفي وقت تخوض قواته قتالًا مع الجيش السوداني، حقق فيه الأخير تقدمًا كبيرًا ولا سيما في العاصمة الخرطوم، كشف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" على تلغرام عن قيام "حكومة السلام والوحدة"، مشيرًا إلى أنها تمثّل "الوجه الحقيقي للسودان"، حسب قوله.