Skip to main content

حركة النهضة تدين أحكام قضية "التآمر".. كيف علقت عليها هيئة الدفاع؟

السبت 19 أبريل 2025
اعتبرت حركة النهضة أن الأحكام الصادرة بحق المعارضين السياسيين تشكل تآمرًا صارخًا عليهم وعلى كل صوت حرّ- الأناضول

أدانت "حركة النهضة" التونسية المعارضة، السبت، الأحكام الصادرة بحق سياسيين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"التآمر على أمن الدولة" ووصفتها بـ"القاسية".

وفجر اليوم، أصدرت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة أحكامًا أولية بالسجن تراوح بين 13 عامًا و66 عامًا في حق 40 متهمًا في القضية.

وتعود القضية إلى فبراير/ شباط 2023، عندما تم إيقاف عدد من السياسيين المعارضين والمحامين وناشطي المجتمع المدني ورجال الأعمال، ووجهت إليهم تهم تشمل "محاولة المساس بالنظام العام وتقويض أمن الدولة"، و"التخابر مع جهات أجنبية"، و"التحريض على الفوضى أو العصيان". 

"أحكام قاسية"

ومن أبرز المدانين في القضية رجل الأعمال كمال اللطيف (السجن 66 عامًا)، والأمين العام السابق لحزب "التكتل الديمقراطي" خيام التركي (السجن 48 عامًا)، والقيادي بحزب "حركة النهضة" نور الدين البحيري (السجن 43 عامًا)، ورئيس الديوان الرئاسي الأسبق رضا بلحاج (السجن 18 عامًا). إضافة إلى أمين عام "الحزب الجمهوري" عصام الشابي (السجن 18 عامًا)، والوزير الأسبق غازي الشوّاشي (السجن 18 عاما)، وأسماء أخرى محسوبة على "جبهة الخلاص الوطني" التي تضم شخصيات معارضة بارزة.

وتعقيبًا على الأحكام، قالت "حركة النهضة" عبر بيان، إنها "تدين" ما وصفتها بـ"الأحكام القاسية" الصادرة بحق سياسيين معارضين في القضية.

وادعت أن هذه الأحكام صدرت "دون إثبات وقائع تدين المتهمين أو بتحريف كلي ومفضوح لتصرفات عادية لتسبغ عليها أوصافا جنائية لا أصل لها". 

كما اعتبرت هذه الأحكام "تآمرًا صارخًا من السلطة على المعارضين السياسيين وكل صوت حرّ، والغاية منها إعدام الحق الدستوري والطبيعي في معارضة الحكم الفردي المطلق"، على حد تعبيرها.

قضية بطابع "سياسي"

وتدّعي أطياف من المعارضة ومنظمات حقوقية أن القضية ذات "طابع سياسي"، و"تُستخدم لتصفية الخصوم السياسيين وتكميم الأصوات المنتقدة للرئيس (قيس) سعيّد". 

لكن السلطات التونسية أكدت في مناسبات عدة أن جميع الموقوفين في البلاد يُحاكمون بتهم جنائية تتعلق بأمن الدولة، مثل "التآمر على أمن الدولة" أو "الفساد"، ونفت وجود محتجزين لأسباب سياسية.

وفي بيانها، طالبت "حركة النهضة" بـ"إطلاق سراح كل المساجين السياسيين وسجناء الرأي من الصحفيين والنقابيين ورجال الأعمال". 

ودعت سلطات بلادها إلى "الكف" عما وصفته بـ"سياسة إلهاء الشعب بمحاكمات صورية انتقامية للتغطية عن الفشل الذريع في إدارة شؤون الدولة"، على حد تعبيرها.

كما دعت الحركة كل القوى السياسية والمدنية إلى "توحيد الصف ونبذ الخلافات من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات" في البلاد.

وتشدّد السلطات التونسية على أن القضاء مستقل، وأن الإجراءات القانونية تُتخذ وفقا للقانون ودون أي تدخل سياسي.

أحكام "متوقعة"

وفي هذا الإطار، يشير عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين كريم المرزوقي إلى أن الأحكام الصادرة عن الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب لم تكن مفاجئة ومستغربة.

وقال في حديث إلى التلفزيون العربي من تونس إن السلطة السياسية عن طريق أدواتها القضائية ماضية في أحكام قاسية ضد سياسيين معارضين مارسوا معارضتهم وحرية التعبير والاجتماع. 

ولفت إلى أن القضية التي بدأت في عام 2023 بدأت بتصريح لرئيس الجمهورية حينما قال لوزيرة العدل إن هؤلاء قضى فيهم حكم التاريخ قبل أن تنطق المحاكم. 

ويرى أن المحاكمات تفتقد إلى أدنى شروط المحاكمة العادلة، وتجري بطريقة لم تشهدها المحاكمات السياسية في تونس المعاصرة.

المرزوقي لفت إلى وجود المعتقلين السياسيين في السجن منذ 26 شهرًا دون أن يقابلوا أي قاضٍ مع فرض المحاكمة عن بعد عليهم. كما منعت السلطات التونسية التداول في قضية التآمر إعلاميًا.  

المصادر:
التلفزيون العربي- وكالات
شارك القصة