الثلاثاء 15 تموز / يوليو 2025
Close

حروب وتدخلات عسكرية.. قصة الولايات المتحدة في ساحات المعارك العالمية

حروب وتدخلات عسكرية.. قصة الولايات المتحدة في ساحات المعارك العالمية محدث 22 حزيران 2025

شارك القصة

 أعلنت الولايات المتحدة الحرب للمرة الأخيرة خلال الحرب العالمية الثانية- غيتي
أعلنت الولايات المتحدة الحرب للمرة الأخيرة خلال الحرب العالمية الثانية - غيتي
الخط
أعلنت الولايات المتحدة الحرب رسميًا 11 مرة خلال خمسة صراعات عسكرية ولم تُطبع الحرب الكورية وحرب فيتنام والحملات العسكرية في أفغانستان والعراق بإعلانات حرب.

على مدى تاريخها الممتد لأكثر من قرنين، انخرطت الولايات المتحدة الأميركية في عدد كبير من الصراعات والحروب، بدءًا من حرب الاستقلال التي منحتها حريتها، وصولًا إلى النزاعات الحديثة في الشرق الأوسط.

ولم تكن هذه الحروب، التي تنوعت أسبابها بين توسيع النفوذ وحماية المصالح ونشر الإديولوجيات، مجرد أحداث عسكرية؛ بل كانت محطات حاسمة شكّلت الهوية الأميركية، وأثرت على علاقاتها الدولية، ورسمت ملامح المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم أجمع.

أعلنت الولايات المتحدة الحرب رسميًا 11 مرة خلال خمسة صراعات عسكرية منفصلة. ووفقًا للدستور الأميركي، يتمتع الكونغرس بسلطة إعلان الحرب حصريًا لكن قانون صلاحيات الرب يمنح الرئيس الأميركي إجراء عملية عسكرية لمدة 60 يومًا خارج البلاد شرط إخطار الكونغرس  قبل 48 ساعة.

وكانت المرة الأخيرة التي أعلنت فيها أميركا الحرب خلال الحرب العالمية الثانية، فيما لم تُطبع الحرب الكورية، وحرب فيتنام، والحملات العسكرية الموسعة في أفغانستان والعراق بإعلانات حرب من الكونغرس، بحسب موقع "هستوري". 

حرب الاستقلال

كانت حرب عام 1812 التي عُرفت باسم "حرب الاستقلال الثانية"، أول اختبار عسكري للولايات المتحدة كدولة ذات سيادة. غضب الرئيس جيمس ماديسون من رفض بريطانيا العظمى احترام حياد أميركا في الصراع الدائر بينها وبين فرنسا، فطلب من الكونغرس إعلان الحرب على مستعمرها السابق.

لم يصوت أعضاء الكونغرس بالإجماع، إذ اعترض الفيدراليون على عدوانية المشرعين المنتخبين حديثًا من "صقور الحرب". ولكن في النهاية، صوّت مجلس النواب بأغلبية 79 صوتًا مقابل 49 صوتًا، ومجلس الشيوخ بأغلبية 19صوتًا مقابل ١٣ صوتًا، لشن الحرب على ما كان يُعتبر أعظم قوة عسكرية. 

وقّع ماديسون على الإعلان في 18 يونيو/ حزيران 1812. وجاء في المرسوم: "تُعلن الحرب قائمة بين بريطانيا العظمى وتوابعها والولايات المتحدة الأمريكية وأقاليمها... ورئيس الولايات المتحدة مخول بموجب هذا باستخدام كامل القوة البرية والبحرية للولايات المتحدة لتنفيذ ذلك". 

وانتهت الحرب بالتصديق على معاهدة غنت في عام 1814، التي تعهد بموجبها البلدان على حل النزاع القائم سلميًا، بحسب موسوعة "بريتانيكا". 

الحرب المكسيكية الأميركية

بدأت حرب عام 1846 الأميركية مع المكسيك بنزاع على الأراضي. ففي عام 1836، نالت تكساس استقلالها عن المكسيك لتصبح جمهورية تكساس، لكن المكسيك لم تتنازل عن مطالبها بتلك الأرض. لذلك، عندما ضمت الولايات المتحدة تكساس عام 1845، تصاعدت التوترات بين الجارتين الشمالية والجنوبية. عندما أرسل الرئيس جيمس بولك قوات أميركية لتسيير دوريات على حدود ريو غراندي، هاجم الجيش المكسيكي، مما منح بولك المبرر الذي احتاجه لطلب إعلان الحرب من الكونغرس.

نفذت الولايات المتحدة ضربات على يوغوسلافيا في عام 1999- غيتي
نفذت الولايات المتحدة ضربات على يوغوسلافيا في عام 1999- غيتي

كان الكونغرس أكثر انقسامًا بشأن خوض الحرب مع المكسيك من حرب عام 1812. فقد اعتبرها حزب اليمين الشمالي استيلاءً غير مبرر على الأراضي من قِبل الديمقراطيين الجنوبيين الذين كانوا يسعون إلى إضافة المزيد من أراضي العبيد إلى الولايات المتحدة.

في النهاية، رضخ حزب اليمين، خوفًا من أن يواجهوا نفس المصير السياسي الذي واجهه الفيدراليون، بعد معارضتهم لحرب عام 1812 إلى هلاكهم. وفي 12 مايو/ أيار 1846، أقر مجلس الشيوخ الإعلان، الذي بدأ بـ "حيث إن حالة الحرب قائمة بين تلك الحكومة والولايات المتحدة بموجب قانون جمهورية المكسيك".

وانتهت الحرب التي استمرت حتى عام 1848 بتوقيع معاهدة غوادالوبي هيدالغو . وشملت أهم بنود المعاهدة ونتائجها تنازل المكسيك عن أراض واسعة للولايات المتحدة. 

الحرب الإسبانية الأميركية

بدأت الحرب القصيرة بين الولايات المتحدة وإسبانيا كحرب استقلال كوبية. تابعت الصحف الأميركية عن كثب محنة الثوار الكوبيين أثناء قتالهم إلى جانب إسبانيا من عام 1895 إلى عام 1898. 

وظهر ضلوع أميركا في الصراع القريب بغرق السفينة الحربية الأميركية "مين" في ميناء هافانا في 15 فبراير 1898.

أقرّ الكونغرس قرارًا في أبريل/ نيسان يعترف باستقلال كوبا ويأمر إسبانيا بالتراجع، لكن إسبانيا رفضت. فاستجاب الرئيس ويليام ماكينلي بحصار بحري أميركي لكوبا ودعا 125 ألف متطوع لفرضه. وأعلنت إسبانيا الحرب وحذا الكونغرس الأميركي حذوها في 25 أبريل/ نيسان 1898.

وتم إقرار الإعلان بالإجماع من خلال تصويت صوتي في كلا المجلسين. انتهت الحرب في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول بمعاهدة باريس، التي لم تكتفِ إسبانيا بمنح كوبا استقلالها، بل تنازلت بموجبها أيضًا عن أراضي غوام وبورتوريكو للولايات المتحدة. كما وافقت إسبانيا على بيع الفلبين للولايات المتحدة مقابل 20 مليون دولار.

الحرب العالمية الأولى - ألمانيا

ولم يكن الرئيس الأميركي وودرو ويلسون متحمسًا لدخول الحرب العالمية الأولى. وتردد ويلسون حتى بعد غرق سفينتي الركاب البريطانيتين "لوسيتانيا" و"العربية" عام 1915 بواسطة غواصات ألمانية، والذي أسفر عن مقتل 131 مواطنًا أميركيًا. وبدلًا من إعلان الحرب، جعل الألمان يعدون بوقف الهجمات على سفن الحلفاء المدنية.

ولكن بحلول عام 1917، أعاد الألمان حساباتهم وقرروا المخاطرة بتورط الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى بإعادة شن هجماتهم على السفن المدنية في شمال الأطلسي، معتقدين أنهم قادرون على كسب الحرب قبل أن يتمكن الأميركيون من دخولها، بحسب موقع "هستوري". 

في 2 أبريل/ نيسان 1917، طلب ويلسون من الكونغرس إعلان الحرب على ألمانيا، مشيرًا إلى استئنافها هجمات الغواصات ومحاولاتها لتجنيد المكسيك كعدو للولايات المتحدة. خسرت القوات الأميركية أكثر من 320 ألف جندي في الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك أكثر من 116 ألف قتيل.

الحرب العالمية الأولى - النمسا والمجر

وعندما أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا في 28 يوليو/ تموز 1914 ردًا على اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند من النمسا وزوجته على يد قوميين صرب، تحالفت ألمانيا على الفور مع النمسا والمجر، مما أدى إلى تداعيات سياسية دفعت جميع القوى الأوروبية العظمى إلى الحرب في غضون أيام.

استمر الوجود الأميركي في أفغانستان لعشرين عامًا- غيتي
استمر الوجود الأميركي في أفغانستان لعشرين عامًا- غيتي

وبعد ثمانية أشهر من إعلان الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا، أصدر الكونغرس في 10 ديسمبر/ كانون الأول إعلانًا منفصلًا للحرب على النمسا والمجر، مشيرًا إلى تواطؤ الإمبراطورية في هجمات الغواصات الألمانية على السفن الأميركية.

الحرب على اليابان

وفي خضم الحرب العالمية الثانية، وفي الساعات الأولى من صباح السابع من ديسمبر/ كانون الأول عام 1941، شنّت اليابان هجومًا مفاجئًا ومدمرًا على المنشآت البحرية الأميركية في بيرل هاربور، هاواي. وبعد أقل من ساعتين من القصف الجوي، أُغرق معظم أسطول المحيط الهادئ، وقُتل وجُرح 3500 جندي أميركي.

وكتب الرئيس فرانكلين روزفلت في ذلك اليوم خطابه التاريخي أمام الكونغرس، طالبًا فيه إعلان الحرب على اليابان بسبب "الهجوم غير المبرر والغادر". وفي الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، خاطب روزفلت الكونغرس والأمة، واصفًا السابع من ديسمبر عام 1941 بأنه "تاريخ سيبقى في الذاكرة". كان رد الكونغرس سريعًا، بتصويت شبه إجماعي في مجلس النواب وإعلان الحرب بالإجماع في مجلس الشيوخ.

الحرب العالمية الثانية - ألمانيا وإيطاليا

وبعد أربعة أيام فقط من الهجوم الياباني على بيرل هاربور، وبينما كان الأميركيون لا يزالون يعانون من الحزن والغضب، فاجأ الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر العالم بإعلانه الحرب على الولايات المتحدة. كما أعلنت إيطاليا الفاشية، المرتبطة باتفاقية المحور الموقعة عام 1940، الحرب على أميركا.

وفي 11 ديسمبر/ كانون الأول 1941، أرسل روزفلت رسالة إلى الكونغرس يطلب فيها إعلان الحرب مجددًا. وكتب: "إن القوى التي تسعى لاستعباد العالم أجمع تتجه الآن نحو هذا النصف من الكرة الأرضية". "إن الجهد السريع والموحد من جميع شعوب العالم، العازمة على الحفاظ على إرادتها الحرة، يضمن انتصارًا عالميًا لقوى العدل والحق على قوى الوحشية والهمجية". ووافق الكونغرس بالإجماع على دخول الحرب. 

الحرب العالمية الثانية - بلغاريا، المجر، ورومانيا

وفي 3 يونيو/ حزيران 1942، وقّع روزفلت ثلاثة إعلانات نهائية للحرب على قوى المحور المتبقية. كان لكلٍ من بلغاريا والمجر ورومانيا أسبابه الخاصة للتحالف مع ألمانيا عام 1940. كانت لبلغاريا نزاعات إقليمية مع يوغوسلافيا واليونان، واعتقدت أن ألمانيا قادرة على تعزيز نفوذها. أما المجر، فقد كانت تخشى أن يبتلعها الاتحاد السوفيتي. أما رومانيا، فقد كانت تحت حكم الفاشيين ومعادي السامية الذين انحازوا إلى النازيين.

وفي رسالته إلى الكونغرس، كتب روزفلت: "أدرك أن الحكومات الثلاث اتخذت هذا الإجراء [إعلان الحرب على الولايات المتحدة] ليس بمبادرة منها أو استجابة لرغبات شعوبها، بل كأدوات لهتلر".

تعد الحرب على أفغانستان أطول حرب من التاريخ الأميركي- غيتي
تعد الحرب على أفغانستان أطول حرب من التاريخ الأميركي- غيتي

كانت إعلانات الحرب الثلاثة هذه خلال الحرب العالمية الثانية هي الأخيرة التي أقرّها كونغرس الولايات المتحدة. 

فجميع الحروب التي تلت ذلك ــ الحرب الكورية، والحرب في فيتنام، والحروب في أفغانستان والعراق ــ بدأت إما بموجب "تفويض استخدام القوة العسكرية" من الكونجرس، أو في حالة كوريا، لم يفوضها الكونغرس على الإطلاق.

الحرب الكورية

ففي عام 1950، جمعت الولايات المتحدة أكثر من اثنتي عشرة دولة لتشكيل ما يُسمى "جيش الأمم المتحدة" للتدخل في حرب أهلية بين شمال وجنوب شبه الجزيرة الكورية. توقفت الحرب في يوليو 1953 عند التوصل إلى اتفاقية الهدنة الكورية، وأُنشئت بموجبها المنطقة الكورية منزوعة السلاح. وفي تلك الحرب، قُتل أكثر من ثلاثة ملايين مدني، ولجأ ثلاثة ملايين آخرين. ووفقًا لإحصاءات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، دمرت الحرب حوالي 8700 مصنع، و5000 مدرسة، وألف مستشفى، و600 ألف أسرة، وشُرّد مليونا طفل.

حرب فيتنام

أمّا حرب فيتنام، فقد استمرت من عام 1955 و1975. وخلال الحرب، دعمت الولايات المتحدة الجانب الفيتنامي الجنوبي، عبر الأموال والإمدادات والمستشارين العسكريين. وفي 14 مايو/ أيار 1961، دخلت قوات العمليات الخاصة الأميركية جنوب فيتنام. وفي يناير/ كانون الثاني 1973، وُقّعت معاهدة سلام بين الولايات المتحدة والأطراف المتحاربة في فيتنام، مما أدى إلى انسحاب كامل للقوات الأميركية.

وتسببت تلك الحرب بمقتل ما يصل إلى مليوني مدني ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وتشير التقديرات إلى أن الجيش الأميركي قد خلّف ما لا يقل عن 350 ألف طن من الألغام والقنابل غير المنفجرة في فيتنام، بحسب موقع "إنغلش نيوز".

وفي مارس/ آذار 1968، غزت سرية من الجنود الأميركيين قرية ماي لاي الفيتنامية وقتلت نحو 500 مدني أعزل، من بينهم كبار في السن ونساء وأطفال. وكشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عام 2006 عن وجود 320 حادثة مزعومة أخرى أثبتها محققو الجيش.

حرب كوسوفو

كذلك شهد إقليم كوسوفو حربًا بين عامي 1998 و1999 بعد تصاعد التوترات بين الألبان الكوسوفيين المطالبين بالاستقلال، والحكومة الصربية

وفي مارس/ آذار 1999، وتحت عنوان "منع الكوارث الإنسانية"، تجاهلت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ونفذت قصفًا متواصلًا على يوغوسلافيا لمدة 78 يومًا. زدافع الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون عن الهجمات الجوية التي شنها حلف شمال على يوغوسلافيا، مدعيًا أن الحلف يعمل على وقف حملة التطهير العرقي والقتل الجماعي الممنهجة. إلا أن صحيفة "واشنطن تايمز" ذكرت في نوفمبر/تشرين الثاني 1999 أن إدارة كلينتون بالغت في تقدير عدد الألبان الذين قتلهم الصرب.

انتهت الحرب، التي قتل فيها أكثرمن 2000 شخص وجُرح 6000 آخرين، في يونيو/ حزيران 1999، إذ وُقّع اتفاق الهدنة كومانوفو، مما وضع كوسوفو تحت وصاية الأمم المتحدة. ود قلعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في قوة كوسوفو (KFOR) لحفظ السلام. 

حرب أفغانستان

وبعد أعوام قليلة وتحديدًا في في أكتوبر/تشرين الأول 2001، دخلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أفغانستان بذريعة محاربة تنظيم القاعدة وحركة طالبان. استمر الوجود الأميركي لعشرين عامًا.  وفي 30 أغسطس/ آب 2021، انتهت "أطول حرب في التاريخ الأميركي" عندما غادرت آخر الطائرات الأميركية العاصمة كابول تاركة الحكم بيد حركة طالبان نفسها. 

سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق في نهاية عام 2011- غيتي
سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق في نهاية عام 2011- غيتي

أسفرت العمليات العسكرية الأميركية عن مقتل وإصابة أكثر من 100 ألف مدني، ونزوح حوالي 10 ملايين لاجئ. حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في عام 2021 من أن أفغانستان تواجه "طوفانًا من الجوع والعوز"، حيث يعاني 98% من السكان من نقص الغذاء الكافي.

حرب العراق

وفي مارس/ آذار 2003، ورغم معارضة واسعة من المجتمع الدولي، دخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق بناءً على ما يُسمى بمزاعم امتلاك الحكومة العراقية لأسلحة دمار شامل  وللقضاء على نظام صدام حسين، بحسب مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

وفي نهاية عام 2011، سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق دون العثور على أي أسلحة دمار شامل.

أدت الحرب إلى مقتل ما بين 200 ألف و250 ألف مدني، منهم 16 ألفًا قُتلوا مباشرةً على يد القوات الأميركية. تشير الإحصاءات إلى أن إجمالي عدد قنابل اليورانيوم المنضب التي انفجرت في العراق تجاوز 3400 طن. 

وبحسب تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" بعنوان "خارج الهدف: سير الحرب والخسائر المدنية في العراق"، كانت القوات البرية الأميركية والبريطانية تفتقر إلى الخبرة في استخدام الذخائر العنقودية واستخدمتها على نطاق واسع في المدن الرئيسية في العراق، ما تسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين. ومع ذلك، الضغط الذي مارسته منظمات مثل هيومن رايتس ووتش، ونتائج المراجعات العسكرية الأمريكية اللاحقة، والوصمة التي خلقتها "اتفاقية الذخائر العنقودية" لعام 2008 أدت إلى تغيير في الممارسات.

عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة

في عام 2011، اندلعت الثورة السورية. دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بقوة قوات المعارضة ضد نظام بشار الأسد. وفي سبتمبر/ أيلول 2014، أطلقت الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا لمحاربة تنظيم الدولة، ووسّعت نطاق ضرباتها الجوية ضد التنظيم من العراق إلى سوريا.

وانتشرت القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا وشمال شرقها. ونفذت سلسلة ضربات استهدفت عناصر التنظيم وقياداته.  كما شنّ الجيش الأميركي عدة عمليات في الصومال بالتعاون مع الجيش الصومالي ضد حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة. 

دعم عسكري للحلفاء

وخلال 2025، شن الجيش الأميركي ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن. وجاءت الضربات ردًا على استهداف الحوثيين السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، إسنادًا لغزة التي تشهد عدوانًا إسرائيليًا من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.  وفي 6 مايو/ أيار 2025 أعلنت عمان أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين بناء على تفاهمات، بعد اتصالات أجرتها سلطنة عمان. 

وتقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا والتي بدأت عام 2022، كذلك تدعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة. 

وذكر تقرير نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن واشنطن سلمت إسرائيل 50 ألف طن أسلحة في الفترة من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى أغسطس/ آب 2024، شملت صواريخ وقنابل دقيقة ومروحيات هجومية ومركبات مدرعة.

كما تدعم الولايات المتحدة تايوان، الجزيرة التي تطالب الصين بضمها باعتبارها مقاطعة انفصالية. وقد وافقت واشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 على بيع تايوان أسلحة بقيمة 2 مليار دولار تتكون من منظومة "ناسامز" للدفاع الجوي ومنظومات رادار.

وتعد كوريا الجنوبية واليابات حليفان رئيسيان لواشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتستضيفان قواعد عسكرية أمريكية كبيرة وتتلقيان دعمًا عسكريًا لتعزيز قدراتهما الدفاعية.

تابع القراءة

المصادر

موقع التلفزيون العربي/ ترجمات