حثّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، العراق على منع إسرائيل من استخدام مجاله الجوي وأراضيه لشنّ هجمات على إيران، حيث تشتد المواجهة بين تل أبيب وطهران.
وقال بزشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "نؤكد أنّ الحكومة العراقية يجب أن تمارس المزيد من اليقظة وحماية حدودها ومجالها الجوي كي لا تتم إساءة استخدام الأراضي العراقية ضدّ الجمهورية الإسلامية"، حسبما أفاد بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية.
وأكّد السوداني من جهته حرص العراق على "عدم اتساع نطاق الحرب"، مشيرًا إلى "الحراك الذي تقوده الحكومة العراقية على مختلف المسارات من أجل منع اختراق الأجواء العراقية من قبل الكيان الصهيوني".
وبحسب بيان صدر عن مكتبه، أبدى السوداني استعداد العراق لـ"تقديم كل أنواع المساعدات اللازمة لمعالجة آثار العدوان".
وكانت بغداد قد دعت واشنطن السبت، إلى احترام الاتفاقات الثنائية "بما يؤدي إلى منع طائرات الكيان الصهيوني من تكرار اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات"، غداة إعلانها رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بتهمة استخدام أجواء العراق في ضرب إيران.
تحذير عراقي وحيطة أميركية
من جهة أخرى، حذّرت كتائب حزب الله العراقي، اليوم الأحد، من أنها ستستأنف هجماتها على القوات الأميركية في المنطقة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وقال الأمين العام لكتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي في بيان: "نراقب عن قرب تحركات جيش العدو الأميركي في المنطقة، وإذا ما أقدمت أميركا على التدخل في الحرب، فسنعمل بشكل مباشر على مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد".
وفي أول رد فعل لها، أكدت السفارة الأميركية في العراق اليوم أنها على دراية بتزايد احتمالات وقوع أعمال عنف أو هجمات على الشركات المملوكة للأميركيين والأماكن التي يرتادها مواطنو الولايات المتحدة.
وحثت السفارة في بيان جميع الأميركيين في العراق على تجنب الأماكن التي يرتادها الأجانب وأي تجمعات أو حشود كبيرة.
ويأتي ذلك في خضمّ هجوم بدأته إسرائيل فجر الجمعة على نطاق واسع طال خصوصًا مواقع عسكرية ونووية في إيران التي ردت منذ ليل اليوم ذاته، بضربات صاروخية ومسيّرات على إسرائيل.
وتشكلت كتائب حزب الله بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، وكانت قد أعلنت مسؤوليتها عن عشرات الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت قوات إسرائيلية وأميركية في العراق وسوريا.
ومطلع العام الماضي، أعلنت الكتائب تعليق كل عملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية في المنطقة استجابة لجهود بذلتها الحكومة العراقية.
والعراق حليف نادر لكل من واشنطن وطهران، ويكافح لتجنب الإضرار باستقراره الهش في وقت يركز فيه على إعادة الإعمار بعد صراع امتد لسنوات.