الخميس 28 مارس / مارس 2024

حزمة سادسة من العقوبات.. هل تنجح أوروبا بالاستغناء عن الطاقة الروسية؟

حزمة سادسة من العقوبات.. هل تنجح أوروبا بالاستغناء عن الطاقة الروسية؟

Changed

نافذة تحليلية تناقش الخطة الأوروبية لتعويض الغاز الروسي (الصورة: غيتي)
حذّر وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي من أن دولهم لن تدفع ثمن مشترياتها من الغاز من روسيا بالروبل، في ظل استعداد أوروبي لفرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو.

يشهد الملف الأوكراني تطورات متسارعة، مع تأكيد وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تحقيق القوات الروسية تقدمًا جزئيًا في معارك شرقي أوكرانيا، ورفض وزراء الطاقة الأوروبيين دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.

وبعد اجتماع طارئ لوزراء الطاقة في الدول الـ27 في بروكسل، حذّرت المفوضية الأوروبية والرئاسة الفرنسية للمجلس من أن الاتحاد الأوروبي لن يدفع ثمن مشترياته من الغاز من روسيا بالروبل وعليه الاستعداد لتوقّف إمداداته.

ويعقد، اليوم الثلاثاء، اجتماع لهيئة المفوضين في ستراسبورغ (على هامش جلسة للبرلمان) لفرض حزمة سادسة من العقوبات على روسيا. وستحدد رئيسة (المفوضية الأوروبية) أورسولا فون دير لايين القرار الذي يتم التوصل إليه.

وبحسب مصدر أوروبي، وضعت الصيغة النهائية للاقتراح وستعتمده المفوضية الثلاثاء.

تعديل أحادي الجانب

وقالت المفوضة الأوروبية للطاقة الاستونية كادري سيمسون، في الاجتماع، إن طلب موسكو دفع ثمن المشتريات النفطية بالروبل هو "تعديل أحادي الجانب وغير مبرر للعقود ورفضه أمر مشروع، موضحة أن  "97 % من العقود (التي أبرمتها شركات أوروبية) تحدد عملة الدفع وهي إما اليورو أو الدولار".

وأشارت إلى أنه ليس لديها علم بفتح حسابات بالروبل، وقالت: "الدفعات مجدولة في منتصف مايو/ أيار، وستلتزم غالبية الشركات قواعد العقود".

بدورها، أكدت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية باربرا بومبيلي "الاستعداد لاحترام العقود".

وطلبت العديد من الدول الأعضاء توضيحات حول الدفع بالروبل عبر فتح حساب خاص، ووعدت سيمسون "بتقديم توضيح مفصل لتشرح للشركات ما يمكنها وما لا يمكنها فعله".

الاستعداد لتوقّف الإمدادات

ودفعت بولندا وبلغاريا مقابل مشترياتهما بالعملة المنصوص عليها في عقديهما مع شركة "غازبروم" ورفضتا فتح حساب ثان بالروبل. وردًا على ذلك، علّقت شركة الغاز الروسية عمليات التسليم، معتبرة أن البلدين تخلفا عن السداد.

وأكدت المفوضة أنه "لا توجد تهديدات فورية للإمدادات، لكننا لن نتمكن من التعويض عن 150 مليار متر مكعب من الغاز المشتراة من روسيا من مصادر أخرى".

وأضافت: "يمكننا التعامل مع استبدال ثلثي إمدادات الغاز الروسي".

وبينما شددت سيمسون على ضرورة قيام الدول الأعضاء بتعبئة احتياطاتها، أشارت بومبيلي إلى الحاجة "لتنويع طريقة إنتاج الكهرباء والتدفئة".

بدورها، أكدت الوزيرة البولندية آنا موسكفا أن الاحتياطات البولندية للغاز "ستبلغ حدها الأقصى لهذا الشتاء" إذ بدأ الغاز الطبيعي المسال الأميركي "الوصول عبر ليتوانيا وسنتزود الغاز من النروج عبر الدنمارك".

حظر نفطي

كما بحث الوزراء في وقف تدريجي لمشتريات النفط والمنتجات البترولية الروسية بهدف تجفيف التمويل الأوروبي للحرب التي يقودها الكرملين في أوكرانيا.

وقالت بومبيلي إن "حزمة عقوبات جديدة قيد الإعداد، لكن ذلك لم يكن موضوع مجلس الطاقة هذا".

وأكدت سيمسون أنه "سيُعقد اجتماع لهيئة المفوضين في ستراسبورغ الثلاثاء (على هامش جلسة للبرلمان) وستحدد رئيسة (المفوضية الأوروبية) أورسولا فون دير لايين القرار الذي يتم التوصل إليه".

وبحسب مصدر أوروبي، وضعت الصيغة النهائية للاقتراح وستعتمده المفوضية الثلاثاء.

من جانبه، قال الوزير الألماني روبرت هابيك "أعتقد أن المفوضية ستقترح اليوم الثلاثاء حزمة عقوبات سادسة، بما في ذلك وقف استيراد النفط الروسي".

وسيقدم الاقتراح إلى الدول الأعضاء لإقراره الأربعاء. وقال الوزير الألماني إنه مع ذلك "لا أعلم ما إذا كان هذا الأمر سيكون ممكنًا بحلول نهاية الأسبوع".

وفي حال اتفاق الدول السبع والعشرين على هذا الإجراء، فإن وقف مشتريات النفط والمنتجات البترولية من روسيا سيكون تدريجيا، خلال فترة تراوح بين ستة وثمانية أشهر، لكن مع إجراءات ذات أثر فوري، كما أوضح مسؤول أوروبي.

وتعتبر ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا الدول المستوردة الرئيسة للوقود الأحفوري من روسيا (الغاز والنفط الخام والمنتجات البترولية والفحم).

"الأوروبيون في ورطة"

وفي هذا الإطار، أوضح ناصر جبارة، الصحافي المتخصص في الشؤون الأوروبية، أن هناك خطة أوروبية لملء خزانات الغاز بنسبة 65% بحلول أغسطس/ آب و80% بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين، استعدادًا لفصل الشتاء المقبل.

لكن جبارة أكد، في حديث إلى "العربي" من برلين، أن هناك خططًا طموحة لكنها تفتقر إلى الواقعية في الطرح، نظرًا لأن موانئ الغاز المسال الأوروبي وصلت إلى طاقتها الاستيعابية قبل أشهر بنسبة 65%، ووعد الأميركيون بـ 15 مليار متر مكعب من الغاز معظمها وصل إلى أوروبا، وهناك اتفاقات طموحة مع دولة قطر، وهناك تعويل على إسبانيا ايضًا.

وأضاف أنه رغم ذلك هناك قرار ثابت ونافذ بضرورة الاستغناء عن الطاقة الروسية.

وحول قدرة أوروبا على الصمود في حال لم تتوقف الحرب، أشار جبارة إلى أن سوق النفط حيوي ومن الممكن تعويضه،  كذلك الأمر بالنسبة للفحم الحجري، أما العقدة فتكمن في الغاز، واعتقد أن الأوروبيين في ورطة من هذه الناحية.

وأوضح أن تنويع الاعتماد على مصادر الطاقة، والاعتماد على الطاقة البديلة، وترشيد الاستهلاك سيكونان البديل للغاز الروسي على المدى المتوسط والبعيد.

إلى ذلك، أكد جبارة أن العقوبات الأوروبية ستؤدي إلى ركود في الاقتصاد الروسي، وأن الروس بذلوا جهودًا حثيثة من أجل الاكتفاء الذاتي، لكن موسكو تحتاج إلى الآلة الغربية والتكنولوجيا من أجل اقتصادها.

ولكنه أكد، في الوقت نفسه، أنه ليس من مصلحة أوروبا تدمير روسيا.

"وهم أوروبي"

واتفق نزار بوش، استاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الانسانية في موسكو، مع ما قاله جبارة عن عدم واقعية الخطة الأوروبية.

وأكد بوش، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن العقوبات الأوروبية على مصادر الطاقة الروسية لم تستطع لي ذراع موسكو، مضيفًا أن العقوبات ستصبّ في مصلحة روسيا في نهاية المطاف، وإن كان على المدى البعيد.

وأشار إلى أن أوروبا تعتقد واهمة أن العقوبات سوف تكون لها تداعيات على موسكو، بخاصة وأن موسكو تمتلك كل المقومات من غاز، ونفط، ونحاس، وذهب، وصناعات، والقمح، وحتى الأراضي الزراعية.

وأوضح أن روسيا لا يمكن أن تُختزل بشخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن روسيا هي برلمان وحكومة ودولة، ودولة عميقة تؤخذ فيها القرارات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close