الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

حصن في مدينة ماريوبول.. تعرف على مصنع "آزوفستال" معقل الأوكران الأخير

حصن في مدينة ماريوبول.. تعرف على مصنع "آزوفستال" معقل الأوكران الأخير

Changed

تقرير عن تحول شوارع ماريوبول إلى مقابر جماعية (الصورة: تويتر)
تقف القوات الروسية عاجزة على الاستيلاء على مصنع آزوفستال للمعادن في ماريوبول، ولهذا أعلن الكرملين عن "رفض" مزعوم لاقتحام المصنع، حيث أمر بوتين بإلغاء اقتحامه.

بات موقع آزوفستال الصناعي الضخم، آخر معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول الساحلية جنوب شرقي أوكرانيا، والمحاصرة من قبل الجيش الروسي، حديث وسائل الإعلام الحالي لأهمية المدينة في معادلة الحرب الروسية على هذا البلد منذ 58 يومًا.

واشترطت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، لوقف إطلاق النار في موقع آزوفستال الصناعي، من أجل السماح بإجلاء مدنيين بداخله والذين يقدر عددهم بنحو ألف بينهم نساء وأطفال، أن يستسلم هؤلاء المقاتلون الأوكران، الذين باتوا يشكلون رمزية وطنية في هذه الحرب.

وقد كانت ماريوبول التي تعد جزءًا من المنطقة الصناعية في شرق أوكرانيا المعروفة باسم دونباس، هدفًا روسيًا رئيسيًا منذ بدء الهجوم فجر 24 فبراير/ شباط 2022، إلا أن القوات الروسية تمكنت من فرض حصار خانق عليها في الأيام الأولى للعملية.

ويقدر حاليًا وجود 120 ألف شخص في مدينة ماريوبول، من أصل 450 ألف نسمة قبل الحرب.

حصن آزوفستال

لكن الأضواء مسلطة على موقع "آزوفستال الصناعي" الذي بات يسمى حصن القوات الأوكرانية داخل  مدينة ماريوبول الإستراتيجية.

موقع آزوفستال الصناعي الضخم عبر الأقمار الصناعية (غيتي)
موقع آزوفستال الصناعي الضخم عبر الأقمار الصناعية (غيتي)

وتعد مدينة ماريوبول موطنًا لاثنين من المصانع الضخمة لتشغيل المعادن، واستولت القوات التي تقودها روسيا في منتصف أبريل/ نيسان الجاري، على مصنع إيليتش الشقيق، لأزوفستال الأصغر والذي جرى اختياره كحصن للمقاتلين الأوكرانيين الأخير في المدينة المحاصرة؛ بسبب الملاجئ المبنية تحته.

ويوجد في آزوفستال متاهة بطول 24 كيلومترًا من الأنفاق والممرات تحت الأرض، والتي سمحت للمدافعين عنها بمناورة بحرية لصد الهجمات الروسية. وقبل الحرب استعدت السلطات الأوكرانية للهجوم الروسي من خلال تكوين مخزونات من الطعام والماء داخل آزوفستال.

وعندما جرى ترميم المصنع في الأربعينيات بعد الدروس القاسية من الحرب العالمية الثانية، قام المخططون السوفيات ببناء الملاجئ أولًا، ثم أعادوا بناء مصنع الصلب أعلاه لهم، لذلك فهي محمية بشكل جيد، ولكن ربما لا تكون كافية للصمود لوقت طويل.

ومصانع الحديد والصلب في آزوفستال مملوكة لشركة Metinvest ، والمجموعة التي يسيطر عليها الملياردير رينات أحمدوف، وهو أغنى رجل في أوكرانيا.

وشيد موقع آزوفستال الصناعي عام 1933 على ضفاف بحر آزوف في مدينة ماريوبول التابعة لمنطقة دونيتسك، وعمل فيه آنذاك نحو عشرة آلاف شخص.

وعام 1941 أُجبر آزوفستال على وقف العمليات عندما جرى نقل الكثير من المعدات داخله شرقًا بعيدًا عن تقدم النازيين إلى الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية.

إلا أنه دمر بشكل شبه كامل عام 1943 بعد أن استهدفته القوات النازية أثناء انسحابها من ماريوبول، وأعيد بناء المجمع الصناعي الضخم عام 1947.

وتعد مصانع آزوفستال للحديد والصلب واحدة من أكبر مصانع التعدين في أوروبا، وتغطي أكثر من 11 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على عدد لا يحصى من المباني، ويقدر عدد المصانع داخله بـ41 مصنعًا إلى جانب 80 مبنى.

في زمن السلم كانت مصانع آزوفستال للحديد والصلب تضخ 4 ملايين طن من الفولاذ سنويًا، و3.5 ملايين طن من المعدن الساخن و1.2 مليون طن من الفولاذ المدلفن، واعتبارًا من عام 2018، عمل 15.7% من سكان المدينة العاملين في قطاع المعادن.

وتنتج Azovstal مجموعة واسعة من المنتجات المعدنية، وتسمح قدرة المصنع بإنتاج أكثر من 5.5 ملايين طن من الحديد الخام وأكثر من 6.4 ملايين طن من الفولاذ سنويًا، والشركة جزء من مجموعة Metinvest لرينات أحمدوف وفاديم نوفينسكي.

وتقف القوات الروسية عاجزة على الاستيلاء على مصنع آزوفستال للمعادن في ماريوبول، ولهذا أعلن الكرملين عن "رفض" مزعوم لاقتحام المصنع، حيث أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإلغاء اقتحامه.

مشاهد للدمار في موقع آزوفستال الصناعي جراء القصف الروسي (تويتر)
مشاهد للدمار في موقع آزوفستال الصناعي جراء القصف الروسي (تويتر)

وبالإضافة إلى قوات الجيش الأوكراني مجهولة العدد ونحو 500 جريح من الجنود الأوكران كما تقول تقارير صحافية، يضم مصنع آزوفستال حوالي ألف مدني حسب التصريحات الرسمية الأوكرانية محاصرون بداخله، إذ يرفض الروس فتح ممر إنساني لإجلاء النساء والأطفال وكبار السن قبل استسلام المقاتلين الأوكران.

ومن بين المدافعين عن المدينة، مشاة البحرية الأوكرانية، وألوية آلية، ولواء الحرس الوطني، وفوج آزوف وهي قوة أنشأها القوميون اليمينيون المتطرفون وجرى دمجها لاحقًا في الحرس الوطني.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close