الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

حطم بعض المحتويات.. إدانات واسعة لاقتحام مستوطن كنيسة "حبس المسيح" في القدس

حطم بعض المحتويات.. إدانات واسعة لاقتحام مستوطن كنيسة "حبس المسيح" في القدس

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" ترصد الاعتداء على كنيسة صبح المسيح في القدس (الصورة: الأناضول)
أدانت الخارجية الفلسطينية اقتحام كنيسة "حبس المسيح" في القدس، معتبرة أنها جريمة تندرج في إطار ما يرتكبه الاحتلال من اعتداءات على الفلسطينيين.

اقتحم مستوطن، اليوم الخميس، كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس المحتلة، فيما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادثة.

وأفادت محافظة القدس في بيان صحافي بأن مستوطنًا اقتحم مبنى الكنيسة الواقع مقابل المدرسة العمرية، وقام بتكسير وتحطيم بعض محتوياتها، وحاول إشعال النار فيها، مضيفة أنّ الحارس الموجود في المكان تصدى للمستوطن.

وأدان مدير مركز القدس للعلاقات الكنسية يوسف ضاهر، الاعتداء على الكنيسة، مشيرًا إلى تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المقدسات المسيحية في البلدة القديمة من القدس، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، تجاه هذه الجرائم.

وكعادتها، ادعت شرطة الاحتلال في بيان صحفي، أن منفذ الاعتداء على كنيسة "حبس المسيح"، سائح أجنبي وهو "مختل عقليًا"، وهو ما يذكّر بجريمة إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس/ آب 1969، على يد متطرف يهودي أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهن، حيث ادعت في حينه سلطات الاحتلال أنه "مجنون"، وقامت بترحيله إلى أستراليا.

ويذكر أن هذا الاعتداء الرابع، الذي تتعرض له أماكن عبادة مسيحية من قبل متطرفين يهود، منذ بداية العام الجاري، حيث تعرضت مقبرة الكنيسة الأسقفية لاعتداء وتكسير للصلبان، كما تعرضت البطريركيه الأرمنية في وقت سابق إلى محاولة لاقتحامها، وكتابة عبارات عنصرية على جدرانها.

مستوطن يقتحم كنيسة حبس المسيح في القدس ويحطم بعض محتوياتها
مستوطن يقتحم كنيسة حبس المسيح في القدس ويحطم بعض محتوياتها - وسائل التواصل

وفي هذا الإطار، عاينت كاميرا "العربي" مكان الحادث، وأفادت مراسلتنا بأن الأضرار التي لحقت بكنيسة "حبس المسيح" تمثلت في تحطم أجزاء من حجارة تمثال "السيد المسيح" عمره أكثر من مئتي عام، مشيرة إلى أن التمثال تضرر بشكل كبير.

وأوضحت مراسلة "العربي" أن هذا الاعتداء وقع بعد أن استغل المستوطن المعتدي وجود وفود للحجاج بشكل كثيف، حيث وصل إلى داخل الكنيسة، وقام بإنزال التمثال أرضًا وتحطيمه.

وأضافت مراسلتنا أن أحد الحراس توجه فورًا إلى الكنيسة وحاول السيطرة على هذا المستوطن، عندما سمع صوت التحطيم.

تمثلت الأضرار التي لحقت بالكنيسة بتحطيم أجزاء من حجارة تمثال السيد المسيح
تمثلت الأضرار التي لحقت بالكنيسة بتحطيم أجزاء من حجارة تمثال السيد المسيح – الأناضول

وقال حارس الكنيسة ماجد الرشق في حديث خاص لـ"العربي": إن المستوطن كان يرتدي القلنسوة وهي القبعة التي يرتديها المستوطنون كما أنه كان يرتدي اللباس الخاص بالمستوطنين.

وأضاف الرشق أن هذا المستوطن يسكن في القدس ويمر بشكل دائم من أمام بوابة الكنيسة التي تعتبر من أهم المقدسات المسيحية في مدينة القدس، كما أنها تعتبر المرحلة الثانية من درب الآلام الذي يسلكه الحجاج بشكل دائم تقليدًا لسلوك السيد المسيح في درب الآلام من البلدة القديمة إلى كنيسة القيامة ضمن أربع عشرة مرحلة.

"تهويد المقدسات"

وتعقيبًا على الحادثة، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام مستوطن متطرف كنيسة "حبس المسيح"، جريمة تندرج في إطار ما ترتكبه سلطات الاحتلال وجمعياتها ومنظماتها الاستيطانية من اعتداءات على الشعب الفلسطيني ومقدساته المسيحية والإسلامية.

وقالت الخارجية في بيان صحفي اليوم الخميس: إن "هذا الاعتداء يندرج في إطار محاولات تهويد المقدسات وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها كجزء لا يتجزأ من استهداف المدينة المقدسة لتكريس تهويدها وضمها وتغيير هويتها ومعالمها وتهجير مواطنيها وفصلها تمامًا عن محيطها الفلسطيني.

وطالبت المجتمع الدولي والدول والهيئات الدولية والأممية ذات العلاقة، بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني عامة وللقدس ومقدساتها خاصة.

وفي سياق ردود الفعل، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، الحادثة، وقالت في بيان صدر عن رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري: إن "تصاعد الاعتداءات والاقتحامات لدور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية هو النتيجة الحتمية للتحريضات التي ترعاها حكومة الاحتلال العنصرية تجاه كل ما هو غير يهودي".

وأضاف أنه "لا يمكن تصنيف هذه الأفعال بالعمل الفردي، إنما هذه سياسة تعبئة عنصرية ممنهجة يقودها قادة الفاشية الإسرائيلية لتفريغ القدس من سكانها الأصلين وتهويدها".

وأكد خوري أن إرادة الشعب الفلسطيني صامدة أمام كافة التحديات، ولن يتخلى عن عاصمته المحتلة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، التي لن تخضع لتهديدات إسرائيل وحكوماتها العنصرية ومستوطنيها.

وطالب، كنائس العالم بالتحرك الفوري والعاجل والضغط على حكوماتها لتوفير الحماية الدولية، ومعاقبة إسرائيل على كافة الانتهاكات للقوانين الدولية التي تجرم الاعتداء على دور العبادة والمقدسات.

وفي سياق متصل، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الحادثة إصرارًا على المساس بحرمة المقدسات بالمدينة المحتلة، وتماديًا خطيرًا من قبل المستوطنين تجاه كل ما هو غير يهودي في القدس.

وأكدت الهيئة أن الاعتداءات الأخيرة من قبل المستوطنين على المقدسات المسيحية بمدينة القدس، والتي كان آخرها كنيسة "حبس المسيح"، وبطريركية الأرمن مؤخرًا، إمعان في التطرف والعنصرية، تحت مرأى وحماية قوات الاحتلال، التي أطلقت يد المستوطنين بالاعتداء والتخريب.

وأشادت الهيئة بالفعل البطولي لحارس الكنيسة، بتصديه للمستوطن المتطرف، والذي حال دون إلحاق مزيد من الاعتداء والتخريب بالكنيسة.

وحملت الهيئة الإسلامية المسيحية سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن توفير الحماية للأماكن الدينية ودور العبادة.

وحذرت الهيئة سلطات الاحتلال من مغبة التمادي في إطلاق يد المستوطنين بالمدينة المقدسة، وما قد ينجم عن اعتداءاتهم من تداعيات خطيرة.

وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، ووضع حد للجرائم الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الهوية العربية الفلسطينية للمدينة المقدسة.

أما سياسيًا، فقد أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدّة اقتحام  كنيسة "حبس المسيح".

واعتبرت الحركة في بيان أن الجريمة امتدادًا لجرائم الاحتلال المستمرة والممنهجة ضد المقدسات والكنائس والمقابر التاريخية، في مسعى احتلالي محموم لتهويد القدس وفرض السيطرة عليها، وتغيير هويتها وتهجير أهلها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close