الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

حظر الهواتف الذكية عن الأطفال في بلدة إيرلندية.. ما القصة؟

حظر الهواتف الذكية عن الأطفال في بلدة إيرلندية.. ما القصة؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على خطورة استخدام الشاشات الإلكترونية على الأطفال (الصورة: غيتي)
يتبنى الآباء وإدارات المدارس في بلدة إيرلندية اتفاقًا طوعيًا، لحظر استخدام الهواتف الذكية عن الأطفال في محاولة للحد من تأثيرها على طفولتهم.

تجمع الآباء في مدينة غريستونز الأيرلندية، لإخبار أطفالهم بأنهم لن يعود مسموحًا لهم بامتلاك هاتف ذكي حتى بلوغهم المدرسة الثانوية.

فقد تبنت جمعيات أولياء الأمور في ثماني مدارس ابتدائية في غريستونز اتفاقًا، لحظر استخدام الهواتف الذكية من قبل الأطفال مشكّلين جبهة موحّدة ضد ما وصفوه بـ"الضغط على الأطفال"، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

في هذا الإطار، ترى لورا بورن التي لديها طفل في الصف الأول أنه "إذا قام الجميع بهذه الخطوة بشكل موحّد على نطاق واسع، فلن تشعر بأنك الغريب في الأمر. سيصبح من الأسهل بكثير علينا قول لا".

وأكّدت الوالدة أنه "كلما استطعنا الحفاظ على براءة الأطفال لأطول فترة ممكنة، يكون ذلك أفضل لهم".

مخاوف مشتركة 

وأطلقت المدارس والآباء في المدينة الواقعة بمقاطعة ويكلو هذه المبادرة الشهر الماضي، بسبب مخاوفهم المشتركة من أن تزيد الهواتف الذكية نسبة القلق عند الأطفال، وتعرضهم للاستغلال على الإنترنت، وإظهار محتوى مخصص للبالغين. 

وبحسب الصحيفة، يعدّ هذا الاتفاق الطوعي الجماعي مثالا نادرا لتبني مبادرة مشتركة من قبل مدينة بأكملها، حول مسألة تتعلق بالأطفال والهواتف الذكية.

أما في تفاصيل الاتفاق الطوعي، فيتضمن عدم إعطاء الأطفال هواتف ذكية - سواء في المنزل أو المدارس وأي مكان آخر- إلى حين بلوغهم السن الذي يدخلون فيه إلى المدرسة الثانوية.

تخفيف الضغط عن الأهالي

ويأمل أولياء الأمور، في أن يساهم تطبيق هذا الاتفاق على جميع الأطفال في المنطقة، بتخفيف الضغط عن الأهالي وتقليل استياء أبنائهم الذين قد يتقبلون هذا القرار الجديد كونهم لن يشعروا بأنهم الوحيدين المطبق عليهم.

من جهتها، تقول راشيل هاربر مديرة مدرسة "سانت باتريك" التي قادت المبادرة إن "الطفولة تصبح أقصر وأقصر"، مشيرةً إلى أن الأطفال في سن التاسعة بدأوا يطلبون الهواتف الذكية، ما يعني أن هذا الخطر "كان يتسلل لأعمار أصغر وأصغر".

وفي السابق، كانت المدارس تحظر أو تقيد استخدام الأجهزة داخل حرمها فقط، ولكن ذلك وفق الأهالي لم يحدّ من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال الذين يستعملون هواتفهم خارج المدارس.

وقد أثارت المبادرة اهتمام جمعيات الآباء في أيرلندا وفي الخارج، ودفعت وزير الصحة في أيرلندا ستيفن دونيلي، إلى التوصية بهذا الاتفاق كسياسة وطنية.

في المقابل، يشدد أولياء الأمور على أن هذا الاتفاق طوعي بحيث لن يرفض جميع الآباء إعطاء هواتف ذكية لأطفالهم في المدرسة الابتدائية، إنما يوجد عدد كاف من الآباء الذين انضموا إلى هذه المبادرة.

تأثير الهواتف الذكية على الأطفال

يذكر أن الدراسات الحديثة تظهر أن دماغ الأطفال يمتص أكثر من 60% من الإشعاعات المنبعثة من الهواتف الذكية، مما يعرض الأطفال لأنواع من الأمراض المزمنة واضطرابات النوم مقارنة بالبالغين الذين يمتص دماغهم 30% فقط من تلك الإشاعات.

في هذا الصدد، كانت المرشدة الأسرية والتربوية غاية صلاح قد أوضحت في حديث سابق مع "العربي"، أن أكثر من 60% من المعرفة التي يفترض أن يحصل عليها الطفل ستكون مفقودة، بالإضافة إلى قلة الحركة بسبب جلوسه لفترات طويلة أمام الشاشة، مشيرة إلى أن الطفل بحاجة إلى أن يتحرك ثلاث ساعات خلال اليوم.

وتشرح صلاح أن جلوس الطفل أمام الشاشات قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات غريبة لديه، بالإضافة إلى تعبيره المفرط عن مشاعره عند تركه الشاشة بعد وقت طويل من النظر إليها بصمت، الأمر الذي يؤدي إلى عدم فهمه من قبل الآخرين.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close